واشنطن ـ يوسف مكي
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب "النصر" على تنظيم "داعش"، وبدء سحب القوات الأميركية بالكامل من سورية، قائلاً : إنه "يفي بتعهد قطعه خلال حملته الانتخابية".
أقرأ أيضًا: "ترامب" أوقعت ضررًا بـ"داعش" أكثر من كل الرؤساء
ووفقاً لما نشرته صحيفة اـ"اندبندنت" البريطانية، فإن القوات الأميركية التي كانت تقوم حالياً بتأمين خط المواجهة التركي الكردي غرب نهر الفرات شمال سورية، سيتوقف ذلك في أعقاب قرار ترامب بسحب 2000 جندي أميركي من سوري، على اعتبار أنه لم يعد هناك "مبرر لوجودها هناك بعد هزيمة "داعش".
وطرحت الصحيفة تساؤلاً حول ما بعد رحيل القوات الأميركية، هل سيؤدي ذلك إلى مرحلة جديدة دموية للغاية في الحرب السورية التي دامت سبع سنوات؟ خصوصاً وأن تركيا هددت بأنها بغزو شمال سورية وتدمير المنطقة الكردية شبه المستقلة، التى يطلق عليها الأكراد اسم "روج آفا"، ما إن لم تعد تتمتع بالحماية الأميركية.
وإذا كان هناك غزو تركي لهذه المنطقة الشاسعة من سورية، فإنه سيؤدي إلى رحيل جماعي لمليوني كردي يعيشون في تلك المنطقة في جو من الرعب من التوغل التركي.
فعندما قامت تركيا بغزو منطقة "عفرين" الكردية في بداية العام، فر نصف السكان ولن يعودوا ابداً.
كما تحالف الأكراد مع القوات الأميركية ضد "داعش" التي امتدت في عام 2014 الى ضواحي بغداد وإلى البحر الأبيض المتوسط.
وقد بدأالتحالف الفعلي بين الولايات المتحدة والأكراد خلال حصار "داعش" لمدينة "كوباني" الكردية في نهاية ذلك العام، عندما مكنت الضربات الجوية الأميركية المقاتلين الأكراد من دحر هجوم "داعش العنيف".
ووجدت الولايات المتحدة ما كانت تبحث عنه منذ فترة طويلة في سورية، وهي قوة عسكرية على الأرض يمكن أن تستدعي ضربات جوية أميركية أثناء تقدمها واحتلالها لمعاقل "داعش".
ولا عجب أن الأكراد يشعرون الآن بـ"الخيانة" من جانب الولايات المتحدة.
وينتمي مقاتلوهم إلى "وحدات الحماية الشعب" الكردية التي تضم "قوات سورية الديمقراطية" التي تضم أيضاً مقاتلين من القبائل العربية المحلية.
معلوم أن قرار ترامب بالانسحاب جاء بعد سيطرة "قوات سورية الديمقراطية" على "هجين"، آخر مدينة في سورية تحت سيطرة "داعش".
وقد يبحث الأكراد في "روج آفا" الآن، عن صفقة مع الرئيس بشار الأسد في دمشق، على أمل الحصول على حماية الجيش السوري لهم من القوات التركية. حيث إن رحيل الولايات المتحدة سيجعل من الأسهل على الأكراد البحث عن الحماية من الأسد.
لكن كم تستحق هذه الحماية ؟ ولأن الجيش السوري ليس قوياً بما يكفي لوقف الأتراك حتى لو أراد ذلك، هل ستؤيد روسيا، التي تدعم للأسد، مثل هذه الخطوة؟
بالنسبة لروسيا، يقول القادة الأكراد إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيعطي الأولوية دائماً للحفاظ على علاقاته الجيدة مع تركيا، بغض النظر عما يحدث للأكراد. كما ستأمل القيادة الكردية السورية ألا تتخلى الولايات المتحدة عنهم كلياً.
حيث إنهم يعرفون أن الكثير من المؤسسات السياسية والعسكرية والإعلامية في الولايات المتحدة، إلى جانب الحلفاء مثل بريطانيا وفرنسا، يريدون بقاء الولايات المتحدة في سورية.
كما إنهم يعرفون أن سياسات ترامب قد تم تخفيفها أو عكسها قبل مواجهة معارضة أوسع نطاقاً.
قد يهمك أيضًا:
ترامب يعلن رسميًا سحب القوات الأمريكية من سوريا
نوري ينفي مضمون تقارير حول انتشار "البيشمركة" في شمال العراق و سورية