عدن ـ عبدالغني يحيى
أصيب 4 أطفال يمنيين بألغام زرعتها الميليشيات الحوثية جنوب الحديدة، في الوقت الذي دفعت فيه قوات الجيش الوطني بتعزيزات عسكرية كبيرة إلى جبهتي البرح والكدحة في مديرية الوازعية، غرب تعز، استعداداً لمعركة حاسمة وتحرير المنطقة التي لا تزال خاضعة لسيطرة ميليشيات الحوثي الانقلابية.
وتزامن ذلك مع احتدام المعارك في مختلف جبهات القتال خلال اليومين الماضيين، أبرزها محيط الحديدة وتعز وصعدة (معقل الانقلابيين) والبيضاء وسط اليمن، بإسناد جوي من مقاتلات تحالف دعم الشرعية لقوات الجيش اليمني، وسقوط عشرات القتلى والجرحى من ميليشيات الحوثي الانقلابية، واستمرار تقدم قوات الجيش الوطني في معاركه بمحافظة حجة الحدودية.
وقال بيان صادر عن ألوية العمالقة إن "قوات ألوية العمالقة دفعت، بتوجيه من القائد العام لجبهة الساحل الغربي القائد عبد الرحمن أبو زرعة المحرمي، بتعزيزات عسكرية كبيرة إلى جبهتي البرح والكدحة في الوازعية، غرب محافظة تعز، حيث تم تعزيز القوات المرابطة من ألوية العمالقة في جبهتي البرح والكدحة بالوازعية بقوات مجهزة بالعدة والعتاد".
وأوضحت أن "القوات ستعمل على تثبيت الأمن في المناطق المحررة، والتصدي لعناصر التهريب وكل من تسول له نفسه زعزعة الأمن والاستقرار في المناطق التي تم تحريرها من ميليشيات الحوثي أخيراً"، وأن هذه "التعزيزات تأتي تزامناً مع استعداد كبير لألوية العمالقة لمعركة حاسمة في المناطق الواقعة غرب محافظة تعز لتحريرها من ميليشيات الحوثي".
وأكد البيان أن "قوات ألوية العمالقة عثرت على عدد من الصواريخ البحرية التي أخفتها ميليشيات الحوثي بين الأشجار وتحت التراب في المزارع القريبة من كيلو 10 شرق مدينة الحديدة التابعة لمديرية الحالي"، وأن نوعية الصواريخ التي حصلت عليها قوات ألوية العمالقة في أثناء عملية تمشيط المزارع القريبة من كيلو 10 هي صواريخ بحرية روسية الصنع، وهي من أسلحة الدولة التي نهبتها ميليشيات الحوثي بعد انقلابها على الدولة. وسبق أن عثرت قوات الجيش على كمية من الصواريخ البحرية في أثناء عملية تحرير مزارع في الدريهمي، جنوب الحديدة، قبل نحو 4 أشهر.
وتواصل ميليشيات الانقلاب القصف المستمر على القرى السكنية المحررة بمختلف الأسلحة، أبرزها الدريهمي والتحتيا، مخلفة وراءها قتلى وجرحى من المدنيين. علاوة على سقوط قتلى وجرحى من صفوف المدنيين، بشكل يومي، جراء انفجار الألغام التي زرعتها ميليشيات الانقلاب، وبشكل عشوائي، في الطرقات العامة ومزارع المواطنين في كل المناطق التي كانت خاضعة لسيطرتها، قبل أن تسيطر عليها قوات الجيش الوطني، وآخرها مقتل مواطن، وأصابة 5 آخرين، بانفجار لغم أرضي زرعته ميليشيات الحوثي في منطقة عرفان، بمفرق دهمش جنوب مدينة حيس بالحديدة، طبقاً لما أفادت به قوات لواء"العمالقة" التي أوضحت أن المواطن أحمد خادم دهمش توفي، وأصيب 5 مدنيين آخرين عند مرور سيارتهم فوق لغم أرضي زرعته ميليشيات الحوثي على إحدى الطرقات، جنوب مدينة حيس. كما أصيب 4 أطفال بانفجار لغم أرضي زرعته الميليشيات الانقلابية في منطقة الجاح التابعة لمديرية بيت الفقيه، جنوب الحديدة.
المشروع السعودي لنزع الألغام في مديرية عسيلان
ونفذ فريق المشروع السعودي لنزع الألغام "مسام"، بمديرية عسيلان في محافظة شبوة، عملية إتلاف لنحو 450 لغماً وعبوة ناسفة وقذائف وذخائر غير منفجرة، نزعتها الفرق الهندسية التابعة للمشروع خلال الفترة الماضية، طبقاً لما أوردته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية "سبأ"، التي نقلت عن مدير عام مشروع "مسام"، أسامة القصيبي، قوله إن "عملية الإتلاف هي تكملة لعمليات نزع الألغام التي قامت بها فرق (مسام)، وإن فرق المشروع مستمرة في العمل بكل طاقاتها وإمكانياتها في عدد من المحافظات، ضمن الخطة التي ينفذها المشروع خلال المرحلة الحالية".
وسقط عدد من ميليشيات الحوثي الانقلابية بين قتيل وجريح في معارك مع الجيش الوطني خلال الـ72 ساعة الماضية في جبهات البيضاء وصعدة وتعز. ففي تعز، أكد المركز الإعلامي لمحور تعز العسكري، في بيان مقتضب له نشره على حسابه الخاص بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أن القائد الميداني في صفوف ميليشيات الحوثي الانقلابية، المكنى أبو علي، لقي مصرعه بقصف مدفعي للجيش الوطني استهدف تجمعات للحوثيين في محيط قرية الوزلة بجبهة مكائر جبل حبشي، غرب تعز، وكذلك أصيب قيادي آخر، يدعى أبو صدام، بجروح بالغة نقل على أثرها إلى صنعاء. وأوضح البيان أن القيادي أبو علي كان قائد قطاع الميليشيات في منطقة مكائر، غرب جبل المنعم، غرب المدينة.
وفي البيضاء، أفاد موقع الجيش الوطني الإلكتروني "سبتمبر نت"، عن مصدر ميداني، بـ«مقتل قيادي بارز في ميليشيات الحوثي الانقلابية، مع عدد من مرافقيه، بنيران المقاومة الشعبية في مديرية الصومعة، بمحافظة البيضاء، وسط البلاد. وذكر أن عناصر من المقاومة الشعبية في جبهة الحازمة نفذوا، الأربعاء، كميناً محكماً لمجموعة من عناصر الميليشيات في منطقة شوكان، وأن الكمين أسفر عن مقتل مشرف الميليشيات في مديرية الصومعة، الذي كان يقود المجموعة المستهدفة مع 8 من عناصره.
وفي صعدة، شمال غربي صنعاء، سقط عدد من ميليشيات الانقلاب بين قتيل وجريح، بينهم قيادات ميدانية، عقب تصدي قوات الجيش الوطني لمحاولة تسلل ميليشيات الحوثي الانقلابية إلى مواقعها. ونقل موقع الجيش عن مصدر ميداني في ألوية العروبة أن المواجهات اندلعت في وقت متأخر من مساء الأربعاء، عقب محاولة الميليشيات استعادة مواقع خسرتها سابقاً في منطقة مران، وأن المعارك التي استمرت عدة ساعات خلفت عشرات القتلى والجرحى في صفوف الميليشيا، بينهم قيادات ميدانية بارزة. ونشر موقع الجيش أسماء عدد من القيادات الميدانية التي قتلت خلال المعارك، وهم: علي بلكع، وإبراهيم الأكوع، وأبو علي العشاش، وعبد المجيد جمعان، وأبو حسين مجرم، وعلي عواض، ومحمد السدم
وكان وكيل أول محافظة تعز الدكتور عبد القوي المخلافي استقبل الخميس، ومعه أركان حرب المحور، ومدير عام شرطة تعز، ووكيل المحافظة عبد الحكيم عون، والبرلماني عبد الكريم شيبان، المسؤول الأمني لمكتب مبعوث الأمم المتحدة، محمد عوض، وبحث معه آلية الترتيب لزيارة المبعوث مارتن غريفيث إلى مدينة تعز.
وقال إعلام مكتب محافظة تعز إن "الوكيل أطلع الوفد الأممي على إنجازات السلطة المحلية في تفعيل مؤسسات وأجهزة الدولة، ومكاتبها التنفيذية والخدمية، واستعادة بعض مرافق الدولة، وتطبيع الأوضاع فيها"، وإن "الوفد الأممي ناقش مع وكيل المحافظة خطة الزيارة إلى المحافظة، وتهيئة الوضع لقدوم المبعوث الأممي مارتن غريفيث إلى المحافظة خلال الأيام المقبلة".
كما استعرض أركان حرب المحور العميد عبد العزيز المجيدي الموقف العسكري العام، وخطط العملية العسكرية المستمرة ضد الميليشيات الانقلابية الكهنوتية في محافظة تعز. ومن جانبه، قدم مدير عام شرطة المحافظة العميد منصور الأكحلي تقريراً مفصلاً عن الحالة الأمنية، والجهود المبذولة لتقليل نسبة الجريمة، وتحقيق المزيد من الاستقرار في المحافظة