واشنطن ـ يوسف مكي
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب في نهاية عام 2018 ، هزيمة "داعش" في سورية وقال إنه "سيقوم بسحب جزء من القوات الأميركية المتمركزة في البلاد.
وعبر توتير، قال ترامب في وقت سابق "اولادنا ورجالنا يعودون جميعا والان.
أقرأ أيضًا: تقرير مولر سيفضح العلاقة بين ترامب وبوتين خلال الانتخابات
لقد فزنا."
وتسبب قرار ترامب بالإنسحاب الجزئي في صدمة لصانعي السياسة وحلفاء الولايات المتحدة على حد سواء، وأسفرعن استقالة وزيرالدفاع جيمس ماتيس.
ومنذ هذا القرار ، اتسمت تصريحات العديد من المسؤولين والسياسسين الأميركين بالتناقض ، مثل وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو والذي قال إن القتال ضد "داعش" مستمر بالفعل، وإن أميركا لن تتوقف حتى تتم هزيمة "داعش" وإبعاد إيران عن سورية.
وقال بومبيو في كلمته ألقاها في الجامعة الأميركية في القاهرة الأسبوع الماضي في إطار جولته في الشرق الأوسط : "هذا ليس تغييراً في المهمة.
إننا لا نزال ملتزمين بالتفكيك الكامل لتهديد داعش والقتال المستمر ضد الإسلام الراديكالي بكل أشكاله"
لكن السؤال هو: هل هزم "داعش" حقا ؟ . تجيب "بزنس انسايدر" في تقرير نشرته أمس، إن " داعش فقد بالفعل حوالي 98٪ من الأراضي التي كانت تسيطر عليها في سورية في 2014 و 2015".
فالقوات الأميركية تمكنت في الآونة الأخيرة ، من الاستيلاء على منطقة "هجين" ، وهي أكبر منطقة حضرية يسيطر عليها التنظيم المتطرف على نهر الفرات.
ويقول التقرير الذي وضعته لميا بلوم ، وهي الأستاذة بجامعة ولاية جورجيا التي كتبت عدة مقالات وتقارير عن الإرهاب والتطرف،: "إن الإعلان عن هزيمة "داعش" في المنطقة ، تسبب في تحفيز غير مقصود لعناصره لإثبات وجوده وإستعراض عضلاته في أجزاء أخرى من العالم.
كما تسبب ، في انتقال حوالي 6000 أو 7000 من مقاتلي "داعش" الذين كانوا في سورية إلى أماكن أخرى في المنطقة.
كما أدَّت هزيمه "داعش" في المنطقه الى تحويل الانتباه عن مشاكل محتمله في المناطق التي استقبلت مقاتلي داعش"
ويشير تقرير "بزنس إنسايدر" الى أنه على الرغم من قول إدارة ترامب أنها ستسحب قواتها ، إلا أن المعركة ضد "داعش" مستمرة. ومع ذلك ، هدَّد الرئيس ترامب "بتدمير تركيا اقتصاديًا" إذا ما هاجمت الميليشيات الكردية المتحالفة مع الولايات المتحدة في سورية، مما يهدد الاستقرار في المنطقة.
وقالت ميا بلوم إن وجود القوات الأميركية في سورية قد أوقف الهجمات من تركيا ضد الأكراد. لان الأكراد هم أكثرحلفاء الولايات المتحدة الذين يمكن الإعتماد عليهم ضد "داعش" في المنطقة.
وفي ظل هذا الصراع السياسى ، تساءل كولن كلارك من شركة الاستشارات الأمنية "صوفيان" عما إذا كانت تركيا ، دون مشاركة الولايات المتحدة ، تستطيع القتال ضد الأكراد أو القتال ضد "داعش".
واوضح كلارك: "أن الجيش التركي قد لا يتمكن من خوض حرب على جبهتين."
ويقول التقرير انه على الرغم من صعوبه تحديد ثروة التنظيم الارهابي على وجه الدقه، فان المحللين قدروا ان ثروه التنظيم تتراوح بين 400 مليون دولار إلى مليار دولار .
وقال كلارك اننا ننظر الى الرقم الخاطيء لاننا لا نركز بشكل كاف على ديون الجماعه ومع الحصار الذي تتعرض له وفقدانها 99% من الاراضي التي كانت تسيطر عليها فقد اصبح لديها مالٌ اقل بكثير مما تحتاجه للانفاق على البنيه التحتيه واداره التنظيم، ولكنها تستطيع برأس مال صغير شنَّ عمليات منخفضة المستوى في أجزاء من سورية والعراق مثل تنظيم "القاعدة" الذي تمكن من تنفيذ "هجمات 11 سبتمبر" بأقل من نصف مليون دولار.
وتشير الدكتورة ميا بلوم إلى أن العديد من الهجمات في الخارج ليست مكلفة لإنجازها. وتقول : "في الحقيقة ، لا يتطلب الأمر الكثير من المال لتفجير شاحنة في مجموعة من الناس".
ويعتقد كل من بلوم وكلارك أن الخطر الأعظم الذي يمثله "داعش" - بغض النظر عن مواردها المالية في المستقبل - أنه سيكون مصدر الهام للبعض للقيام باعمال فظيعه تحت اسمه.
قد يهمك أيضًا: