واشنطن ـ يوسف مكي
نددت الولايات المتحدة، في بيان صادر عن البيت الأبيض مساء الجمعة، بقمع المسلحين الحوثيين للمعارضين السياسيين في اليمن، بما في ذلك قتل الرئيس السابق على عبد الله صالح، مضيفة أن المفاوضات السياسية ضرورية لإنهاء الصراع اليمني وإخلاء البلاد من "النفوذ الخبيث للميليشيات المدعومة من إيران".
في سياق آخر، اعتبرت المتحدثة باسم البيت الأبيض، سارة ساندرز، أنه "يجب على الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران السماح بتوزيع الغذاء والدواء والوقود في المناطق التي تسيطر عليها وليس تحويلها لدعم حملتهم العسكرية ضد الشعب اليمني".
وتعاقب جماعة الحوثي المتمردة صنعاء وسكانها بعزلهم عن العالم وحجب شبكات التواصل الاجتماعي وبرامج الرسائل النصية، إلى جانب بث الرعب في نفوسهم، فيما تواصل الجماعة الحوثية الموالية لإيران ارتكاب عمليات التنكيل والبطش والاعتقالات ضد عناصر حزب المؤتمر الشعبي العام والموالين للرئيس الراحل علي عبد الله صالح في صنعاء والمحافظات المجاورة.
وقالت مصادر في الحزب إن الجماعة تسعى لإطلاق موجة ثانية من حملات الملاحقة ضد قيادات الصفين الثاني والثالث ممن يرفضون موالاتها، وأفاد مصدر وثيق الصلة بقاسم لبوزة القيادي في حزب المؤتمر والنائب السابق لرئيس مجلس حكم الانقلابيين في صنعاء بأنه موجود في منزله بصنعاء تحت حراسة الميليشيات الحوثية التي تحاول إقناعه مع قيادات أخرى من بينها رئيس حكومة الانقلاب عبد العزيز بن حبتور، بقيادة حزب المؤتمر.
في غضون ذلك، أقدمت عناصر الحوثي أمس على تصفية عضو البرلمان عن حزب المؤتمر الموالي لصالح في منطقة "الخوخة" بمحافظة الحديدة الشيخ محمد العميسي، في رد فعل انتقامي عقب هزيمة عناصرها في الخوخة وتقدم القوات الحكومية باتجاه الحديدة شمالًا.
وواصلت قوات الجيش اليمني في المنطقة العسكرية السادسة تقدّمها الميداني أمس، معلنة تحرير مواقع جديدة شمال محافظة الجوف وأسر قيادي حوثي وقتل آخر، وقال مصدر عسكري إن قوات اللواء الأول، حرس حدود، تمكنت من تحرير منطقتي حرشة العجوز وحرشة الأرانب، في جبهة الغريميل شمال شرقي خب والشعف شمال الجوف، وأكد المصدر أن قوات الجيش تمكنت من أسر المشرف العام لميليشيات الحوثي في مديرية خب والشعف المدعو "أبو علي الكبسي"، وطاقم الصواريخ الحرارية، وقتل قيادي آخر في جبهة اليتمة، واستعادة طاقم كان يقله. وأشار المصدر إلى استمرار المعارك التي يخوضها الجيش اليمني الذي يتقدم نحو منطقة وجبال الأجاشر، وسط فرار جماعي للميليشيات الحوثية، التي سقط في صفوفها قتلى وجرحى.
من جهة أخرى، قال الجيش الأميركي الجمعة، إنه نفذ ضربات جوية في 20 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي في محافظة البيضاء أسفرت عن مقتل خمسة عناصر من فرع تنظيم "القاعدة" في اليمن، بينهم مجاهد العدني الذي وصفه بيان الجيش بأنه أحد قادة التنظيم، وأوضحت القيادة الوسطى في الجيش الأميركي في بيانها، أن "العدني يتمتع بنفوذ كبير في تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، فضلًا عن علاقاته الوثيقة بزعماء كبار آخرين في التنظيم"، وفي موازاة ذلك، شنّت مقاتلات التحالف العربي غارات استهدفت مواقع وآليات قتالية لميليشيات الحوثي في جبهة الساقية، جنوب غربي المحافظة، ما أدى إلى تدمير مدفعية وسقوط قتلى وجرحى.
وكان الجيش اليمني تمكّن أول من أمس (الخميس)، من قطع الخط الدولي الذي يربط البقع بمحافظة الجوف، وحرّر أكثر من 15 كيلومترًا باتجاه منطقة اليتمة في مديرية خب الشعف، وتحرير منطقة الجميشات بالكامل. كما تمكن الجيش من أسر 34 حوثيًا، بينهم 16 جريحًا، إضافة إلى الاحتفاظ بثماني جثث، علاوة على سقوط أعداد أخرى من القتلى والجرحى.
وقصفت ميليشيات الحوثي منطقتي الضباب وبيرباشا بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل وإصابة 14 مدنيًا، وذكرت تقارير أن ميليشيات الحوثي استهدفت الجمعة، في منطقة حذران غرب تعز، سيارة كانت تقل مسافرين في سد الجبلين في منطقة الضباب، ما أسفر عن مقتل أربعة مدنيين وإصابة اثنين آخرين. كما استهدفت الميليشيات المتمركزة في شارع الـ50 بقصف مماثل أحياء سكنية في منطقة بيرباشا، وسقطت قذيفة على أحد المنازل في حي الجراجر السكني، ما أسفر عن مقتل مدنيين اثنين وإصابة ستة آخرين.