صنعاء عبد الغني يحيى
شهدت مدينة صنعاء، وعدد من المدن اليمنية التي لا تزال تحت سيطرة ميليشيا الحوثي، حملات مكثفة للتجنيد الإجباري وصلت إلى مرحلة اختطاف الأطفال من المدارس، ودور الأيتام تارة، واستجداء السكان للذهاب إلى الجبهات تارة أخرى، في محاولة لتعويض الخسائر التي تكبدتها الميليشيات، بمختلف الجبهات مع تقدم قوات الشرعية، المدعومة بالتحالف العربي.
ودعا قيادي حوثي، عبر قناة اليمن الفضائية، إلى استخدام غير الراغبين بالالتحاق بجبهات القتال، كـ"متاريس" أو كدروع بشرية، وطالب بالتجنيد الإجباري من الوظائف والمدارس، استجابة لدعوات زعيم ميليشيا الحوثيين في حشد المقاتلين للجبهات، في إشارة إلى الدرجة التي وصلت لها جماعة الحوثيين، من الاستهتار بحياة المواطنين وأمنهم، وسعيها فقط إلى خدمة المشروع الإيراني في المنطقة، ولو على حساب الأبرياء من الشعب اليمني.
وحثت الحكومة اليمنية، ممثلة بوزير الإعلام، المنظمات الدولية وهيئات حقوق الإنسان، بإدانة هذه الممارسات التي تمثل انتهاكاً خطيراً لحقوق الإنسان، وترقى إلى جرائم الإبادة الجماعية وتقديم المسؤولين عنها للمحاسبة، وبذل كل ما يلزم من الإجراءات لحماية المدنيين وتجنيبهم ويلات الحرب والصراع، أعلنت قيادات ميدانية تابعة لميلشيات الحوثي الإيرانية في مديرية برط العنان بمحافظة الجوف شمال شرقي صنعاء، انشقاقها عن ميليشيات الحوثي وانحيازها للقتال في صفوف الجيش الوطني في منطقة اليتمة بالمحافظة.
وقالت القيادات المنضمة إلى الشرعية، إنها تسعى إلى تبرئة أخطائها السابقة، عبر المشاركة في استعادة السيطرة على مديرية برط العنان، وما تبقى من مناطق لا تزال تحت سيطرة الميليشيات، وفي جبهة الساحل الغربي، قـتل 10 مسلحين من ميليشيات الحوثي، في غارة شنتها طائرات التحالف العربي، كما استهدفت الغارات تجمعات لمسلحي الميليشيات في مديرية ناطع بالبيضاء، أثناء استعدادهم لشن هجوم على قوات الشرعية، لاستعادة جبل مركوزة الاستراتيجي، وطالت الغارات تعزيزات للمتمردين الحوثيين في طريق حيس جنوبي الحديدة، مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى وتدمير آليات عسكرية.
وحققت قوات الشرعية اليمنية تقدما جديدا في منطقة البقع شمالي محافظة صعدة، معقل الميليشيات الحوثية الموالية لإيران، كما استهدفت الغارات الجوية تجمعات للحوثيين في الجبل الأسود في حرف سفيان بمحافظة عمران شمالي صنعاء، وقصفت طائرات التحالف مواقع للحوثيين في مديرية غمر بمحافظة صعدة، عند الحدود مع السعودية، وطالت الغارات أهدافا متحركة لهم في مديرية البقع في صعدة، وتزامنت الغارات في صعدة مع تبادل للقصف المدفعي والصاروخي بين الحوثيين والقوات السعودية في الشريط الحدودي.
وتواصلت المعارك بين القوات الشرعية والمتمردين في مديرية ناطع بمحافظة البيضاء، عقب هجوم شنه المتمردون الحوثيون على مواقع القوات الحكومية والمقاومة في جبل الصرير، وأسفرت المعارك عن مقتل أكثر من 12 متمردا و3 من قوات دعم الشرعية، وأعلنت الأمم المتحدة أن أكثر من 22 مليون شخص بحاجة إلى مساعدات في اليمن، مع ازدياد خطر المجاعة، وأكدت منظمة الصحة العالمية، انتشار مرض الدفتيريا في اليمن، مما تسبب بنحو 700 إصابة.