طرابلس ـ فاطمة سعداوي
أعلنت منظمة "أطباء بلا حدود" عن تعليق نشاطها مؤقتًا بشأن سفن الإنقاذ، وذلك بسبب التهديدات الصادرة عن السلطات الليبية. وقالت في بيان إن "خفر السواحل الليبي اصبحوا أكثر عنفًا وعدوانية بشأن القيام بدوريات في المياه قبالة سواحلها حيث يقوم المهربون غير الشرعيون بإطلاق قوارب معبأه بالمهاجرين بغرض الهرب والوصول الى اوروبا" .
واعتبرت ان مركز تنسيق الانقاذ الذي يدار بواسطه خفر السواحل الايطالي قد تم ابلاغه بأن التهديدات الليبية تشكل خطرًا امنيا فى يوم الجمعة. وأضافت المنظمة في اليوم نفسه أن السلطات الليبية ،قد أعلنت عن منطقة الانقاذ الخاصة بها، والتي تمتد إلى المياه الدولية .وقالت منظمة "أطباء بلا حدود" ان طاقمها الطبي سيواصل العمل من سفينة اخرى تديرها مجموعة مساعدات اخرى بينما لا تقوم سفينتها الخاصة "فوس برودينس" بالمشاركة في عمليات انقاذ المهاجرين.
ويذكر ان الحكومة الايطالية قد وافقت الشهر الماضي على ارسال بعثة بحرية لمساعدة حرس السواحل الليبي فى تسيير دوريات لمكافحة المهربين. وقد تم جلب مئات الالاف من طالبي اللجوء الذين تم انقاذهم، والهاربين من الفقر في افريقيا، طلبًا للأمان في الموانئ الايطالية في السنوات الاخيرة.
وقد قامت الحكومة بالضغط على مجموعات الإنقاذ للموافقة على قواعد من شأنها أن تمنعهم من دخول المياه الليبية لإنقاذ المهاجرين دون إذن محدد، والاتفاق على أن السلطات القضائية الإيطالية المسلحة يمكنها ان تصعد سفنهم . ومن ناحيه اخرى تخبر ايطاليا منظمات الانقاذ بالالتزام بهذه القواعد او ستيم عدم السماح لها بالدخول الى الموانئ الايطالية. وقد ورفضت منظمة "أطباء بلا حدود" إقرار هذه القواعد، بينما وافقت عليها منظمات إنسانية أخرى .
وقال منتقدو السياسة الجديدة ان هذه السياسة يمكنها ان تعرض حياة المواطنين للخطر خلال التأخر في عمليات الانقاذ في المياه الليبية. ويؤكدون أيضا أنه إذا كان خفر السواحل الليبي يحظر دخول قوارب المهربين، فإن المهاجرين سيعتادون على ظروف لا إنسانية، مثل الضرب والسخرة، في مراكز الاحتجاز الليبية.
وقال رئيس منظمة "اطباء بلا حدود" في ايطاليا لوريس دى فيليبي فى بيان له: "انه اذا تم دفع سفن المساعدات اللاانسانية خارج البحر المتوسط فان عدد السفن التي ستستقبل المساعدات ستكون قليله وعلى الارجح ستغرق . واضاف "وان لم تغرق سيتم اعتراضها واعادتها الى ليبيا والتي نعرف انها مكان غائب عن الشرعية ويمارس فيها الاحتجاز التعسفي والعنف الشديد". وقالت مجموعة حقوقيه انسانية اسبانية تسمى "برواكتيفا أوبين ارمز" - ايادي برواكتيفا المفتوحه- ان خفر السواحل الليبي اصدر أوامره بانتقال سفينة الانقاذ الى الشمال واطلق طلقات تحذيرية الاسبوع الماضي عندما كانت السفينة تقوم بأعمال البحث والانقاذ خارج المياه الليبية.
وتقوم الجماعات الإنسانية برصد البحر الأبيض المتوسط خارج منطقه المياه الإقليمية الليبية في سفنها، وذلك للمساعدة في إنقاذ المهاجرين من قوارب المهربين. ومن ناحيه اخرى ويقوم حرس السواحل الإيطالي بتنسيق عمليات الإنقاذ، بما في ذلك تلك التي تقوم بها السفن البحرية من بلدان أوروبية أخرى.