أبوظبي ـ سعيد المهيري
بلغ إجمالي الدعم الذي قدمته دولة الإمارات للاجئين السوريين خلال العامين الماضيين أكثر من 700 مليون دولار، بينما تحتضن على أراضيها نحو 250 ألف مقيم سوري، منهم 30 ألف طالب في مختلف المراحل التعليمية والأكاديمية بالدولة. جاء ذلك في مقال كتبه محمد سيف هلال الشحي سفير الامارات لدى كندا، الذي شهد الاحتفال بمرور 150 عاماً على تأسيس كندا.
وأكد الشحي في مقاله، دعم دولة الإمارات الثابت والقوي للاجئين السوريين منذ بداية الأزمة السورية عام 2011. وأضاف - في المقال الذي نشرته مجلة "ديبلومات أند إنترناشونال كندا" المختصة بمتابعة الشؤون الدبلوماسية والقضايا الدولية والمحلية في كندا في عددها يوليو- سبتمبر 2017 - أن دولة الإمارات قدمت مساعدات إنسانية وتنموية لدعم اللاجئين السوريين بقيمة 600 مليون دولار أميركي إضافة إلى 100 مليون دولار أميركي عام 2015. وأشار في مقاله الذي نشر بعنوان "دولة الإمارات تدعم بقوة السوريين" إلى أن الإمارات منحت 120 ألف تأشيرة إقامة لمواطنين سوريين، حيث وصل عدد المقيمين السوريين على أراضيها إلى نحو 250 ألف مقيم مع وجود ما يقارب 30 ألف طالب وطالبة سوريين تم قبولهم في المدارس الخاصة والحكومية والمعاهد والكليات والجامعات الإماراتية.
وقال محمد سيف هلال الشحي: إنه في الوقت الذي تعمل فيه دولة الإمارات على تقديم حلول مستدامة وطويلة الأمد للتحديات العالمية، فقد مولت الدولة إنشاء مخيم "مرجيب الفهود" للاجئين السوريين في الأردن والذي يستوعب أربعة آلاف لاجئ سوري. وأكد أن الإمارات عملت على توفير أرقى الخدمات الصحية والتعليمية على مستوى العالم لتأمين مستلزمات اللاجئين في المخيم، فضلاً عن دعمها وتمويلها مخيمات اللاجئين السوريين في لبنان وتركيا والعراق والأردن بقيمة 72 مليون دولار أميركي.
وأشار إلى أن دولة الإمارات كانت قد أعلنت مؤخراً عن مبادرة لاستقبال 15 ألف لاجئ سوري على مدى السنوات الخمس المقبلة، وذلك مشاركة منها في تحمل المسؤوليات المتعلقة بمواجهة أزمة اللاجئين السوريين، حيث جاءت هذه المبادرة ضمن التزام الدولة بمسؤوليتها الإنسانية تجاه اللاجئين السوريين والمساهمة في الجهود الدولية المتعلقة بمواجهة أزمة اللاجئين.
وأوضح أنه لتنفيذ هذه المبادرة شارك وفد إماراتي رسمي رفيع المستوى في ورشة عمل تدريبية مشتركة نظمتها وزارة الخارجية الكندية وهيئة الهجرة والمواطنة الكندية تحت عنوان "الممارسات الكندية في استقبال اللاجئين" خلال الفترة من 23 - 25 نوفمبر 2016 في العاصمة أوتاوا، وذلك لتبادل الخبرات والتجارب وأفضل الممارسات المتعلقة باستقبال وحماية اللاجئين. وذكر أن وفد الدولة ضم ممثلين عن وزارات الخارجية والتعاون الدولي والداخلية والدفاع والعدل والتربية والتعليم والصحة ووقاية المجتمع والهجرة والجوازات وهيئة الهلال الأحمر، إضافة إلى مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية.
وقال الشحي: إنه تم خلال الورشة التدريبية المشتركة - التي استمرت ثلاثة أيام في مقر هيئة الهجرة والمواطنة الكندية - استعراض عدد من القضايا والموضوعات ذات الصلة باستقبال اللاجئين والتي من أبرزها.. الإطار التشريعي والسياسي لحماية اللاجئين، ومساهمة الهجرة في تحقيق الازدهار الاقتصادي وبناء المجتمع الكندي، وأنظمة وبرامج وإجراءات إعادة توطين اللاجئين في كندا، ودور مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وكيفية تعاون كندا مع المفوضية، ودور وخدمات منظمة الهجرة الدولية، وشرح عملية الفحص الأمني وقبول اللاجئين والتنفيذ القانوني والتهجير ومرحلة ما بعد وصول اللاجئين لكندا. وكان الشحي قد شهد الاحتفال واستضافه جاستين ترودو رئيس الوزراء الكندي بمناسبة مرور 150 عاماً على تأسيس كندا.