عدن ـ عبدالغني يحيى
تمكّنت قوات الجيش الوطني اليمني، الأحد، من اقتحام مركز مديرية كتاف شرقي محافظة صعدة بعد معارك ضارية خاضتها مع مليشيا الحوثي الانقلابية، ونقل موقع الجيش “سبتمبر نت” عن مصادر أن قوات الجيش تقدمت إلى منطقة “العطفين”، وأحكمت السيطرة على المواقع والطرق المؤدية إلى مركز مديرية كتاف، وسط تقدم مستمر لقوات الجيش، لافتة إلى مقتل أكثر من 20 من عناصر الميليشيات بينهم 3 قيادات ميدانية كبيرة.
وأعلنت قوات الجيش الوطني تحرير مديرية ميدي الساحلية بمحافظة حجة، شمال غربي صنعاء والمحاذية للسعودية، بشكل كامل من ميليشيات الحوثي الانقلابية عقب إطلاقها، الأحد، عملية عسكرية واسعة لتحرير ما تبقى من مواقع جنوب مديرية ميدي كانت خاضعة لسيطرة الانقلابيين، وذلك بعد تحرير مدينة ميدي وتأمينها بشكل كامل في منتصف أبريل (نيسان) الماضي، في الوقت الذي أعلنت فيه قوات لواء العمالقة تطهير مفرق المخا مع تعز، وقد تزامن ذلك مع شن قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في البيضاء هجومًا واسعًا على ميليشيات الحوثي الانقلابية في السوادية في البيضاء (وسط)، واستمرار العمليات العسكرية في صعدة، معقل الانقلابيين، وباتجاه منطقة البرح، غرب تعز، والسيطرة على مواقع جديدة كانت خاضعة لسيطرة الانقلابيين، وتكبيدهم الخسائر البشرية والمادية الكبيرة، بما فيها مقتل قيادات من صفوف ميليشيات الحوثي الانقلابية.
وأكد مصدر عسكري، نقل عنه المركز الإعلامي للمنطقة العسكرية الخامسة، أن "الجيش الوطني أطلق عملية عسكرية واسعة فجر الأحد بإسناد جوي ومدفعي من قوات التحالف العربي لتحرير سلسلة تباب كتف مُقل، جنوب ميدي، التي أسفرت عن تحريرها وسقوط عشرات القتلى والجرحى من ميليشيا الحوثي، وأسر ثلاثة عناصر، أحدهم جريح تم إسعافه إلى أحد مستشفيات المملكة لتلقي العلاج، بالإضافة إلى استعادة بعض الأسلحة التي كانت بحوزة عناصر الميليشيا الحوثية التي لاذت بالفرار"، وتُعد هذه السلسلة الواقعة جنوب مدينة ميدي، موقعًا استراتيجيًا مهمًا على امتداد اثنين كيلومتر وبارتفاع 35 مترًا، وتشرف مباشرة على وادي حيران، وبالسيطرة عليه يتمكن الجيش الوطني من السيطرة النارية على مناطق واسعة في مديرية حيران في اتجاهات عدة.
إلى ذلك، قُتل نحو 30 انقلابيًا، خلال اليومين الماضيين، في معارك مع الجيش الوطني غرب تعز، بينهم اثنان من قيادات ميليشيات الحوثي الانقلابية البارزة، وقال مصدر عسكري إن "الجبهة الغربية شهدت أعنف المواجهات خلال اليومين الماضيين وأشدها نحو منطقة البرح ومفرق المخا، بمديرية مقبنة، حيث تكبّدت الميليشيات الانقلابية الخسائر البشرية والمادية في مواجهات مع الجيش الوطني وغارات مقاتلات تحالف دعم الشرعية المساندة للجيش الوطني".
وبحسب مصدر عسكري، نقلت عنه "العربية نت"، فقد أكد "مقتل القيادي الحوثي المدعو أبو الفضل الكيداني، وعدد من مرافقيه، بغارات لمقاتلات التحالف في جبهة مقبنة، إضافة إلى مقتل قائد القناصة في جبهة مفرق المخا المدعو أبو ناصر الحمزي، الذي قتل خلال مواجهات مع الجيش الوطني"، كما نقل موقع الجيش الوطني "سبتمبر نت" عن مصدر عسكري ميداني، تأكيده "سيطرت قوات الجيش الوطني على مفرق المخا، وتأمين سلسلة جبال الرخام الإستراتيجية المطلة على مصنع البرح بشكل كامل"، وأن قوات الجيش الوطني "أصبحت على بعد كيلومترات قليلة من مفرق البرح".
وأوضح، أن "قوات الجيش الوطني مستمرة في عملياتها العسكرية في تحرير منطقة البرح من محاور عدة، وستواصل تقدمها باتجاه مدينة تعز لفك الحصار المفروض عليها من قبل ميليشيا الحوثي الانقلابية، وسط انهيارات متسارعة في صفوف الميليشيا الانقلابية وهرب جماعي من أرض المعركة"، مؤكدًا أن "الميليشيا قامت بتصفية عدد من عناصرها في منطقة البرح بعد فرارهم من المعارك"، ويأتي ذلك في ظل استمرار العمليات العسكرية لاستكمال تحرير منطقة البرح بمديرية مقبنة، وتأمين خط التقدم لقوات الجيش الوطني للتقدم باتجاه بقية مديريات محافظة الحديدة الساحلية، غرب اليمن، ومينائها الاستراتيجي، ثاني أكبر ميناء في اليمن بعد ميناء عدن، بعد قطع خط إمداد الانقلابيين بين البرح ومركز مديرية مقبنة، وطبقًا للمصدر ذاته في محور تعز، فقد أوضح أن "قوات الجيش الوطني تواصل إحرازها التقدم في جبهة مقبنة وثباتها في المواقع التي تم تحريرها في ظل استماتة من الانقلابيين التقدم إلى مواقع الجيش الوطني واستعادة المواقع التي خسرتها، بما فيها مواقع استراتيجية على منطقة العريش، آخر مناطق مديرة موزع، باتجاه منطقة البرح".
وفي تغريدة على صفحتها الشخصية بموقع "تويتر"، قالت ألوية حراس الجمهورية، التي يقودها العميد ركن طارق محمد عبد الله صالح (نجل شقيق الرئيس اليمني السابق صالح)، إنها "سيطرت على سلسلة جبلية إستراتيجية ومواقع للحوثيين في البرح، وقطعت طرق إمدادهم"، وأن "ميلشيات الحوثي تخسر أهم مواقعها الإستراتيجية في محيط مفرق البرح، وانهيارات كبيرة ومتلاحقة في صفوفها".
ولليوم الثاني على التوالي، تتواصل المعارك في المناطق الشرقية لمديرية حيس، جنوب محافظة الحديدة، وبإسناد جوي لقوات الجيش الوطني والمقاومة التهامية من قبل مقاتلات تحالف دعم الشرعية وطيران الأباتشي، وسط إحرازه التقدم نحو مفرق جبل رأس وطريق العدين، وقال مصدر في المقاومة الشعبية إن "المعارك اشتدت حدتها باتجاه منطقة جبل راس وخط العدين، التابعة لمحافظة إب، والطريق الرابط (المثلث) بين الحديدة وجبل راس، في حين دك الأباتشي ومقاتلات التحالف تجمعات ومواقع الميليشيات الانقلابية مواقع وتجمعت للانقلابيين، أبرزها مواقع في الجاح بمنطقة الحسينية وفي الدريهمي وطريق زبيد – التحيتا؛ ما أسفر عن وقوع قتلى وجرحى بصفوف الانقلابيين علاوة على تدمير عدد من الآليات العسكرية".
وعلى صعيد متصل، أكدت مصادر استماتة قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في البيضاء حسم معركتها في جبهة قانية، بين محافظتي البيضاء ومأرب، في حين تواصل قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في مديرية الصومعة تقدمها نحو عقرامة بمنطقة المسحر بمديرية الصومعة، وسط التقدم والسيطرة على مواقع جديدة بإسناد من مقاتلات التحالف العربي.
الناشط السياسي من أبناء المحافظة، أحمد الحمزي، قال إن "المعارك في قانية تسير بوتيرة عالية لتطهير المحافظة من الانقلابيين"، مؤكدًا "وصول قوات الجيش الوطني، بإسناد من التحالف العربي، إلى نقطة السبيل وتحرير المواقع المحيطة بمنطقة قانية وحوران، إضافة إلى السيطرة على مواقع الخليفة وخدار الخرجاء، شمالًا، المناطق الحدودية بين مأرب والبيضاء، في الوقت الذي تزحف القوات باتجاه الوهبية بمديرية السوادية"، وأوضح، أن "المعارك اشتدت حدتها في عدد من المواقع بمديرية السوادية، شمال شرق، عقب شن قوات الجيش والمقاومة هجومها الواسع من محاور عدة على مواقع الانقلابيين وتكبيدهم الخسائر البشرية والمادية، في الوقت الذي تمكنت من السيطرة على الأجزاء الشرقية من جبل الخليقة الاستراتيجي بالسوادية، بالتزامن مع استهداف مقاتلات التحالف تجمعات وآليات للميليشيات الانقلابية في جبل الخليقة؛ ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى". ولفت إلى أن "ميليشيات الانقلاب تلجأ عقب خسائرها إلى القصف العنيف على الأحياء السكنية في المحافظة، وأبرزها على قرى في مديرية الزاهر، إضافة إلى زرع الألغام والعبوات الناسفة في الطرقات والأحياء السكنية التي تقترب القوات إليها".
وفي جبهة صرواح، غرب مأرب، أعلنت قوات الجيش الوطني سيطرتها على موقعين جديدين جنوب تبة مطار صرواح، بين مأرب وصنعاء، إثر هجوم شنته قوات الجيش الوطني على مواقع الانقلابيين، وبالانتقال إلى محافظة صعدة، معقل الانقلابيين الأول، تواصل قوات الجيش الوطني تقدمها في جبهتي كتاف البقع، شرق، وفي باقم البقع، شمالًا، وسط تقدم قوات الجيش الوطني والتوغل باتجاه كتاف، كما باشرت قوات الجيش الوطني بعملية تمشيط واسعة للمواقع التي سيطرت عليها خلال اليومين الماضيين إلى ما بعد سلسلة الجبال والتباب المحررة، إضافة إلى عمليات نزع الألغام.
وذكرت مصادر عسكرية، أن قوات الجيش الوطني تصدت لهجوم الانقلابيين على جبال الشعير ومواقع القذاميل، الواقعة بين صعدة والجوف، علمًا أن قوات الجيش الوطني كانت حررت خلال الأيام الثلاثة الماضية جبال المنقعر، والتبة الرملية، وبير سالمي في منطقة كتاف.