ميليشيات الحوثيين

فرض "الحوثيون" صالح الصماد رئيساً لما يسمى "المجلس السياسي" على حليفهم الرئيس السابق علي عبدالله صالح، وذلك للمرة الثانية منذ اتفاق الشراكة العام الماضي بين الحليفين الانقلابيين، الحوثيين وحزب "المؤتمر الشعبي" الذي يتزعمه صالح، الذي قررا بموجبه تشكيل مجلس سياسي أعلى وحكومة شراكة لإدارة العاصمة صنعاء والمحافظات الواقعة تحت سيطرتهم، وينص على شَغْل منصب رئيس المجلس بالتناوب بين الطرفين كل أربعة أشهر، غير أن الحوثيين رفضوا خلال الفترة الماضية أن يتولى أي من أعضاء المجلس من حزب صالح مسؤولية الرئاسة، في حين لا تزال ما تسمى "اللجنة الثورية" للحوثيين تفرض نفوذها وسيطرتها على كل مناطق سيطرة الانقلابيين، على رغم أن اتفاق الشراكة ينص على أن المجلس السياسي يحل محل اللجنة الثورية.

وقالت مصادر متطابقة في حزب صالح لـ "الحياة"، إن الحوثيين يتعاطون مع صالح وحزبه كتابعين لا كشريكين وحليفين، وهو ما تعكسه الخلافات المستمرة واهتزاز الثقة إلى حد كبير بينهما، وأن مسألة الشراكة لم تعد أكثر من غطاء سياسي يفتقد التأثير والفاعلية، فيما يتربص كل طرف بالآخر. وذكرت المصادر أن الحوثيين أبلغوا صالح خلال مفاوضات التمديد الأول للصماد بأنهم لا يريدون الخوض في مسألة التناوب وأن رئاسة المجلس باتت محسومة للحوثيين، وأن على صالح وحزبه التسليم بالأمر، وأضافت المصادر ذاتها أن صالح أقنع قيادات حزبه بالقبول بتفرد الحوثيين برئاسة المجلس بحيث يتحملون مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع في مناطق سيطرتهم، من تدهور الخدمات وانفلات الأمن وتفشي الفساد والاستيلاء على موارد الدولة ونهب مؤسساتها وعدم صرف رواتب الموظفين، إضافة إلى ممارسات الميليشيات المسلحة والمشرفين الحوثيين تجاه المواطنين.

من جهة أخرى، تكبد الحوثيون خسائر فادحة في عتادهم وفي صفوف ميليشياتهم وقوات حليفهم صالح على جبهات المواجهة المختلفة مع قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية المسنودة بطائرات التحالف العربي، التي نفذت خلال اليومين الماضيين عشرات الغارات على تجمعات الانقلابيين في محافظات شبوة والجوف وتعز ومناطق ميدي في محافظة حجة، ونهم في محافظة صنعاء، إضافة إلى مناطق متفرقة من محافظة صعدة.

وكانت القوات الحكومية سيطرت في شكل كامل على مديرية صرواح التابعة لمحافظة مأرب لأول مرة منذ بداية الحرب بعد سيطرتها على جبل مرثد والتباب المحيطة به، وأكدت مصادر عسكرية لـ "الحياة" أن طائرات التحالف العربي قصفت تجمعات للانقلابيين في مناطق عدة وقتلت وجرحت أكثر من ستين عنصراً خلال يومين، إضافة إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى على يد الجيش الوطني في محافظات تعز وشبوة وفي منطقة ميدي المطلة على البحر الأحمر.

وقالت هذه المصادر إن القوات الحكومية تحتفظ بأكثر من أربعة آلاف أسير من الحوثيين وأتباع صالح منذ بدء حرب الشرعية والتحالف العربي ضد الانقلابيين، وأشارت إلى أن الانقلابيين خسروا الآلاف بين قتيل وجريح.
وكان نائب الرئيس اليمني الفريق ركن علي محسن الأحمر، زار وحدات للجيش في عدد من جبهات القتال في محافظات شبوة ومأرب والجوف، وهنأ منتسبيها بمناسبة حلول عيد الفطر، وشدد على أهمية تحقيق الانتصارات على الانقلابيين في كل الجبهات حتى يتم بسط نفوذ الشرعية في كل مناطق اليمن. وأشاد الأحمر ببطولات الجيش، وما تقدمه دول التحالف العربي الداعم للشرعية من دعم للشعب اليمني، وفي مقدمها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات، والدور الذي تلعبه لجهة تحقيق الانتصارات، إضافة إلى مساعدة الشعب اليمني في كل المجالات.