عدن ـ حسام الخرباش
يواصل المبعوث الأممي لليمن إسماعيل ولد الشيخ جهوده التي تهدف لحل سياسي يوقف النزاع ويبدأ من تسليم ميناء الحديدة المطل على البحر الأحمر لطرف محايد، وأجرى المبعوث الأممي خلال أيام جولة كانت الرياض وطهران والإمارات أبرز محطاتها، وتظل التأثيرات الإقليمية عقبة أمام تحقيق السلام في اليمن.
وكانت زيارة مقتدى الصدر إلى الرياض والإمارات بمثابة بصيص أمل لتفاهمات إقليمية، اليمن أحد عناوينها لكنها لاتزال غير واضحة حتى الآن، ورحبت إيران بأي وساطة بين دول المنطقة بما فيها السعودية، شرط أن تكون الوساطة قادرة على دعم أمن المنطقة واستقرارها.
وطالبت إيران بوقف الحرب في اليمن، وقالت إن إعلان وزير داخلية العراق وساطة بين الرياض وطهران أمر إيجابي. ورحب المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي بالخطوة شريطة أن تكون هذه الوساطة قادرة على تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة. وقال بهرام إن بلاده - وبعد الحديث عن الوساطة العراقية - لم تتلق أي إشارات واضحة تفيد برغبة السعودية في تحسين علاقتها مع إيران. وسبق للخارجية الإيرانية أن قالت إنها تأمل من السعودية وقف الحرب في اليمن وقبول الحقائق على الأرض.
ونفت السعودية طلبها أية وساطة "بأي شكل كان" مع إيران، وقالت إنها ترى أن نظام طهران الحالي "لا يمكن التفاوض معه"، وأهابت بدول العالم العمل على "ردعه عن تصرفاته العدوانية". ويأتي النفي السعودي بعد 3 أيام من تصريحات لوزير الداخلية العراقي، قاسم الأعرجي، قال فيها إن السعودية طلبت من بلاده رسميًا "التوسُّط من أجل تخفيف التوتّر بين الرياض وطهران".
وقال المصدر المسؤول إن المملكة "لم تطلب أية وساطة بأي شكل كان مع جمهورية إيران، وإن ما تم تداوله من أخبار بهذا الشأن عارٍ من الصحة جملة وتفصيلاً".
وجدَّدت السعودية اتهاماتها لطهران بـ"نشر الإرهاب". وأكدت في هذا الصدد "تمسكها بموقفها الثابت الرافض لأي تقارب بأي شكل كان مع النظام الإيراني، الذي يقوم بنشر الإرهاب والتطرف في المنطقة والعالم، ويتدخل بشؤون الدول الأخرى". وذكر المصدر أن "المملكة ترى أن النظام الإيراني الحالي لا يمكن التفاوض معه، بعد أن أثبتت التجربة الطويلة أنه نظام لا يحترم القواعد والأعراف الدبلوماسية ومبادئ العلاقات الدولية، ويستمرئ الكذب وتحريف الحقائق". ولفت المصدر أن بلاده "تهيب بدول العالم أجمع العمل على ردع النظام الإيراني عن تصرفاته العدوانية، وإجباره على التقيد بالقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة والأنظمة والأعراف الدبلوماسية".
وبعد زيارة المبعوث الأممي لليمن للعاصمة الإيرانية طهران لم يتغير موقف الحوثيين من جهود المبعوث الأممي ومبادرته فقد رفض صالح الصماد رئيس المجلس السياسي المشكل بمناصفة بين الحوثيين وصالح لادارة المناطق الخاضعة لسيطرتهم،الحلول والمبادرات المقدمة من الأمم المتحدة ،وقال الصماد إن جماعته ترفض "الحلول الجزئية"، التي تقدمها الأمم المتحدة، للوصول إلى حل سياسي للأزمة اليمنية مضيفًا"من حقنا أن نرفض كل تلك الخزعبلات والألاعيب".
وأشار إلى أن المبادرة التي يسعى لها المبعوث الأممي لدى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ، تقدم حلولاً جزئية للأزمة اليمنية، وهذا ما ترفضه جماعته. ويسعى ولد الشيخ، خلال جولته الجديدة، إلى فرض خارطة الحل الخاصة بميناء الحديدة الاستراتيجي غربي البلاد، والتي تنص على انسحاب الحوثيين منه، وتسليمه لطرف ثالث محايد، مقابل وقف التحالف العربي لأي عملية عسكرية في الساحل الغربي، وكذلك الاتفاق على مسألة توريد الإيرادات وحل أزمة مرتبات الموظفين المتوقفة منذ 10 أشهر،وكثف ولد الشيخ، من جهوده الدبلوماسية لتعزيز خطته حول الحديدة، وقدم إحاطة بالجامعة العربية في يوليو تموز من العام الجاري، تضمنت النقاط الرئيسية لخطته حول تسليم ميناء الحديدة لطرف محايد ودفع رواتب الموظفين المنقطعة منذ عشرة أشهر، كما اجتمع ولد الشيخ مع وزير الخارجية الكويتي صباح خالد الحمد الصباح، وبحثا الأزمة اليمنية، وناقش مع وزير الخارجية المصري سامح شكري الملف اليمني وسبل التوصل للحل السياسي الذي سيوقف الحرب، ولمح ولد الشيخ بأكثر من مناسبة بأن نجاح تسليم ميناء الحديدة لطرف محايد سيكون مفتاح الحل السياسي والتوصل لاتفاق كامل يوقف الحرب، وكان المبعوث الأممي لليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد قد أكد في إحاطة أمام مجلس الأمن في يوليو تموز من العام الجاري، أن الصين دخلت بوساطة لإقناع الحوثيين وصالح بالقبول لإقناع الحوثيين بالقبول بمقترح خطته بتسليم ميناء الحديدة لطرف محايد وتهدف الخطة إلى تأمين وصول المواد الأساسية والتجارية عبر الميناء، ووضع برنامج عمل لجباية الضرائب والعائدات، واستعمالها لدفع الرواتب وتأمين الخدمات الأساسية، بدلا من تمويل الحرب، مشيراً أن اتصالات أجراها مع الحوثيين، الذين كانوا قد أعلنوا عدم التعاطي معه بشكل نهائي، قبل "جهود بذلتها الصين"، ساهمت في عدولهم عن قرارهم
وبذل المبعوث الأممي لليمن جهود لحشد الدعم للدفع نحو حل سياسي في اليمن وتوجه إلى فرنسا حيث التقى مسؤولين في باريس، عقب اجتماعات مكثفة، مع مسؤولين ألمان الذي بدورهم. قاموا بعقد اجتماعات مع عدد من المسؤولين الذين يمثلون الحكومة المعترف بها دولياً والحوثيين وحزب صالح، في مايو/أيار الفائت، في إطار مساعيهم للتوصل إلى حل سلمي وإيقاف الحرب في اليمن، كما أعلنت ألمانيا حينها استعدادها لاحتضان مشاورات يمنية، وكانت آخر مشاورات يمنية بين طرفي الصراع العسكري قد عقدت بالكويت، قد فشلت في أغسطس/أب، من العام الماضي وكانت برعاية الأمم المتحدة وحاولت الكويت وإلى جانبها الأمم المتحدة الدفع نحو اتفاق ينهي الحرب لكن تعنت الأطراف اليمنية حكم على المشاورات حينها بالفشل.
وكانت آخر مشاورات يمنية بين طرفي الصراع العسكري قد عقدت في الكويت، قد فشلت في أغسطس/أب، من العام الماضي وكانت برعاية الأمم المتحدة وحاولت الكويت وإلى جانبها الأمم المتحدة الدفع نحو اتفاق ينهي الحرب لكن تعنت الأطراف اليمنية حكم على المشاورات حينها بالفشل.