موسكو ـ ريتا مهنا
أظهرت مجموعة من الصور الفضائية الروسية موقع قيادة "داعش" في الرقة السورية، حيث يعتقد أن زعيم التنظيم المتطرف أبو بكر البغدادي، قد قتل في غارة جوية استهدفت الموقع الشهر الماضي. وذكرت وزارة الدفاع الروسية أن "أكثر الإرهابين المطلوبين على مستوى العالم قُتل في غارة جوية روسية يوم 28 مايو/ايار مع قادة أخرين كبار في التنظيم. وتظهر الصور المشورة حديثًا، نفس الموقع الذي كان التُقطت صوره في 13 مايو /أيار و 29 مايو/ أيار، وهو اليوم التالي للغارة الجوية.
وقالت في بيان لها: إن "الغارة الجوية التي استهدفت اجتماع داعش في الضواحي الجنوبية من الرقة قتلت أيضًا حوالي 30 من قادة العسكريين من الصفوف الوسطى وحوالي 300 مقاتل أخر. وأضافت الوزارة أن الضربة جاءت عندما اجتمع زعماء "داعش" لمناقشة انسحاب الجماعة من الرقة، العاصمة الفعلية للتنظيم. وأوضح الجيش في بيانه أن طائرات "سوخوي" قامت بضربة جوية لمدة 10 دقائق فى وقتٍ مبكرٍ من يوم 28 مايو/أيار في موقع بالقرب من الرقة حيث كان يتجمع قادة تنظيم "داعش" لتخطيط انسحاب المسلحين من معقل الجماعة.
وأشار البيان الى "انه تم القضاء على كبار قادة المجموعات العسكرية لما يسمى بالمجلس العسكري لداعش و30 من القادة الميدانيين و 300 من المسلحين الذين يوفرون الأمن لهم". وأضاف البيان أن الولايات المتحدة علمت بالهجوم: ووفقا للمعلومات التي فحصتها قنوات مختلفة، كان زعيم تنظيم "داعش" إبراهيم أبو بكر البغدادي حاضرًا أيضًا في الاجتماع وتم القضاء عليه في الغارة".
وكانت روسيا قد شنت حملة في سورية في سبتمبر/ أيلول 2015 دعمًا للرئيس السوري بشار الأسد وجهوده ضد داعش، المنفصلة عن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة والذي يدعم المتمردين السوريين. من جانبه، اعتبر التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة انه لا توجد وسيلة لتأكيد ادعاء روسيا أنها قتلت البغدادي. وقال الكولونيل ريان ديلون المتحدث باسم عملية التحالف: "لا يمكننا تأكيد هذه التقارير في الوقت الحالي".
ويعتقد أن البغدادي، الذي أُعلن عن مكافأة قدرها 20 مليون جنيه إسترليني للحصول على رأسه، يختبئ في الصحراء خارج مدينة الموصل المحاصرة في شمال العراق. إلا أن أجهزة الاستخبارات تعتقد انه هرب من المدينة بينما كان يستعيدها الجيش العراقي المنطقة. ويعتقد أنه حاول بعد ذلك الوصول إلى الرقة. وقد اعلنت وفاته أكثر من عشر مرات في الماضي.
وكانت الحكومة السورية أعلنت الأسبوع الماضي أن احدى طائراتها الحربية قتلته في العاشر من يونيو/ حزيران الماضي. ووفقا لوثيقة رسمية من الحكومة العراقية، ولد البغدادي في سامراء في العراق عام 1971. ويعود الفضل له في تحويل جماعة "القاعدة" الانفصالية إلى مجموعة "داعش" المستقلة التي يمكن القول بأنها أقوى وأغنى منظمة جهادية في العالم.
وكان ظهوره العام الوحيد منذ ادعاء إنشاء خلافة "داعش" في شريط فيديو في يونيو /حزيران 2014، وقد شوهد فيه يلقي خطبة في الموصل بعد سيطرة الجماعة الإرهابية على المدينة. ومنذ ذلك الحين فقدت المجموعة مساحات كبيرة من الأراضي وتعرضت لضغوط من الغارات الجوية التي شنتها القوات بقيادة الولايات المتحدة والولايات المتحدة وحلفاؤها. وفي مارس/ آذار، قال البنتاغون لوسائل الإعلام أن البغدادي لا يزال على قيد الحياة على الرغم من التقارير التي تفيد بأن داعش آخذة في التفكك. وقال وزير الخارجية ريكس تيلرسون في وقت لاحق إنها "مسألة وقت" قبل مقتل زعيم داعش.