مؤتمر باريس حول تسوية أزمة الشرق الأوسط

أبدت الدول التي شاركت اليوم الجمعة في مؤتمر باريس حول تسوية أزمة الشرق الأوسط، عن قلقها من مواصلة الاحتلال الإسرائيلي ببناء المستوطنات على الأراضي الفلسطينية، مؤكدة أن هذه السياسة تقوِّض حل الصراع.

وأعرب المشاركون في بيان مشترك صدر في ختام المؤتمرعن قلقهم من أن أعمال إسرائيل، التي تواصل بناء المستوطنات، تقوض إمكانية إيجاد حل سلمي للدولتين".

وأضاف البيان أن أطراف المؤتمر شدَّدت على الدور المحوري، الذي تقوم به رباعية الوسطاء في تسوية النزاع، مفيدا بأن المشاركين في المؤتمر اتفقوا على عقد مؤتمر دولي آخر حول تسوية الأزمة في الشرق الأوسط قبل نهاية العام الجاري.

وجدد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير على هامش مشاركته في المؤتمر، تمسك الرياض بالمبادرة العربية للسلام، التي تبنتها القمة العربية في بيروت عام 2002، واصفا إياها بـ"الفرصة الأفضل لحل النزاع".

وأوضح الجبير موقف السعودية قائلا: "موقفنا ثابت بالنسبة لإيجاد حل لهذا النزاع على أساس قرارات مجلس الأمن ومبادرة السلام العربية للوصول إلى إقامة دولة فلسطينية على أساس حدود الـ67 عاصمتها القدس الشرقية".

وأكد وزير الخارجية السعودي على أن " حل الدولتين يجب أن ينهي الاحتلال الإسرائيلي لأراضي 67 ووقف الاستيطان من أجل عدم تغيير الديموغرافيا على أرض الواقع".

وتابع الجبير: "نحن نأمل أن يؤدي الاجتماع إلى عقد مؤتمر دولي للسلام"، موضحا أن "المبادرة العربية للسلام التي تم اعتمادها في بيروت لم تُسحب يوما من الطاولة، وهي على الطاولة اليوم فهي ركيزة مهمة لحل النزاع".

وقال وزير الخارجية الفرنسي، جان مارك إيرولت، إن حل الدولتين لوقف الصراع الإسرائيلي الفلسطيني يواجه خطرا كبيرا ويجب فعل ما يمكن فعله لإصلاح الوضع.

وحذر رئيس الدبلوماسية الفرنسية في ختام الاجتماع  من مخاطر التمهل في حل الصراع في المنطقة، قائلا: "إن حل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي في خطر كبير. نحن نقترب من نقطة اللاعودة التي لا يعود الحل ممكنا بعد اجتيازها".

وأضاف: "لا بد من اتخاذ خطوات عاجلة للحفاظ على حل الدولتين وإحيائها قبل فوات الأوان"، مجددا رغبة باريس في تنظيم مؤتمر بمشاركة الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني قبل انقضاء العام الجاري.

من جانبه أشار ميخائيل بوغدانوف، نائب وزير الخارجية والمبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وإفريقيا، إلى أهمية القضية الفلسطينية بالنسبة لمصائر منطقة الشرق الأوسط التي تعيش حاليا ظروفا صعبة وتولد "طيفا واسعا من التهديدات للمجتمع الدولي بأسره".

وأعلن بوغدانوف أن "روسيا تندد بالعنف بأشكاله كافة، بغض النظر عن دوافعه"، لكنه أشار إلى أن توجيه دعوات إلى الجانبين للتحلي بضبط النفس لن يكون لها معنى ما لم يظهر احتمال التوصل إلى حل سياسي مقبول لدى كلا الطرفين، على أساس قرارات دولية معروفة. وتابع قائلا إن "روسيا تشارك بشكل فعال في عمل الرباعية الدولية التي قال إن مبعوثيها يختتمون حاليا صياغة تقرير حول الوضع في حقل التسوية الإسرائيلية الفلسطينية".

 

كما لفت بوغدانوف إلى أن "انقسام الصف الفلسطيني يبقى عاملا يعرقل التقدم في تسوية النزاع، ويجب إعطاء أولوية لحل هذه المشكلة"، مؤكدا الدعم الروسي للجهود الرامية إلى إعادة الوحدة الفلسطينية وخوض حوار مع جميع القوى الفلسطينية، في مقدمتها (فتح وحماس).

وأعرب الدبلوماسي الروسي عن قناعته بأن حصول فلسطين على وضع دولة ذات سيادة يتماشى مع مصالح المجتمع الدولي وسيسهم في توطيد السلام والاستقرار في المنطقة وبناء شرق أوسط ديمقراطي مزدهر.

من جانبها، أكدت فيديريكا موغيريني، مفوضة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، أن القوى العالمية تتحمل مسؤولية إحياء المحادثات بين إسرائيل والفلسطينيين، محذرة من أن الآفاق التي فتحتها اتفاقيات أوسلو للسلام عام 1993 في خطر.

وقالت للصحفيين في باريس خلال مؤتمر دولي يهدف لدفع محادثات السلام في الشرق الأوسط: "سياسة التوسع الاستيطاني وعمليات الإزالة والعنف والتحريض تكشف لنا بجلاء أن الآفاق التي فتحتها أوسلو عرضة لأن تتلاشى بشكل خطير".

وكان الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، أعرب عن رغبة بلاده في جمع الفلسطينيين والإسرائيليين على طاولة واحدة، من أجل إيجاد مخرج لحل الدوليتن.

وأعرب خلال الكلمة الافتتاحية للاجتماع التشاوري الدولي، الذي عقد اليوم الجمعة، في العاصمة الفرنسية باريس، بهدف إحياء عملية السلام في الشرق الأوسط بين الفلسطينيين والإسرائيليين، عن أمله في أن يمهد ذلك، السبيل أمام استئناف محادثات السلام بحلول خريف هذا العام.

وقال هولاند إنهم يهدفون لإحياء عملية السلام مجدداً، مضيفا "لا يزال القلق مستمراً، والعنف متصاعد، والآمال مخيبة". وأشار الرئيس الفرنسي إلى أن بلاده ليست لها أية مطالب "سوى تشجيع عملية السلام في المنطقة".