واشنطن ـ يوسف مكي
تنشر الأسئلة بشأن مكان اللقاء المُرتقب للرئيس دونالد ترامب، والزعيم الكوري الشمالي، كيم جونغ أون، خاصة وأن الرئيس الأميركي يُعرف بأنه مسافر متردد، أما كيم فلم يترك بلاده منذ توليه منصبه، بعد وفاة والده في عام 2011، ولكن إذا التقى الاثنان، وهو ما يعتقد مسؤولو البيت الأبيض أنه لن يحدث أبدا، فإنهم سيحتاجان إلى مكان مناسب لمثل هذه اللحظة التاريخية، وهنا عدد قليل من الخيارات.
المنطقة المنزوعة السلاح
وقد تكون قرية بانمونغوم في المنطقة المنزوعة السلاح بين الكوريتين هي المكان الأكثر احتمالًا، حيث شهدت عقد اجتماعات بين الحين والآخر في قاعة مؤتمرات صغيرة تقع على جانبي الخط الفاصل في المنطقة الأمنية المشتركة ولها مداخل على جانبي الحدود، يعتبر "بيت السلام" في الجانب الكوري الجنوبي من بانمونغوم ربما الأكثر ملائمة للاجتماع بين الزعيمين، واجتمع ممثلو كوريا الشمالية والجنوبية هناك للتخطيط لمشاركة الشمال في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في الشهر الماضي في الجنوب، وقال كيم إنه سيذهب إلى هناك لمقابلة رئيس كوريا الجنوبية، مون جاي إن.
بيونغ يانغ، كوريا الشمالية
وكانت عاصمة كوريا الشمالية موقعًا لعقد اجتماعات رفيعة المستوى من قبل، وقد زارها من قبل الرئيسان الأميركيان السابقان جيمي كارتر وبيل كلينتون، وعٌقد بها اجتماعات قمة بين الكوريتين في عامي 2000 و 2007، قد يكون وضعا محرجًا لترامب، على الرغم من عدم رؤيته كمطلب، وقد ترغب كوريا الشمالية في إعطاء ترامب، الذي أعرب عن اهتمامه بالعروض العسكرية، بإقامة عرضا خاصا به، وعندما زارت وزيرة الخارجية الأميركية السابقة مادلين أولبرايت، بيونغيانغ في عام 2000 في محاولة لإقناع كيم جونغ إيل، والد كيم جونغ أون، بوقف برنامج القذائف التسيارية، حضرت عرضًا دعائيًا شاملًا يتضمن صورة عن الصاروخ ذاتها التي كانت تحاول جعل كوريا الشمالية التراجع عن إنتاجها.
جزيرة غيغو، كوريا الجنوبية
واقترح حاكم جزيرة غيغو الكورية الجنوبية عقد الاجتماع هناك الجزيرة، وهي وجهة سياحية، وحجمها صغير وعدد سكانها قليل، مما يمكن أن يجعل عملية التنظيم الأمني أسهل مما هو عليه في مدينة كبيرة مثل سيول، عاصمة الجنوب.
واشنطن، الولايات المتحدة
وستكون واشنطن مكانًا محتملًا، على الرغم من أن السيد كيم سيكون على الأرجح حذرًا من جعل العاصمة الأميركية أول رحلة له إلى الخارج كزعيم لكوريا الشمالية، وسيكون هناك أيضا اجتماع غريب بالنسبة للبيت الأبيض، والذي سيكون حذرًا من قيمة الدعاية التي يمكن أن يعطيها الشمال، وعندما قام المارشال جو ميونغ روك، وهو مسؤول عسكري كبير في كوريا الشمالية، بزيارة واشنطن في عام 2000 لدعوة السيد كلينتون إلى بيونغ يانغ، التقى أولا مع السيدة أولبرايت أثناء ارتدائه بدلة عادية، ثم ارتدى الزي العسكري المزين بالميداليات وقبعة عالية الحواف للالتقاء بالسيد كلينتون، مما خلق صورة غير مريحة للبيت الأبيض.
بكين، الصين
وتعد الصين هي الحليف الوحيد لكوريا الشمالية، رغم أن علاقتها بالكاد كانت قريبة في السنوات الأخيرة، ومع ذلك، كانت الصين واحدة من الدول القليلة التي سافر إليها كيم جونغ إيل كقائد لكوريا الشمالية، كما لعبت الصين دورا نشطا في تشجيع المفاوضات بين جميع الأطراف وكانت مضيف لما يسمى بالمحادثات السداسية قبل عقد من الزمان، وقال جينغ شوانغ، المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، يوم الجمعة إن الصين ترحّب بالاجتماع وستواصل بذل جهود دءوبة من أجل "تسوية سلمية للقضية النووية"، لكنه لم يجب بشكل مباشر على سؤال بشأن ما إذا كانت بكين ستستضيف القمة.
جنيف، سويسرا
استضافت اجتماعات رفيعة المستوى بين المنافسين، مثل الرئيس رونالد ريغان والزعيم السوفياتي ميخائيل غورباتشوف في عام 1985، وكيم جونغ أون سيكون أكثر ألفة مع هذا البلد، حيث درس بها في أواخر التسعينات.
موسكو، روسيا
مثل الصين كانت روسيا وجهة عرضية لزعماء كوريا الشمالية، والسيد كيم نفسه لم يذهب كقائد إلى هناك، فقد ألغى خطط للسفر إلى موسكو في عام 2015 للاحتفال بالذكرى السنوية السبعين لهزيمة ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية، ولا تبدو الزيارة لموسكو جيدة لترامب، إما بسبب الاتهامات الخاصة بتدخل الروس في انتخابات عام 2016 الرئاسية للمساعدته في حملته الانتخابية.
ستوكهولم، السويد
لطالما كانت السويد وسيطًا رئيسيا بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، كما أن الولايات المتحدة ليس لديها سفارة في الشمال، والسويد تسمى بسلطة الحماية التي تقدّم الخدمات القنصلية للأميركيين، بما في ذلك الاجتماع مع المواطنين المسجونين هناك، كما كانت السويد موقعا للمحادثات بين مسؤولين من كوريا الشمالية وخبراء من الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية وأماكن أخرى، وفي الأسبوع الماضي، ذكرت صحيفة "داغنس نيهيتر" السويدية، أن ري يونغ هو، وزير خارجية كوريا الشمالية، سيزور السويد قريبا، ما أثار تكهنات حول أنها موقع الاجتماع المحتمل.
أولان باتور، منغوليا
تتشارك منغوليا حدودها مع روسيا والصين، وتتبع سياسة الحياد في السنوات الأخيرة ولديها علاقات جيدة مع كل من الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، وكان تساخياغين إلبغدوري، الرئيس السابق المنغولي، قد قام بالتغريد دعمًا لاجتماع بين بيونغ يانغ وواشنطن، قائلا "هنا عرض، الرئيس الأميركي ترامب وزعيم كوريا الشمالية يجتمعان في أولان باتور، فمنغوليا هي المنطقة المحايدة والأكثر ملائمة".