قتلى وجرحى جراء غارات على سورية

هدّدت روسيا القوى الأجنبية بوقوع عواقب وخيمة إذا ما استخدموا الهجوم الكيميائي المزعوم في سورية كذريعة للتدخل العسكري، حيث ردت على تحذير الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن دفع "ثمن باهظ" لمؤيدي نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

 وانضم ترامب إلى المملكة المتحدة في فكرة ضرب روسيا وإيران بسبب دعمهما للرئيس الأسد، بعد أن قيل إن 70 شخصًا على الأقل لقوا حتفهم مع عائلات وأطفال أُفيد أنهم اختنقوا بعد الهجوم الذي وقع في بلدة دوما ليلة السبت، وقال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون إنه "من المروّع حقًا أن نعتقد أن العديد من الضحايا يسعون إلى الحصول على ملاذ آمن من الغارات الجوية في الملاجئ تحت الأرض".

 ونفى نظام الأسد وحليفته روسيا الهجوم الكيميائي، حيث حذّرت موسكو من "العواقب الوخيمة" إذا استخدمت أي قوة أجنبية "الذرائع المُلفقة البعيدة المنال" كذريعة للعمل العسكري، ووصفت إيران هذه المزاعم بأنها "مؤامرة"، كما قال بيان مشترك لجمعية الإغاثة الطبية بالجمعية الطبية السورية الأميركية "سامس" والدفاع المدني الذي يعمل في المناطق التي يسيطر عليها المتمردون، إن عشرات الأشخاص لقوا حتفهم في الهجوم الكيماوي، وأن الكثيرون قُتلوا في غارات جوية حكومية.

 

 وانضم البابا فرانسيس إلى الإدانة الدولية للهجوم المعلن، قائلا إنه استخدام غير مُبرر لـ "أدوات الإبادة"، بينما أكّد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس أنه "قلق بشكل خاص" بسبب الاستخدام المزعوم للأسلحة الكيميائية، في حين نفت وسائل إعلام حكومية سورية أن تكون القوات الحكومية قد شنّت أي هجوم كيميائي، بمجرد نشر التقارير التي يجري تداولها، وأوضحت أن المتمردين في بلدة دوما بشرق الغوطة في حالة انهيار ونشر أخبار كاذبة.
ومن ناحية أخرى، من المقرر أن يجتمع مجلس الأمن الدولي الثلاثاء، بعد أن دعت المملكة المتحدة وفرنسا والولايات المتحدة وبولندا وهولندا والسويد والكويت وبيرو وكوت ديفوار إلى عقد جلسة طارئة، وقادت فرنسا هذه المبادرة، حيث قال وزير الخارجية جان إيف لو دريان، يوم الأحد، إن بلده "ستقوم بواجبها" بشأن الهجوم على المدنيين، وحذّرت باريس مرارًا من أن الدليل على استخدام مزيد من الأسلحة الكيماوية في سورية هو "خط أحمر" من شأنه أن يدفع إلى شن ضربات فرنسية، وقال لو دريان في بيان "استخدام الأسلحة الكيماوية جريمة حرب."
 


وشدّد دبلوماسيون أن روسيا دعت أيضًا إلى اجتماع يوم الاثنين لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن "التهديدات الدولية للسلام والأمن"، وذكرت وسائل الإعلام الحكومية أن الحكومة السورية توصلت إلى اتفاق لمغادرة المتمردين دوما، على الرغم من استئناف الغارات الجوية صباح اليوم، مع توفير روسيا ممر آمن للخروج من جيبهم المحاصر وعشرات الحافلات التي أرسلت إلى البلدة لنقل السجناء الذين أطلق سراحهم من المتمردين مجموعة.

 وغرّد الرئيس ترامب بعد ظهر هذا اليوم قائلا 'العديد من القتلى، بما في ذلك النساء والأطفال، في هجوم كيميائي طائش في سورية، منطقة البشاعة في حالة مغلقة ومحاطة بالجيش السوري، مما يجعلها غير قابلة للوصول بشكل كامل للعالم الخارجي، الرئيس بوتين وروسيا وإيران هم المسؤولون عن دعم الحيوان الأسد، هناك ثمن كبير سيُدفع، يجب وجود منطقة مفتوحة على الفور للمساعدة الطبية والتحقق، إنها كارثة إنسانية أخرى بدون أي سبب، مرض!".

 وعلّق وزير الخارجية بوريس جونسون "يجب التحقيق بشكل عاجل في هذه التقارير الأخيرة ويجب على المجتمع الدولي الرد عليها"، مضيفا "يحظى محققين منظمة حظر الأسلحة الكيماوية بدعمنا في البحث في تقارير عن استخدام الأسلحة الكيميائية في سورية، ويجب على روسيا ألا تحاول مرة أخرى عرقلة هذه التحقيقات، إذا تأكد أن النظام قد استخدم الأسلحة الكيماوية مرة أخرى، فإنه سيكون مثالا مروعا آخر على وحشية نظام الأسد واستخفافه الفاضح بالشعب السوري والتزاماته القانونية بعدم استخدام الأسلحة الكيميائية، ندين استخدام الأسلحة الكيميائية من قبل أي شخص، في أي مكان، نحن على اتصال وثيق مع حلفائنا بعد هذه التقارير الأخيرة، لقد فقد المسؤولون عن استخدام الأسلحة الكيميائية جميع النزاهة الأخلاقية ويجب محاسبتهم ".
 
وأشار بيان للاتحاد الأوروبي 'الأدلة تشير إلى وجود هجوم كيميائي آخر من قبل النظام، يدين الاتحاد الأوروبي بأقوى العبارات استخدام الأسلحة الكيميائية ويدعو إلى استجابة فورية من جانب المجتمع الدولي، وفي البيان، ناشد الاتحاد الأوروبي حلفاء الأسد، روسيا وإيران، "استخدام نفوذهم لمنع أي هجوم آخر وضمان وقف الأعمال العدائية وتخفيف العنف" بموجب قرار من الأمم المتحدة، وأضاف البيان "يجب أن تظل حماية المدنيين أولوية مطلقة، وقال اتحاد مؤسسات الرعاية الطبية والإغاثة إنها أحد أسوأ الهجمات الكيميائية في التاريخ السوري"، كما انتقد الرئيس ترامب سلفه باراك أوباما قائلا "إذا استخدم الرئيس أوباما عن خطه الأحمر المعلن، لكانت الكارثة السورية قد انتهت منذ فترة طويلة! كان الأسد الحيوان أصبح من الماضي!".
 
وأضاف مفاوضون محليون يوم الاحد أن مفاوضي المعارضة توصلوا إلى اتفاق نهائي مع الجيش الروسي يسمح للمقاتلين المتمردين بمغادرة مدينة دوما السورية المحاصرة بموجب ترتيب يجلب الشرطة العسكرية الروسية إلى المدينة، وقالوا إن الاتفاق سيسمح لمقاتلي جيش الإسلام الذين لا يريدون المغادرة بعقد السلام مع السلطات السورية دون ملاحقتهم من قبل قوات الأمن، وقال المفاوضون إن الاتفاق يشمل أيضا مهلة مدتها ستة أشهر لمن يريدون التجنيد العسكري.

 وأدى هجوم كيميائي في الغوطة الشرقية في عام 2013، والذي تم إلقاء اللوم عليه على نطاق واسع على القوات الحكومية، إلى مقتل مئات الأشخاص، مما دفع الولايات المتحدة إلى تهديد العمل العسكري قبل أن تتراجع في وقت لاحق، وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية هيذر ناويرت، إن واشنطن تتابع عن كثب "التقارير المزعجة" حول الهجوم المزعوم بالأسلحة الكيماوية على مستشفى دوما، مضيفة "يجب محاسبة نظام الأسد وداعميه وأي هجمات أخرى يتم منعها على الفور، هذه التقارير، إذا تأكدت، ستكون مروعة وتطلب استجابة فورية من المجتمع الدولي، روسيا بدعمها الذي لا يتزعزع للنظام، وتتحمل في النهاية المسؤولية عن هذه الهجمات الوحشية، تطالب الولايات المتحدة روسيا بإنهاء هذا الدعم الكامل فورا والعمل مع المجتمع الدولي لمنع المزيد من هجمات الأسلحة الكيماوية البربرية"، بحسب قولها.