عدن ـ عبدالغني يحيى
حققت قوات الشرعية اليمنية مدعومةً بالتحالف العربي تقدماً كبيراً بعد سيطرتها على العديد من المواقع التي كانت تتمركز بها الميليشيات الانقلابية عند مثلث المخا غرب محافظة تعز، فيما سيطرت على أكثر من 85 % من مساحة بلدة عسيلان الاستراتيجية في محافظة شبوة، تزامناً مع مقتل اثنين من أبرز القيادات الحوثية في المحافظة خلال هجمات للشرعية.
وتقدمت قوات الشرعية أمس الأحد نحو مفرق المخا غرب تعز لفرض سيطرتها الكاملة على المنطقة وتصفية جيوب مليشيا الحوثي وصالح في ظل انهيارات كبيرة للمليشيا الانقلابية. وقال مصدر عسكري لوكالة الأنباء اليمنية "سبأ"، إن المواجهات تدور حالياً في مفرق المخا من الجهة الشرقية بعد تطهير معسكر "خالد بن الوليد"، مؤكداً أن قوات الجيش تتقدم بمعنويات عالية للسيطرة الكاملة على مثلث المخا.
وأضاف المصدر أن مقاتلات التحالف العربي استهدفت تجمعات للمليشيا في موقع الشبكة بمفرق المخا بغارات عدة أسفرت عن خسائر عديدة في صفوف المليشيات. ونقلت وكالات إخبارية، عن مسؤولين عسكريين وشهود عيان في المنطقة، أن 16 حوثياً قتلوا في الاشتباكات التي دارت في محيط معسكر خالد. وتحدثت مصادر عسكرية في صنعاء لـ "الاتحاد" عن استدعاء الحوثيين المئات من الجنود من العاصمة ومدن أخرى إلى مدينة الحديدة لإرسالهم إلى جبهات القتال في محيط معسكر خالد، فيما أفادت مصادر محلية بالحديدة عن قيام الحوثيين بنقل أسلحة ومعدات عسكرية ثقيلة بينها دبابات ومدرعات باتجاه بلدات جنوب المحافظة على حدود تعز. ونقلت وسائل إعلام محلية عن سكان أن ميليشيات الحوثي استحدثت معسكرين في منطقتين جبليتين في بلدة جبل راس الواقعة جنوب شرق محافظة الحديدة وترتبط بحدود برية مع بلدة مقبنة التابعة لتعز ولا تبعد كثيراً عن معسكر خالد.
وفي محافظة شبوة، سيطرت قوات الشرعية على 85% من مساحة بلدة عسيلان، مؤكدة أن الألغام التي زرعتها المليشيات الانقلابية تعد العقبة الأكبر أمام حسم المعركة. وأكد العميد علي حصيان الحارثي، أن قوات الجيش الوطني والمقاومة تفرض سيطرتها على ما نسبته 85% من مساحة عسيلان النفطية التي تربط محافظة شبوة بثلاث محافظات هي حضرموت ومأرب والبيضاء.
وعن المعوقات التي حالت دون استكمال تحرير ما تبقى من مناطق عسيلان، قال العميد الحارثي إن "حقول الألغام التي زرعتها الميليشيات الانقلابية بطريقة عشوائية فردية وجماعية تعد العقبة الأكبر أمام قوات الشرعية في حسم المعركة، إلى جانب تمركز مقاتلي الميليشيات في المرتفعات الجبلية.
ولقي عدد من الميليشيات الانقلابية مصرعهم، بينهم اثنان من أبرز القادة في هجمات شنها الجيش اليمني في جبهة بيحان. وأفادت مصادر ميدانية، أن وحدة الصواريخ في اللواء 26 مدرع قصفت بالصواريخ والمدفعية مواقع وتحركات العناصر الانقلابية في أطراف منطقة طوال السادة ومنطقة وادي الدقيق من المحورين الشمالي الغربي لمدينة بيحان، مبينة أن الهجمات أسفرت عن سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف الانقلابيين بينهم قائدان ميدانيان بارزان وتدمير عدد من عتادهم العسكري. وأشارت إلى أن قوات الجيش مسنودة من المقاومة الشعبية استهدفت خطوط إمداد الميليشيا الانقلابية في محيط وادي الدقيق ومنطقة البركة.
وقتل 3 حوثيين أمس بهجوم للشرعية على حاجز تفتيش للميليشيات في بلدة دمت شمال محافظة الضالع. وقال مصدر عسكري، إن جنوداً من اللواء 55 مدفعية هاجموا نقطة تفتيش للحوثيين على الطريق الرابط بين بلدتي دمت والرضمة التابعة لمحافظة إب، مشيراً إلى أن الهجوم أسفر عن مصرع ثلاثة حوثيين وإعطاب مركبة عسكرية تابعة لهم. كما لقي عدد من الحوثيين مصرعهم باشتباكات مع المقاومة الشعبية في منطقة قيفة رداع بمحافظة البيضاء.
وشنَّ طيران التحالف غارات على مخازن أسلحة وتجمعات للميليشيات في مديرية حرف سفيان في محافظة عمران، وذلك بالتزامن مع غارات جوية أخرى، استهدفت مواقع الميليشيات في الجوف. كما أغارت على مواقع أخرى للميليشيات على جبهة صرواح غرب مأرب. وفي صنعاء، نفذت مقاتلات التحالف غارتين على معسكر للحوثيين بجوار وزارة الإعلام شمال العاصمة، كما استهدفت 23 غارة جوية مواقع للميليشيات في بلدات كتاف، شدا، الظاهر ورازح في محافظة صعدة معقل الحوثيين في أقصى شمال البلاد.
تمكنت القوات السعودية المشتركة في محافظة ظهران الجنوب، التابعة لمنطقة عسير، من صد هجوم من قبل عناصر مسلحة تابعة للميليشيات الانقلابية صباح أمس، قبالة مراكز رقابة عسكرية متقدمة على الشريط الحدودي. وذكر موقع "العربية نت" الإخباري، أن فرقاً راجلة من القوات السعودية تعاملت مع عناصر حوثية عبر الأسلحة المباشرة، بعد محاولتها التسلل إلى مناطق عسكرية قبالة مركز "حصن الحماد" العسكري في محافظة ظهران الجنوب. كما ذكرت مصادر عسكرية أن الفرق الراجلة تمكنت من قتل العشرات من الحوثيين وإصابة آخرين، مع انسحاب العناصر الأخرى التي حاولت مساندة الخطوط الأمامية.