بريطانيا تنشر ثلاث سفن حربية متطورة لمراقبة الأسطول الروسي في البحر المتوسط

في الوقت الذي يقترب فيه الأسطول الروسي من السواحل البريطانية، قامت البحرية الملكية بنشر سفنٍ حربية تابعة لها لتتبع الأوضاع، حسب ما ذكرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية. وأضافت أن البحرية البريطانية قامت بنشر ثلاث سفن حربية لتتبع الأسطول البحري الروسي الذي يضم حاملات طائرات عملاقة، موضحة أن الخطوة البريطانية تأتي في الوقت الذي تتفاخر فيه الحكومة الروسية بامتلاكها أقوى قوة بحرية في العالم، تسمح لهم بامتلاك البحار.


وقامت الحكومة البريطانية بإرسال المدمرة "دونكان" والتي تعد أكثر مدمرة دفاع جوي تطورًا في العالم، حيث أبحرت ليلة أمس من ميناء "بورتسموث" للانضمام إلى الفرقاطة "ريتشموند"، والتي سبق لها وأن اعترضت فريق عمل كوزينتسوف المكون من ثماني سفن.


البحرية الملكية البريطانية تقوم حاليًا بمراقبة حاملة الطائرات الروسية الأميرال كوزينتسوف، والتي تقوم بتدريبات قتالية أثناء إبحارها قبالة سواحل جزر أوركني. والفرقاطة البحرية ريتشموند تقف الان على بعد مئات الأمتار من التدريبات القتالية الروسية، حيث ستبقى في حالة تأهب قصوى طيلة وجود الروس بالقرب من المجال الحيوي البريطاني.


وفي مؤشر جديد حول تصاعد حدة التوتر بين البلدين، قال وزير الدفاع البريطاني محذرا موسكو "عندما يقترب الأسطول الروسي من مياهنا سوف نبقى مراقبين لكل خطوة يقوم بها على الطريق. سوف نقوم بدورنا كاملا كجزء من التزامنا الثابت والمتمثل في الحفاظ على بريطانيا امنة."
تصريحات المسؤول البريطاني تعكس مزيدا من التوتر في العلاقات بين البلدين، خاصة وأنها تأتي بعد تصريحات أدلى بها وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، مطالبا فيها النشطاء البريطانيين، بتنظيم التظاهرات أمام السفارة الروسية في لندن، إحتجاجا على السياسات الروسية في سورية.


الدعوة التي تبناها المسؤول الدبلوماسي البريطاني بتنظيم التظاهرات أمام السفارة الروسية في لندن، لاقت استنكارًا كبيرا من قبل الحكومة الروسية، معتبرة إياها مخجلة، واتهمته بالإصابة بفوبيا تجاه روسيا.
ويُعد خروج أسطول حاملات الطائرات البريطاني قبالة السواحل الأسكتلندية تحسبا للوجود الروسي هناك، إضافة جديدة لتواجد بحري عسكري متزايد في المنطقة، حيث تبقى الأصول البحرية في كل من النرويج والسويد وفنلندا على أهبة الاستعداد، لأن الأمر لا يقتصر على الأساطيل البحرية للدول الواقعة على السواحل التي يمر بها الأسطول الروسي، في طريقه إلى سوريا عبر البحر المتوسط، حيث أن طائرات حلف الناتو تبقى محلقة فوق المنطقة تحسبا لأي مخاطر، بالإضافة إلى طائرات أخرى مخصصة لتزويد أي طائرات مقاتلة مكلفة بتتبع الأسطول الروسي بالوقود.


ويقول الخبير العسكري الروسي أليكساندر خرولينكو إنه "في الوقت الذي يماطل فيه حلف شمال الأطلسي على رمال الشرق الأوسط، فإن القوات البحرية الروسية تبقى مسيطرة تماما على المحيط الأطلسي ناهيك عن البحر المتوسط والبحر الأسود." وأضاف: "الناتو ليس لديه أسطول مثيل على البحر المتوسط."


وتقول صحيفة "ديلي ميل" إن الأسطول الروسي محميٌّ بواسطة طراد مقاتل، بالإضافة إلى زوج من السفن المضادة للغواصات الكبيرة، كما أنه يعد محميا أيضا من أسفل بواسطة غواصة هجومية. ونقلت الصحيفة عن مصدر لم تذكر إسمه قوله بأن الأسطول الروسي يجري حاليا عمليات طيران قبالة الساحل الشرقي لجزر أوركني، موضحة أن الطيارين لا يمكنهم الإقلاع أو الهبوط في الليل أو النهار دون الحصول على سماح بذلك، وذلك قبل بداية الرحلة عبر البحر المتوسط. وأضاف المصدر "ربما يكونون أحرارًا في ما يفعلون في المياه الدولية، لكن حينما يفكرون القيام بمثل هذا العمل داخل السواحل البريطانية، فإن القوات البريطانية سوف تتعامل معهم على الفور.


وزارة الدفاع البريطانية أكدت أن البحرية الملكية سوف ترافق الأسطول الروسي كظله، طالما موجود داخل السواحل البريطانية أو مجالها الحيوي المرتبط بأمنها القومي. الأسطول الروسي يمكنه أن يتخذ الساحل الغربي لإيرلندا حتى يتجنب المسير عبر بحر "المانش"، حيث يمكنه المرور عبر خليج "بسكاي" ومنه إلى الساحل البرتغالي ثم مضيق جبل طارق حتى الوصول إلى منطقة العمليات في سورية.