وزير الاعلام لاي محمد خلال زيارته للمدرسة في دابتشي في شمال شرق نيجيريا

أكّدت وزارة الإعلام في نيجيريا، فقدان 110 فتيات، بعد أسبوع تقريبًا من هجوم جماعة "بوكو حرام" المتطرّفة على مدرسة في مدينة دابتشي، حيث اقتحم المتمردون المدرسة البالغ عدد طالباتها 906، في ولاية يوبي شمال شرقي البلاد، وأعلن وزير الإعلام لاي محمد، أنّ 110 فتيات لم يعدن، في حين أصدر آبائهن قائمة بالفتيات المفقودات، وهناك مخاوف من أن الجماعة المتطرفة اختطفتهن ليكن زوجات للمتطرفين، حيث اختطفت سابقا 276 فتاة في عام 2014، من مدرسة داخلية في تشيبوك وأجبرتهن على الزواج من خاطفيهن.

ووصف رئيس نيجيريا، حالات الاختطاف بأنها كارثة وطنية، وأشار المسؤولون المحليون في البداية إلى أنه تم إنقاذ بعضهن، وقال والد احدى المختطفات، بشير مانزو، إنه وأولياء الأمور الآخرين أعدّوا قائمة بأسماء الفتيات المختطفات وقدّموها إلى الحكومة، وأضاف أن ابنته فاطمة من بين البنات المختطفات، وقال حاكم الولاية إبراهيم غيدام إنّه "لم يتم العثور على الفتيات، ويجب أن نواصل الصلاة من أجل عودتهن الآمنة"، وشّد السيد مانزو على أنّ الفتيات اللاتي اختبئن أثناء اقتحام المدرسة تمكّن من العودة إلى أسرهن.

وأثارت بوكو حرام فزع العالم حين اختطفت 276 فتاة من مدرسة داخلية في تشيبوك قبل ما يقرب من 4 سنوات، وبينما فر بعضهن، أطلق سراح الأخريات كجزء من صفقة مفاوضات، ولا يزال نحو 100 مختطفات، واختطفت الجماعة المتطرفة الآلاف الأشخاص على مر السنين، وحين اقتحمت بوكو حرام المدرسة يوم الإثنين، نفت الشرطة ووزارة التربية والتعليم في البداية الادعاءات التي تفيد بخطف الطالبات، وقالت الطالبة إتشاتو عبد اللهي، من بين الفتيات الهاربات، إنّها ظلّت طوال الليل مختبئة في منزل مهجور، "أطلقوا النار من البنادق وكان كل الأشخاص مرتبكين، رأينا بعضهم يدفع بالطالبات إلى سيارتهم".

وادعت الحكومة النيجيرية أنها هزمت الجماعة المتطرفة في العام الماضي، ولكن الجماعة تواصل تنفيذ التفجيرات الانتحارية والهجمات الأخرى، وهذا الهجوم الأخير يشكل تحديا للرئيس محمد بوهاري، قبل انتخابات العام المقبل، ويشكك هجوم دابتشي في مدى تنفيذ التعهدات الحكومية بتحسين الأمن في المدارس بعد 4 سنوات من حادثة تشيبوك، والذي أثار اهتماما دوليا من خلال هاشتاغ "#BringBackOurGirls".

واختطفت بوكو حرام 276 فتاة، تمكّنت 57 منهن الهرب، ومنذ مايو/أيار الماضي، هربت 107 وأطلق سراح بعضهم كجزء من صفقة توسّطت فيها الحكومة، وفي الشهر الماضي، أصدرت الجماعة المتطرفة بقيادة أبو بكر شيكاو، شريط فيديو جديد عن طالبات المدرسة المختطفات حيث يصرحن بأنهن لا يرغبن في العودة إلى أسرهن، واقترح محللون أمنيون دفع فدية حكومية لتأمين الإفراج عن فتيات تشيبوك، وهو ما يضع بوكو حرام تحت ضغط حافز المال في مقابل الإفراج عن المختطفات.