واشنطن ـ عادل سلامة
اختتم نائب الرئيس الأميركي مايك بنس، مساء الثلاثاء، زيارته لإسرائيل عائدا إلى واشنطن، لكن ليس قبل أن يكرر التزامَين واضحين صفّقت لهما الدولة المضيفة واعتبرتهما بمثابة الجوهرة في تاج الزيارة، الأول نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس قبل حلول نهاية العام المقبل، والثاني منع إيران من بلوغ قدرات نووية.
واختار بنس أن تكون محطته الأخيرة "حائط المبكى" (حائط البراق) في قلب البلدة القديمة في القدس المحتلة، الذي زاره وسط إجراءات أمنية مشددة تضمنت إقامة خيمة قرب "الحائط" لإخفاء الضيف عن الأعين.
واجتمع بنس قبل ذلك برئيس الدولة رؤوفين ريفلين، وكرر في تصريحاته ما تضمنته فقرات رئيسة من خطابه أمام الكنيست، معبرا عن مدى اغتباطه بوجوده في "القدس عاصمة إسرائيل".
واعتبر أن اعتراف الرئيس دونالد ترامب بذلك هو "الدليل الأوضح على التزام الولايات المتحدة تجاه إسرائيل، وهو قرار حيوي ومهم لمواصلة الحفاظ على السلام". أما ريفلين، فاعتبر القرار "هدية لإسرائيل في عيدها السبعين"، وقال بنس: "إننا إلى جانبكم في الحرب ضد الإسلام الراديكالي، ونقف ضد إيران، رائدة محور الإرهاب"، وزاد أن ترامب أوضح العقوبات التي تنتظر إيران في حال انتهاكها الاتفاق النووي، وأنه أوفده إلى الشرق الأوسط ليحافظ على السلام الإقليمي ويطوّره.
وقبيل تناوله العشاء على مائدة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في منزله، كشف الأخير أنه بحث في لقائه المغلق بنائب الرئيس الأميركي، التحديات والفرص في الشرق الأوسط، واصفا إيران بـ"التحدي الأبرز"، وقال إنه يشارك الأميركيين اعتقادهم بأن "النظام في إيران سيسقط في نهاية المطاف وسيحظى الشعب الإيراني بالقيادة التي يستحق"، وأنه يشاطر ترامب في اعتقاده أن الاتفاق النووي "كارثي وممنوع أن يكون لهذا النظام سلاح نووي". وقال: "لا تزال الفرصة التي تحدث عنها الرئيس ترامب متاحة لإلغاء العيوب الكثيرة في الاتفاق. موقفنا واضح: يجب تصحيح هذه العيوب أو إلغاء الاتفاق".
وأردف أن إسرائيل ستواصل العمل مع الإدارة الأميركية لدفع اتفاق سلام مع جيرانها جميعاً، بمن فيهم الفلسطينيون الذين "عندما يقرّون بالصلة التاريخية منذ آلاف السنين للشعب اليهودي مع وطنه والقدس، سيكون التقدم ممكنا".
وقال رئيس لجنة الخارجية والأمن البرلمانية النائب في حزب "ليكود" الحاكم آفي ديختر، إنه "لا يمكن توقع زيارة أفضل من هذه، مع مثل هذين الالتزامين، وتأكيد التحالف الاستراتيجي بين البلدين، وقبل ذلك اعتراف واشنطن بالقدس عاصمة إسرائيل. هذه هي الأركان الأربعة الأهم التي جاء بها نائب الرئيس بنس". وسخر من تصريح الرئيس الفلسطيني محمود عباس بأنه مستعد للعودة إلى المفاوضات لكن برعاية دولية وليس أميركية. لقد أوضح نائب الرئيس بنس في خطابه في الكنيست هذا الأمر في شكل واضح وصارم".
ورأى معلقون أن زيارة بنس قد تخدمه قبل أن تخدم إسرائيل، "إذ جعل منها مسيرة انتصار لدوره في إقناع ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وربما تشكل هذه الزيارة وحديثه الديني عن القدس بصفته من المسيحيين التبشيريين، نقطة انطلاق نحو هدفه المستقبلي: خلافة ترامب في البيت الأبيض".
إلى ذلك، نقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول في البيت الأبيض قوله إن أميركا تأمل بطرح خطة طال انتظارها للسلام العام الحالي لكن يتعين على إسرائيل والفلسطينيين أن يكونوا مستعدين لها أولا، وردا على سؤال عما إذا كان الهدف هو طرح الخطة هذا العام قال المسؤول للصحافيين في القدس "أملي بأن تكون الإجابة نعم".