الرئيس الأميركي دونالد ترامب

تمكّن اليسار المكسيكي من إخفاء أجندته المتطرفة مستخدما لغة برغماتية خلال الحملة الانتخابية، إذ وعد باحترام حقوق الملكية والحفاظ على الانضباط المالي، وحماية الديمقراطية، وبعد انتصار أندريس مانويل لوبيز أبرادور، هل بالفعل سيلزم بوعده، فهو اليساري المعجب بهوغو تشافيز، وفيدل كاسترو.

تعهد بالتصدّي لترامب طوال حملته الانتخابية
يوجد شيء واحد أكيد، فالسياسي الذي كان معروفًا بموقفه القومي قبل هذه الحملة بفترة طويلة والذي دافع عن فرض السياسات الاقتصادية والأمنية من الخارج، لن يتراجع عن المواجهة

مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
كان الخطاب واضحًا طوال الحملة، فقد كان له صدى لدى الناخبين الذين يطالبون برد أكثر قوة من رد الرئيس، إنريكي بينيا نييتو، على وجهة نظر الرئيس الأميركي بأن المهاجرين المكسيكيين هم تجار مخدرات ومغتصبون.

وبعد انتخاب ترامب، قام السيد لوبيز أوبرادور بجولة في البلاد للترويج لكتابه "Listen Up, Trump"، والذي شجب فيه الجدار الحدودي وأدان الجهود الأميركية لاضطهاد العمال المهاجرين، وفي مسيرته الانتخابية الأخيرة الأسبوع الماضي، وعد بأن البلاد لن تكون أبدا تابعة لأي حكومة أجنبية، ولكن الرسالة جاءت مع جرعة من البراغماتية.

الأمور تغيّرت بعد الفوز
وقدّم يد السلام إلى الولايات المتحدة بعد فوزه، حيث في مقابلة قال "ندرك ضرورة الحفاظ على علاقات جيدة مع الولايات المتحدة".
كانت هناك وعود للعمل مع الولايات المتحدة، كما أن آماله في إبرام اتفاقية تجارة حرة جديدة في أميركا الشمالية لزيادة الرواتب المكسيكية تتوافق بشكل جيد مع السيد ترامب، الذي يشعر بالغضب من العمالة الرخيصة التي تقوض العمال الأميركيين، وقد يوقف حتى تدفق المهاجرين عبر الحدود، إذا تمكن من ذلك، بالطبع.

ويعدّ التعامل مع المشاكل الداخلية في المكسيك أمرًا شاقًا، فإن الرجل الذي أُطلق عليه جيرمي كوربين المكسيكي وعد بتحويل المشاكل الاجتماعية التي تعود إلى القرون الماضية، والقضاء على الفقر وتعزيز الأجور من خلال الإنفاق الكبير على برامج الرعاية الاجتماعية، ومع ذلك فهو يخطط لتمويلها كلها دون زيادة الضرائب، وإيجاد المدخرات من خلال معالجة الفساد وحملة تقشف حكومية.

وتعد فكرة جيدة، لكننا رأينا هذا البرنامج النصي من قبل، فعندما لا تكون الحكمة كافية، وعندما تتوافق التوقعات العالية للناخبين مع الواقع، عندما يتباطأ الاقتصاد ويخشى المستثمرون، وعندما تنخفض الاستطلاعات، يسقط الشعوبيون ذوو البشرة الرقيقة البراغماتية، إذ عاجلاً أم آجلاً، سيتخلى لوبيز أوبرادور عن عباءة السياسة المتضخمة، تمامًا مثل منافسه الأميركي عبر الحدود، فهو يعرف قاعدته، ويعرف أي الأزرار يضغط عليها، وكذلك المرحلة المصممة لجولة جديدة من المواجهة، وبالتالي من المؤكد أن الشعوبين يعيشون ويموتون من قبل أعدائهم.