مظاهرة كبيرة للاحتجاج ضد الفاشية

خرج الألاف من المتظاهرين إلى شوارع ألمانيا، عقب انتخابات البلاد ليلة الأحد، غاضبين من أن حزب اليمين المتطرف حصل على مقاعد في البرلمان للمرة الأولى، وفازت أنجيلا ميركل بفترة رابعة كمستشارة بعد فوز حزبها بالحصة الأكبر من الأصوات، لكنها تركت دمارًا شديدًا بسبب خسارتها ملايين الأصوات للأحزاب المتشددة، بما فيها حزب البديل اليميني المتطرف.

وحصل الحزب المناهض للمهاجرين نسبة 13.5 في المائة، مما يحتمل أن يجعله يفوز بما يصل إلى 90 مقعدًا في البوندستاغ، مجلس النواب الاتحادي، حيث تعهدوا بـ "بالانتصار على ميركل" و"استعادة بلادنا وشعبنا".

 

 

ويُعد نجاحهم في المرة الأولى منذ 60 عامًا، هو أول مرة يحوز فيها حزب اليمين المتطرف مثل هذه السلطة على المستوى الوطني، ودفعت هذه الطفرة النشطاء الذين يرددون شعارات مناهضة للنازية، ويلوحون لافتات إلى شوارع برلين ليلة الأحد حيث حاصروا النادي الذي يستخدمه حزب البديل للاحتفال بفوزهم.

وتم تصوير المزيد من المتظاهرين في فرانكفورت، يحملون لافتة كتب عليها "فرانكفورت تكره البديل"، وفي وقت سابق من ليلة الأحد، حصل حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، الذي ترأسه ميركل، على تأييد بنسبة 32.5 في المائة مما يجعله أكبر حزب وفقًا لاستطلاعات الرأي.

وحصل شريك ائتلاف ميركل، الحزب الديمقراطي الاجتماعي الألماني، إلى أقل حصة من الدعم بعد الحرب بنسبة 20 في المائة، وأعلن أنه لن ينضم إلى ميركل في الحكومة.

 

 

وقال زعيم الحزب الديمقراطي الاجتماعي الألماني مارتن شولز، أن حزبه سيخوض المعارضة بعد النتيجة، مما يجعل ميركل تبحث فى أماكن أخرى للحصول على الدعم، وبعد أن تعهدت ميركل بعدم العمل مع حزب البديل، تواجه الآن احتمال احتكاك اتفاق ثلاثي معقد ينطوي على الحزب الديمقراطي الحر والخضر.

وقال شولز للمؤيدين المحبطين: "اليوم هو يوم صعب للديمقراطية الاجتماعية في ألمانيا، وكان الضغط بشكل خاص بالنسبة لنا هذه الليلة هو قوة حزب البديل. وللمرة الأولى، سيكون هناك حزب يميني متطرف في البوندستاغ الألماني. إنَّ قبول مليون مهاجر كان ضامنًا لتقسيم بلدنا، وقد انقسمت كثيرًا".

وعبرت ميركل عن امتنانها بقدر كبير في خطابها أمام للمخلصين للحزب، واعترفت بأن السنوات الأربع الماضية كانت "صعبة للغاية"، وتحدثت عن رغبتها في استعادة الأصوات المفقودة أمام حزب البديل، وقالت إن "الازدهار والأمن" سيكونان محور تفكيرها بمجرد تشكيل حكومة جديدة.

 

 

وأضافت: "نحن بحاجة إلى العمل من أجل بلد عادل وحرة" وهذا بالطبع يعني أننا بحاجة إلى الجمع بين جميع دول الاتحاد الأوروبي. وهذا يعني أننا بحاجة إلى مكافحة أسباب الهجرة، ونحن بحاجة إلى إيجاد سبل قانونية لمحاربة الهجرة غير الشرعية ".

وفي الوقت نفسه، تعهد ألكسندر غولاند، وهو أحد كبار مرشحي حزب البديل، بـ "بالفوز على ميركل" قائلا إن هدفه هو "استعادة بلادنا وشعبنا"، وتعهدت أليس ويد، وهي من أبرز مرشحي البديل أيضًا، بان يكون دورها " للبقاء" خلال خطاب انتصار ليلة الأحد.

وقالت لأنصار الحزب أن الخطوة الأولى للحزب ستكون إنشاء لجنة للنظر في "الانتهاكات القانونية" من قبل حكومة ميركل، وتعهدت ويد أيضًا بالتركيز على المحتوى والمواقف السياسية، وتعهدت بالارتقاء إلى مستوى الثقة التي وضعها الناخبون في الحزب.

 

 

وسارعت زعيمة اليمين المتطرف الفرنسي مارين لوبان، إلى تهنئة حزب البديل بعد أن حققوا مكاسب هائلة في الانتخابات، وكتبت لوبان، الذي خسرت الانتخابات الرئاسية الفرنسية أمام إيمانويل ماكرون في وقت سابق من هذا العام، على تويتر: "برافو لحلفائنا من حزب البديل لهذه النتيجة التاريخية! إنه رمز جديد لصحوة شعوب أوروبا".