أنقرة - جلال فواز
أكدت المملكة العربية السعودية وتركيا ، أهمية تعميق العلاقات والتعاون بينهما في ظل الأوضاع الراهنة في منطقة الشرق الأوسط، جاء ذلك خلال لقاء عقد مساء الخميس بين رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، وولي العهد السعودي محمد بن نايف بن عبد العزيز في العاصمة التركية أنقرة. وقالت مصادر في رئاسة الوزراء التركية، إن يلدريم و الأمير محمد بن نايف بحثا خلال لقاء ثنائي ومأدبة عشاء أقامها الأول، العلاقات الثنائية بين البلدين، والتطورات الإقليمية.
وأكد ولي العهد السعودي خلال اللقاء رغبة بلاده القوية في تعميق العلاقات بين البلدين المبنية على الروابط التاريحية المشتركة وفي جميع المجالات، مشيراً إلى أنهم سيعملون بشكل مشترك في إطار الرؤية التي وضعها الرئيس أردوغان والملك سلمان، وفق المصادر نفسها.
وشدد الأمير محمد بن نايف على الأهمية المفصلية لعلاقات التعاون بين تركيا والمملكة لأمن المنطقة، ورفاهيتها واستقرارها في وقت تمر فيها المنطقة بمرحلة عصيبة.
وأشار يلدريم من جهته إلى أن "العلاقات التركية السعودية لها مكانة خاصة تستمد قوتها من الروابط التاريخية والثقافية المشتركة ومن الصداقة والأخوة الراسختين، لافتاً إلى أن البلدين لديهما آراءا متطابقة حيال القضايا الإقليمية، مؤكداً أنهم يبدون أهمية للتواصل والتشاور المنتظم مع المملكة في القضايا الدولية، وفي مقدمتها سوريا، والعلاقات بين أنقرة ودول التعاون الخليجي".
وأضاف أن "البلدين لديهما آراء متطابقة حيال القضايا الإقليمية، مؤكداً أنهم يبدون أهمية للتواصل والتشاور المنتظم مع المملكة في القضايا الدولية، وفي مقدمتها سوريا، والعلاقات بين تركيا ودول التعاون الخليجي". ولفت إلى "أنهم يعملون على نقل التعاون التركي السعودي إلى أعلى المستويات على أساس المصالح والقيم المشتركة، والعمل على تطويرها، وفقاً لما رسمه البلاد رجب طيب أردوغان، والعاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز خلال زيارة الأخير إلى تركيا في أبريل/نيسان الماضي".
وأوضح يلدريم أن "مجلس التنسيق التركي السعودي" برئاسة وزيري خارجية البلدين، سيعمل على تعزيز علاقات البلدين مؤسساتياً، وبحث العلاقات بشكل شامل ومنتظم لتعميق التعاون بين الجانبين.
وكان ولي العهد السعودي التقى وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، الذي أكد تطابق سياسيات ومواقف ووجهات نظر بلاده مع المملكة العربية السعودية تجاه القضايا الإقليمية، مشيرًا إلى أن البلدين يتحركان سوية في المحافل الدولية. وقال أوغلو إن "أنقرة والرياض تبذلان جهدًا كبيرًا من أجل تحقيق الاستقرار والأمن في المنطقة"، مبينًا أن "كل زيارة تجري بين الجانبين تُساهم في تطوير وتعزيز العلاقات والحوار بينهما إلى مستويات أعلى".
وأعرب الوزير التركي عن شكر حكومة بلاده لنظيرتها السعودية حيال موقفها وحساسيتها تجاه الأزمات الإنسانية التي تعاني منها كل من سوريا والعراق وليبيا وغيرها، بالإضافة إلى جهودها الحثيثة في تنظيم موسم الحج في الأراضي المقدسة هذا العام.
كما رحّب جاويش أوغلو بدعم المملكة العربية السعودية لتركيا على خلفية محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها الأخيرة منتصف يوليو/تموز الماضي، معتبرًا أن الزيارات المتتالية تُعد بمثابة دليل على ذلك الدعم والتضامن. وشدّد على أن اللقاء مع ولي العهد السعودي، اليوم، كان مثمرًا للغاية، مبينًا أن البلدان يمتلكان الارادة والعزم الكافي لتطوير العلاقات إلى مستويات أفضل.
ومساءً، أقام رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم، مأدبة عشاء تكريماً للأمير محمد بن نايف والوفد المرافق له؛ وذلك في مقر إقامته في مقر رئاسة مجلس الوزراء في أنقرة. ومن المقرر أن يلتقي ولي العهد السعودي اليوم الجمعة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للتباحث مع في مجمل القضايا التي تهم البلدين وخصوصًا الوضع في سورية، على أن يؤديا معًا صلاة الجمعة.