كانبيرا - ريتا مهنا
نشرت السلطات الأسترالية صورًا لشحنة أسلحة صادرتها بحريتها العام الماضي، على متن سفينة تهريب بالقرب من سواحل اليمن، يظهر أنها إيرانية الصنع، ما يشير إلى أن طهران كان لها يد في عمليات تهريب السلاح إلى القرن الأفريقي وشبه الجزيرة العربية.
وتمثلت الأسلحة في 9 قذائف صاروخية، كانت من بين آلاف الأسلحة التي صادرتها الفرقاطة الأسترالية "داروين" في 27 فبراير/شباط عام 2016، من مركب شراعي إيراني كانت تبحر باسم "سامر". والصور ر الفوتوغرافية للأسلحة، هي مجرد عينة من كمية أكبر بكثير من الأسلحة، حصل عليها مركز أبحاث دولي معروف باسم "مشروع مسح الأسلحة الصغيرة" ومقره جنيف، بعد نزاع طويل بشأن سجلات عامة مع الجيش الأسترالي.
وواجهت إيران اتهامات بتقديم أسلحة تساعد على دعم أحد أطراف الحرب في اليمن، التي أفضت بإطاحة الحكومة من صنعاء في 2014 على يد المتمردين الحوثيين. إضافة إلى أن الولايات المتحدة والحكومات الغربية الأخرى، قدمت كميات هائلة من الأسلحة وغيرها من أشكال الدعم العسكري، للحكومة المحاصرة وحلفائها في التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية، للاشتراك في أعمال العنف التي أسفرت عن مقتل ما يفوق عن عشرة آلاف مدني، حسب تقديرات الأمم المتحدة.
وأكد ماثيو شرودو، المحلل لدى "مشروع مسح الأسلحة الصغيرة"، أن دراسة خصائص الأسلحة وعلامات مكان التصنيع، أظهرت أنها تطابق قذائف قنابل صاروخية إيرانية الصنع سبق توثيقها في العراق عام 2008 وعام 2015، وفي ساحل العاج عام 2014 وعام 2015. وتأتي تلك النتيجة عقب تقرير أجراه مركز "أبحاث التسلح في الصراعات" العام الماضي، أشار إلى أن الأدلة المتاحة، تؤكد وجود "خط لتهريب السلاح يمتد من إيران إلى الصومال واليمن، بحيث يتم نقل كميات ضخمة من الأسلحة الإيرانية، والأسلحة التي يظهر أنها تأتي من المخزونات الإيرانية، على متن مراكب شراعية".
وخضعت إيران لسلسلة من العقوبات الدولية التي تحظر عليها تصدير الأسلحة، وقالت واشنطن في كثير من الأحيان، إن طهران انتهكت العقوبات في دعم قوات في الوكالة في العديد من الصراعات، تشمل العراق وسورية واليمن والأراضي الفلسطينية. وكانت القذائف الصاروخية من بين 81 قاذفة صادرتها البحارة الأسترالية على متن قارب "سامر"، وهي جزء من شحنة خفية شملت 1968 بندقية كلاشينكوف، 49 رشاش PK، و41 ماسورة مدفع رشاش إضافية، و20 أنبوب هاون عيار 60 ملم، وهي أسلحة تكفي لتسليح قوات برية قوية.
وكانت شحنة "سامر" 1 من 4 اعتراضات للسفن الشراعية الإيرانية من سبتمبر/أيلول 2015 حتى مارس/آذار 2016 وتشمل أكثر من 80 صاروخًا موجهًا مضادًا للدبابات، و5 آلاف بندقية كلاشينكوف، وبنادق قنص ورشاشات، وما يقارب 300 قاذف "آر بي جي"، وفقًا لبيانات قدمتها البحرية الأميركية.
وفي عام 2013، أوقفت البحرية مركبًا شراعيًا آخر قبالة السواحل اليمنية، واكتشفت أنها تحمل صواريخ وقاذفات مضادة للطائرات تطلق من على الكتف، بنادق وخراطيش أسلحة رشاشة، ومتفجرات بلاستيكية سي4، ومعدات للرؤية الليلية ومعدات عسكرية أخرى.
وفي مقابلة في البحرين، أشار نائب أدميرال البحرية الأميركية كيفن دونيجان، قائد الأسطول الخامس للبحرية، إلى أن هذه الشحنات المضبوطة جزء من جهد أكبر من قبل إيران لنقل أسلحة إلى الحوثيين. وقال عن الشحنات الأربعة المضبوطة في عامي 2015 و2016، "بالتأكيد هذه ليست كل شيء، هذه هي التي أعرف بشأنها لأننا تمكننا من اعتراضها".