واشنطن قلقة من أوضاع العراق والتحالف يدعو إلى حل الخلافات

حذرت القوى الـ12 الكبرى المنضوية في التحالف الدولي ضد "داعش"، اليوم الأربعاء، من إمكانية تقويض الجهد الجماعي ضد التنظيم، نتيجة الأزمة السياسية في بغداد، داعية القوى السياسية العراقية كافة إلى حل خلافاتهم بـ"الطرق القانونية والسلمية" وتوحيد جهودهم لمواجهة التحديات التي يتعرض لها البلد ويوجهونها ضد العدو المشترك المتمثل بذلك التنظيم.

جاء ذلك في بيان صدر عن اجتماع أكبر 12 دولة مساهمة في التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد (داعش) في العراق وسوريا، اليوم، في مدينة شتوتغارت الألمانية، مقر القيادة العامة الأميركية الاوربية للتحالف الدولي.وذكرت الدول المتحالفة، أن على "قادة الأطراف السياسية العراقية كافة أن يحلوا خلافاتهم بالطرق القانونية والسلمية، ويوحدوا جهودهم لمواجهة التحديات التي يتعرض لها البلد ويوجهوها ضد العدو المشترك المتمثل بتنظيم داعش"، محذرين من إمكانية "تقويض الجهد الجماعي ضد تنظيم "داعش" نتيجة الأزمة السياسية في بغداد".

وتعهدت القوى المجتمعة في بيانها، بـ"نشر المزيد من القوات والمعدات لتعزيز قدرات القوات الأمنية العراقية فضلاً عن قوات البيشمركة الشريكة على الأرض".يذكر  أن الاجتماع عقد بحضور كل من الولايات المتحدة واستراليا وكندا والدنمارك وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وهولندا ونيوزلندا والنرويج وإسبانيا والمملكة المتحدة، واتفق المجتمعين على اللقاء مرة أخرى في وقت لاحق من العام 2016 الحالي.

في غضون ذلك ، قال وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر، اليوم الاربعاء، عقب محادثات أجراها في مقر القيادة الأوروبية التابعة للجيش الأميركي في مدينة شتوتغارت الألمانية، أن "الجندي القتيل يدعى (تشارلز كيتينغ) وهو من عناصر قوات العمليات الخاصة التابعة للبحرية الأميركية". وأضاف كارتر "سوف تستمر هذه المخاطر ونأسف كثيرا لفقده".

وحذَّر وزير الدفاع الأميركي من مخاطر على طريق الحملة ضد داعش"، مستدركا بالقول "لكن السماح بملاذ آمن لداعش ينطوي على مخاطر أكبر علينا جميعا، لذا اتفقنا اليوم على أننا سنواصل -جميعا- فعل المزيد لتسريع هزيمة داعش تماما".
وهذا هو ثالث أميركي يلقى حتفه في قتال مباشر مع "داعش"، منذ أن بدأ التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة حملة ضد التنظيم في 2014.

وفي هذه الأثناء ،تسلمت قيادة عمليات نينوى أسلحة أميركية متطورة لتدخل الخدمة في معركة تحرير مدينة الموصل من سيطرة تنظيم "داعش" المتطرف.وكانت الولايات المتحدة الأميركية، قد زوّدت العراق بصواريخ “هيل فاير Hellfire” ومئات الآلاف من طلقات الذخيرة وبنادق “إم 4 M4″، استجابة لطلبات قدمتها بغداد وبما يتفق مع سياسة مكافحة الإرهاب واتفاقية الإطار الاستراتيجي بينهما.

وتقول امريكا ان مروحيات اباتشي الفتاكة ستدخل بدورها قريبا في المعركة المنتظرة لتحرير مدينة الموصل من قبضة "داعش".وميدانيا، تقدمت قوات البيشمركة 10 كلم في محور الكوير(القريب من اربيل)جنوب الموصل، كما نفذت مقاتلات التحالف الدولي ،ظهر اليوم الأربعاء، اكثر من 8 غارات على مسلحي تنظيم "داعش" المتطرف.

وقال مسؤول محور الكوير في قوات البيشمركة، قادر قادر، في تصريح صحفي ان "قوات البيشمركة قرب قرية ابو شيته تقدمت باتجاه نهر الكوير بمسافة 10 كيلومترات، وبدأت حملة لتطهير المنطقة من العبوات المزروعة، مبينا ان المعركة بدأت في الساعة 12:00 ظهرا، ولا تزال مستمرة الان، وتكبد داعش خسائر فادحة".

واشار الى ان "مقاتلات التحالف الدولي نفذت اكثر من 8 غارات على مواقع داعش في قرية ابزخ".يذكر أن تنظيم "داعش" المتطرف بدأ منذ صباح أمس الثلاثاء، بالهجوم على قوات البيشمركة على امتداد 100 كيلومتر من عدة محاور، منها مخمور وتلسقف وبادوش، وكذلك الكوير وبعشيقة والخازر وناوران، باستخدام الانتحاريين والأسلحة الثقيلة.

وأسفرت المعارك منذ يوم أمس، عن مقتل جندي أميركي، ومقتل 10 من مقاتلي البيشمركة وإصابة 25 آخرين، في المقابل تمثلت خسائر داعش بمقتل 100 مسلح وإصابة 50 آخرين، كما تمكنت البيشمركة بدعم من مقاتلات التحالف الدولي من تدمير 42 آلية تابعة لداعش.

واعلن بيان لخلية الاعلام الحربي ورد لت"صوت الامارات"، ان "طائرات اف 16 العراقية دمرت معملا كبيرا للتفخيخ وعجلة براد تحمل مواد كيمياوية في نينوى”.واضاف ان "القصف ادى ايضا الى تدمير ثلاث عجلات ومقتل 8 عناصر من عناصر  داعش  المتطرف".

وتابعت ان " طائرات اف 16 العراقية وجهت ضربة جوية اسفرت عن تدمير  مركز قيادة وموقع اتصالات تابع لتنظيم داعش في الفلوجة”.وأضاف ان القصف ادى الى "مقتل أعداد كبيرة من المتطرفين".وفي محافظة صلاح الدين، ،قتل آمر الفوج العاشر بشرطة محافظة صلاح الدين، العقيد خالد البياتي، ، وأصيب أربعة من منتسبي الفوج، بعد مداهمتهم لإحدى المنازل المفخخة، التي انفجرت، بمنطقة عين الفرس غربي تكريت.

مقتل منتسب في الشرطة الاتحادية التابعة لوزارة الداخلية العراقية وإصابة اثنين آخرين من رفاقه ،مساء الأربعاء، إثر إطلاق نار من مجموعة مسلحة على عجلة مدنية بداخلها المنتسبين الثلاثة، بشارع القناة شرقي العاصمة بغداد.في غضون ذلك ،حذر رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي عمار الحكيم، بشدة، اليوم الأربعاء، من التجاوز على شرعية الدولة ومجلس النواب، ودعا البرلمانيين الذين يريدون الإصلاح بفتح ملفات الفساد ، وليس الصراخ ، ورمي قناني الماء ، وتكسير المكاتب.

وقال الحكيم في كلمته خلال حفل بمناسبة المبعث النبوي(الاسراء والمعراج) أقيم في مكتبه في بغداد "هناك حملة شبه منظمة لكسر هيبة مجلس النواب والتجاوز على شرعيته، وهو أمر مرفوض من قبلنا وسنواجهه مع شعبنا بقوة وثبات".وأضاف، أن "مجلس النواب هو بيت الشعب ولن نسمح ان يختطفه جماعة او مجموعة تحت أي عنوان أو حجة أو مبرر، سواء كانوا برلمانيين معتصمين او متظاهرين منفلتين". مشيرا الى ان "الاحتجاج لا يعني الفوضى والتظاهر لا يعني التخريب والاعتداء" .

ودعا الحكيم ، البرلمانيين الذين يريدون الإصلاح بفتح ملفات الفساد ، وليس الصراخ ، ورمي قناني الماء ، وتكسير المكاتب .
ووصف الحكيم، "اختزال الإصلاح" بتغيير وزاري في الحكومة بأنه "كذبة كبيرة".وقال:  ان "الإصلاح أصبح شعاراً يستغله حتى الفاسدون وان يُختزل بتغيير وزير او مجموعة وزراء فهو كذبة كبيرة واحتيال على الإصلاح".على حد قوله.

وتابع الحكيم: "مع تداخل الاحداث ووصولها الى مراحل خطيرة في تهديد بناء الدولة، فاننا في تيار شهيد المحراب نجد أنفسنا ملزمين بالعمل على تشكيل ائتلاف وطني عابر للطائفية والقومية".وأكد "سنسعى مع شركائنا في الوطن على بلورة إطار هذا الائتلاف وتحديد مشروعه السياسي والإصلاحي ليكون قوة مؤثرة في البرلمان كي يستطيع تمرير التشريعات والقوانين والإجراءات الإصلاحية".

ودعا رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي ، من أراد الإصلاح عليه أن يسأل عن المشاريع الوهمية التي صرف عليها مليارات الدولارات ، ومن كان المسؤول عنها ، ومن وقعها ، ومن وافق عليها مؤكدا " إننا نعمل على وضع حلول حقيقية ؛ لتجاوز الأزمات الكبيرة التي يواجهها العراق في السنتين المقبلتين " .