واشنطن تطالب دول العالم بفرض حظر جوي في شمال سورية بعد الاعتداءات الأخيرة

طالبت الولايات المتحدة الأميركية بفرض حظر جوي في سورية، وذلك رداً على سلسلة من الغارات الجوية الروسية والسورية والتي خلفت عشرات القتلى من المدنيين وعاملي الاغاثة وتوزيع المساعدات والهلال الأحمر السوري.
وقال وزير الخارجية الأميركي، جون كيري خلال جلسة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الاربعاء، إنه يجب فرض الحظر الجوي على جميع الطائرات في شمال سورية من أجل منع نظام الرئيس السوري، بشار الأسد من مهاجمة المدنيين، مشيراً الى أن الهجوم الأخير الذي استهدف قافلة للامم المتحدة في حلب والذي ادى إلى مقتل 20 شخصاً على الأقل بمثابة "لحظة الحقيقة بالنسبة لروسيا والرئيس فلاديمير بوتين".
وجاءت تصريحات كيري بعد ساعات من مقتل خمسة موظفين تابعين لمنظمة خيرية طبية فرنسية في شمال سورية بعد استهدافهم بغارة جوية. وكان إتحاد المنظمات الطبية الإغاثية السورية قد اعلن عن مصرع ثلاث ممرضات وسائقي سيارات إسعاف بعد تعرض المنشأة الطبية التي كانوا متواجدين فيها لقصف جوي، والذي يُعتقد أنه تم تنفيذه من قبل طائرات روسية أو النظام السوري.
وقالت رئيسة فرع الاتحاد في الولايات المتحدة، خولة السواح: إن "هذا عمل مؤسف ضد العاملين في الرعاية الصحية والمرافق الطبية في سورية". واوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان أن تسعة مسلحين على الأقل قد لقوا مصرعهم أيضاً في الهجوم، بما في ذلك بعض من مقاتلي جيش "فتح الشام" التابع لتنظيم "القاعدة".
وكانت الولايات المتحدة قد اتهمت روسيا بقصف قافلة الهلال الأحمر يوم الاثنين الماضي، وهو الأمر الذي أدى إلى وقف المساعدات الانسانية التي تقدمها الأمم المتحدة في سورية.
ونفت روسيا وسوريا مسؤوليتهما عن الهجوم، حيث قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية: "لم تشن القوات الجوية الروسية والسورية أي هجمات ضد قافلة الامم المتحدة في ضواحي جنوب غرب حلب". وفي الوقت نفسه، استأنفت القوات الروسية والسورية قصفها في شرق حلب التي يسيطر عليها المعارضون. وقال احد النشطاء المعارضين في حلب، عبد الكافي الحمدو: "إن هذا الكم الهائل من الضربات الجوية التي تستهدف أحياء حلب لهو أمر لا يصدق".
وقال عدد من الدبلوماسيين انهم يحاولون إحياء اتفاقية وقف إطلاق النار التي تم اعلانها من قبل الولايات المتحدة وروسيا، والتي يرون أنها الطريق الوحيد لتقليل أعمال العنف في سورية واستئناف مفاوضات سياسية تهدف إلى إنهاء الحرب المستمرة منذ خمسة سنوات.
ولكن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، استبعد احتمالية الوصول إلى اتفاقية وقف إطلاق نار جديدة ما لم توافق جميع الاطراف عليها، حيث قال إن الجماعات المتمردة استخدمت الهدنة السابقة من أجل إعادة التسلح وأن الولايات المتحدة فشلت في استخدام نفوذها مع المسلحين لاقناعهم باحترام الاتفاقية.
ورد كيري قائلاً أن لافروف يعيش في "عالم مختلف"، متهماً روسيا بالتشويش المتعمد بسبب قصفها قافلة الامم المتحدة يوم الاثنين. وأضاف كيري أنه يعتقد أنه ما زال بالإمكان إنقاذ اتفاقية وقف إطلاق النار.