القدس المحتلة ـ ناصر الأسعد
استبق رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتانياهو، لقاءه المرتقب مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في البيت الأبيض، الإثنين، وأعلن رفضه تنظيم انتخابات مبكرة وتمسكه بإكمال ولايته، وعلى وقع تحقيقات الشرطة الإسرائيلية معه في قضية رشاوى جديدة، ومع نشوب أزمة بين شركائه في الائتلاف الحكومي، توجه نتانياهو إلى واشنطن صباح الأحد، في زيارة تستمر خمسة أيام، يُلقي خلالها أيضًا خطابًا في المؤتمر السنوي لمنظمة «إيباك» اليهودية– الأميركية، الثلاثاء، تليه لقاءات مع قادة الكونغرس.
وقبل مغادرته، نشر نتانياهو شريط فيديو على صفحته في «فيسبوك» تطرق فيه إلى برنامج «الزيارة المهمة» التي سيلتقي خلالها «صديقًا كبيرًا لإسرائيل، صديقًا حقيقيًا». وقال «في لقائي الرئيس ترامب، سأوجه له الشكر باسم الشعب في إسرائيل على نقل السفارة الأميركية إلى القدس في يوم الاستقلال الـ70 لدولة إسرائيل». وأعرب عن الرغبة في دعوته لحضور احتفال نقل السفارة، مضيفًا «أريد أن أشكره. وسأناقش معه بالتأكيد هذه الإمكانية». وتابع «سأبحث مع الرئيس بدايةً، وقبل أي شيء، الملف الإيراني، بالذات عشية القرار، في 12 أيار/ مايو المقبل، في شأن برنامجها النووي. كما سأبحث معه في دفع السلام. دفع هذه الأمور مهم لإسرائيل وأمن العالم كله». وختم حديثه متطرقًا إلى تحقيق الشرطة معه ليكرر «لن يكون شيء، لأنه لم يكن شيء».
وأعلنت «إيباك» أنها تتوقع مشاركة 18 ألف شخص في المؤتمر السنوي وأكثر من ثلثي أعضاء الكونغرس. وأضافت أن المؤتمر سيتناول 3 قضايا «تأييد الدعم الأميركي الأمني لإسرائيل، ومكافحة عدوانية إيران وطموحاتها النووية، ومحاربة حملة المقاطعة الدولية للدولة العبرية وحماية الشركات الأميركية منها».
وتأتي زيارة نتانياهو في أوج أزمة بين ثلاثة أحزاب مشاركة في ائتلافه، «يهدوت هتوراة» الديني المتزمت من جهة، و«إسرائيل بيتنا» و«كلنا» العلمانييْن من جهة أخرى، وتتناول مطلب الأول سنَ قانون يُعفي الشبان المتدينين من الخدمة العسكرية بحجة دراستهم التوراة، فيما يرفض «إسرائيل بيتنا» ذلك، ويشترط حزب «كلنا» بقيادة وزير المال موشيه كحلون بحثه فقط بعد إقرار الموازنة العامة للعام المقبل.
وقال نتانياهو قبيل مغادرته إلى واشنطن، إنه ليس راغبًا في تطور هذه الأزمة التي قد تقود إلى انتخابات مبكرة «لا يوجد أي مبرر لذلك في حال توافرت الإرادة الحسنة، أنا لدي هذه الإرادة وآمل بأن تكون كذلك لدى سائر الشركاء» في الائتلاف. وأضاف «في هذه الحال، يمكن أن تنهي الحكومة ولايتها بصورة طبيعية في الموعد المحدد العام المقبل»، غير أن مصدرًا رفيع المستوى في الائتلاف الحكومي قال إن رئيس الحكومة سيجد في الذهاب إلى انتخابات مبكرة فرصة كبيرة لصرف الأنظار عن التحقيقات معه، خصوصًا أن الذريعة ستكون الخلاف بين شركائه في الائتلاف، وليس تخوّفه من تحقيقات الرشوة.
ويُدرك نتانياهو أنه في حال أعلن تقديم موعد الانتخابات، فإن بحث الملفات الجنائية سيبقى مجمدًا إلى حين الانتهاء من الانتخابات وتشكيل حكومة جديدة. ورأى محلل الشؤون الحزبية في الإذاعة العبرية حنان كريستال، أن هذا هو الوقت الأنسب لرئيس الوزراء للذهاب إلى انتخابات مبكرة، أي قبل أن يبت المستشار القضائي للحكومة أفيحاي مندلبليت في توصيات الشرطة بمحاكمة نتانياهو، ومواصلة الشرطة التحقيق معه في ملفين آخرين يُشتبه بضلوعه بارتكاب مخالفات جنائية فيهما. وأضاف أن نتانياهو، الذي يدّعي أن الشرطة تلاحقه على «لا شيء»، سيجعل من الانتخابات «استفتاء شعبيًا» لمواصلة قيادته الدولة العبرية، وسط استطلاعات الرأي التي تؤكد أن حزبه «ليكود» باقٍ في صدارة الأحزاب في أي انتخابات مقبلة.
وأشار محللون آخرون إلى أن تبكير الانتخابات إلى موعد قريب من تاريخ نقل السفارة الأميركية إلى القدس سيفيد نتانياهو في حملته الانتخابية، وقد يكون محورها الأساس، خصوصًا إذا لبى ترامب دعوته للمشاركة في حفلة رفع العلم فوق المبنى الجديد للسفارة.