الدكتور سلطان بن أحمد الجابر وزير دولة

شددت دولة الإمارات العربية المتحدة، الثلاثاء، على أهمية المزيد من التنسيق بين البلدان العربية للتصدي للتدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية، ودعمها للميليشيات الإرهابية في هذه البلدان، كما استنكرت استمرار الاحتلال الإيراني للجزر الإماراتية الثلاث "طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى"، مجددة دعوة إيران للتجاوب مع جميع المساعي الرامية إلى إيجاد حل سلمي لهذه القضية من خلال المفاوضات الثنائية أو إحالتها إلى محكمة العدل الدولية.

جاء ذلك في كلمة الدولة أمام الدورة الثامنة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون العربي الصيني الذي انعقد في بكين، والتي ألقاها الدكتور سلطان بن أحمد الجابر وزير دولة الذي ترأس وفد الدولة المكون من مساعد وزير الخارجية والتعاون الدولي لشؤون المنظمات الدولية يعقوب الحوسني، وسفير الدولة لدى جمهورية مصر العربية مندوبها الدائم لدى الجامعة العربية جمعة مبارك الجنيبي، وسفير الدولة لدى جمهورية الصين الشعبية علي عبيد علي الظاهري.

وأكّد الجابر في كلمته أمام الاجتماع، أن جمهورية الصين الشعبية تعتبر شريكًا استراتيجيًا مهمًا للدول العربية، موضحًا أن العلاقات العربية الصينية شهدت تطورًا ملحوظًا، وبلغت آفاقًا واسعة من التعاون المشترك بين الجانبين في المجالات كافة. وعبر عن حرص القيادة في دولة الإمارات على تطوير العلاقات النوعية التي تربطها مع جمهورية الصين الشعبية، واستمرار التواصل المستمر والبناء معها، والعمل على إرساء علاقة استراتيجية شاملة بين البلدين الصديقين في جميع المجالات.

وأشار أن المشاركة العربية الكبيرة في هذا الاجتماع تؤكد أهمية العلاقات التاريخية بين الدول العربية وجمهورية الصين الشعبية، والتي تمثل انعكاسًا لتطلعات حكومات وشعوب هذه الدول للاستفادة من الفرص والموارد وتعزيز جهود التنمية والتطوير وتبادل الخبرات مع جمهورية الصين الشعبية. 

وأضاف أن الاجتماع يؤكّد أهمية تعزيز التواصل بين الدول العربية وجمهورية الصين الشعبية حول العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، انطلاقا من الأهمية الجغرافية والسياسية للدول العربية، والدور العالمي للصين ومكانتها في الساحة الدولية، وإيمانا بضرورة تنسيق المواقف وتوسيع أطر التعاون والتشاور بين الجانبين، بما يسهم في تعزيز دعائم الأمن والاستقرار العالميين.

وقال "نلتقي اليوم في ظل ظروف وتحديات صعبة تعيشها المنطقة والعالم ولعل أبرزها انتشار آفة التطرف والإرهاب. وفي هذا الإطار، فإن التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية ودعمها للميليشيات الإرهابية في البلدان العربية الشقيقة يمثل تهديدًا مباشرًا للأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، وعاملا يقوض التنمية ويؤجج فتيل النزاعات، الأمر الذي يستدعي منا جميعا المزيد من التنسيق والتعاون لمواجهة هذه التحديات الخطيرة".

 وأعرب عن استنكار الإمارات لاستمرار الاحتلال الإيراني للجزر الإماراتية الثلاث "طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى"، مجددًا الدعوة لإيران للتجاوب مع جميع المساعي الرامية إلى إيجاد حل سلمي لهذه القضية من خلال المفاوضات الثنائية أو إحالتها إلى محكمة العدل الدولية.

وأوضح أن دخول قوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية جاء بناء على طلب رسمي من الحكومة اليمنية الشرعية المعترف بها دوليًا، واستنادًا إلى قرار مجلس الأمن 2216 بهدف تحقيق الاستقرار وإعادة الشرعية إلى اليمن الشقيق. 
وقال "في هذا الإطار فإن عملية تحرير الحديدة جاءت للدفع بآفاق الحل السياسي في اليمن، وتسهيل دخول المساعدات إليه ودحر المليشيات الحوثية عبر تجفيف منابع الأسلحة التي تستخدمها لمهاجمة الشعب اليمني وتهديد أمن المملكة العربية السعودية".

و ذكر الجابر بموقف الإمارات الثابت الذي يدعو لإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود يونيو/حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفقًا للمرجعيات الدولية ومبادرة السلام العربية، مجددًا دعوة الإمارات لجميع الأطراف للمضي قدمًا لتحقيق سلام عادل ودائم وشامل يلبي تطلعات الشعب الفلسطيني الشقيق.

وأوضح أن الإمارات تؤكد أن الحل السياسي وحده الكفيل بإنهاء الأزمة في سورية، مؤكدًا دعم الإمارات جميع الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة لإحلال السلام في سورية والتدابير التي تتخذها للتخفيف من معاناة المدنيين هناك بما في ذلك إنشاء مناطق تخفيف التصعيد. وجدد دعوة الإمارات لمواصلة العمل مع جميع الدول والمنظمات الإقليمية والدولية المعنية بالأزمة السورية لدعم الجهود الإنسانية والسياسية للتعجيل في إنهاء هذه الأزمة.