الرياض - عبد العزيز الدوسري
يعقد في العاصمة السعودية الرياض، مطلع الأسبوع المقبل، اجتماع موسع لوزراء الخارجية ورؤساء هيئات الأركان لدول تحالف دعم الشرعية في اليمن، الذي من المتوقع أن يناقش الاجتماع المزمع جملة من المواضيع، منها الدفع بالعملية السلمية، والوضع الميداني في اليمن. وقال عبد الملك المخلافي، نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية اليمني، لـ"الشرق الأوسط"، إن حكومة بلاده ستؤكد خلال الاجتماع أن خيارها السلام، خصوصا أن بلاده وافقت على جميع المقترحات التي قدمت خلال الفترة الماضية، وما زال لدى الحكومة استعداد لقبول مزيد من المقترحات التي تؤدي إلى استعادة الدولة والسلام وفقا للمرجعيات.
وسيقدم اليمن، وفقا للمخلافي، إيضاحا كاملا بالمشكلة التي نتجت عن الانقلاب وما آلت إليه الأوضاع، لذا يتطلب الأمر إنهاء هذا الانقلاب وعودة الشرعية وسحب السلاح، وكذلك إنهاء التدخل الإيراني وإنهاء وجود الميليشيات الذي يعد الأساس في العودة للسلام. وأشار الوزير المخلافي، إلى أن بلاده تدعو إلى مزيد من العمل في جانب الإغاثة، وتخفيف معاناة الشعب اليمني التي لا يراها الانقلابيون ويسهمون بشكل مباشر في زيادتها، موضحا أن اليمن سيقدم شكره لأشقائه في التحالف العربي، وأن ما قاموا به من جهد لاستعادة الشرعية والأمن والاستقرار سيكون مقدرا من الشعب اليمني، وسيكون مثمرا في القريب العاجل.
وشدد وزير الخارجية اليمني، على أن هذا الاجتماع مهم، لأنه يؤكد أن التحالف داعم للحكومة الشرعية، وأن هذا الدعم لن يتوقف حتى تتم استعادة الدولة وعودة الشرعية وإنهاء الحرب التي أشعلها الانقلابيون، خصوصا أن هذا الاجتماع سيتحدث في مختلف الجوانب، سواء كانت سياسية أو إغاثية أو عسكرية، وتنسيق الجهود والمواقف بين دول التحالف على مختلف الصعد وفي المحافل كافة.
واستطرد المخلافي: نحن أمام منعطف جديد في هذا الوضع، تحقق فيه الكثير خلال الفترة الماضية لصالح استعادة الدولة وإنهاء هذا الانقلاب، وتعزيز حضور الحكومة اليمنية في أرض اليمن، ونحن أمام مرحلة جديدة تسعى لتحقيق انتصار وبصورة أكبر وأوسع، خصوصا أن التحالف العربي حقق الكثير على الأرض وفي العملية السياسية، ومنها استمر موقف المجتمع الدولي الداعم للشرعية والمساند للحكومة وأهدافها في تحقيق السلام في اليمن.
وهذا الاجتماع سيؤكد رسالة التحالف العربي، وفقا للمخلافي، الذي قال إن التحالف جاء لدعم الحكومة الشرعية وفقا للمرجعيات الوطنية والعربية والدولية، بما في ذلك قرارات مجلس الأمن تحت الفصل السابع، التي دعمت الحكومة الشرعية والتحالف العربي من أجل عودة السلام في اليمن، لافتا إلى أن هذا التحالف أنشئ للسلام، وتأكيد أن الحل الذي سيأتي في الأخير هو خيار الحكومة وخيار التحالف العربي الداعم لها.
وعن الربط بين الاجتماع ولقاءات المبعوث الأممي في المنطقة، قال المخلافي، إن الربط يتمثل في أن التحالف العربي الداعم للحكومة الشرعية والمجتمع الدولي جميعهم يبحثون عن سبل لاستعادة السلام لليمن مع تحريك الجمود القائم بسبب تعنت الانقلابيين ورفضهم خيار السلام وتمسكهم بخيار الحرب، ليقول إن المجتمع الدولي، ممثلا في التحالف العربي والدولي، لم يتخل عن اليمن وقيادته الشرعية ولا العملية السلمية، لذا هذا يأتي في سياق تحرك عربي ودولي واسع من أجل إعادة السلام لليمن.
من جهته، قال اللواء ركن الدكتور طاهر العقيلي، رئيس هيئة الأركان اليمنية، إن مثل هذه الاجتماعات تناقش فيها المواضيع كافة، ومنها الوضع الميداني، وسنتحدث خلال الاجتماع بكل ما نعرفه، لأن الهدف الرئيسي هو تحقيق الأمن والاستقرار المحلي. وأشار اللواء العقيلي، في حديثه لـ"الشرق الأوسط"، إلى أن الجانب اليمني فيما يتعلق بالوضع العسكري سيطرح عدة ملفات بشكل تفصيلي، وتحديدا فيما يتعلق بوضع الانقلابيين وتمردهم على جميع القوانين المحلية والدولية، وبحث آلية الحد من أعمالها الإجرامية بحق الشعب اليمني، الذي أصبح يعاني كثيرا من هذه الميليشيات وأعوانها.
وشدد على أن جميع المخالفات التي ترتكب من قبل الانقلابيين والتي جرى رصدها من الجيش الوطني، سيجري طرحها في اللقاء المرتقب، وانعكاس هذه الخروقات على الوضع الداخلي وعلى المجتمع الإنساني والدولي، ونحن نسعى للوصول إلى السلم المحلي والإقليمي والدولي. وأكد رئيس هيئة الأركان، أن جميع المؤشرات تسير في صالح الحكومة الشرعية وقوات التحالف العربي في الجبهات كافة، وهناك تراجع واضح للانقلابيين، وننتظر القرار السياسي لخوض الأعمال العسكرية لتحرير ما تبقى من مدن قابعة تحت سيطرة الانقلابيين، موضحا أن الانقلابيين يتعاملون في المواجهات باستخدام النفس الطويل ويعولون في ذلك على تحركات داعميهم.