طرابلس فاطمة سعداوي
سقط عدد من القتلى والجرحى في تفجير انتحاري استهدف اليوم الثلاثاء تجمعا للجيش الوطني الليبي في مدينة بنغازي شمال شرقي البلاد. وأوضحت المصادر أن التفجير ناجم عن سيارة مفخخة، وقد استهدف منطقة القوارشة غربي مدينة بنغازي، التي تشهد منذ أشهر معارك بين الجيش وجماعات مسلحة متشددة من بينها "داعش".
وسبق أن تمكن الجيش الليبي من السيطرة على بوابة "القوارشة"، التي تعد المدخل الغربي الرئيسي لمدينة بـنغازي، بعد طرد مسلحي تنظيم داعش منها. وأوضحت تلك المصادر أن جنديا من الجيش الليبي قد قتل، وجرح اثنان في المعارك التي دارت ضد داعش في منطقة القوارشة غربي بنغازي.
وفي سرت، أكد المركز الإعلامي لعملية "البنيان المرصوص" تدمير منصة إطلاق صواريخ وآلية ثقيلة تابعة لتنظيم "داعش" ظهر اليوم الثلاثاء. وقال المركز الإعلامي، عبر صفحته على موقع "فيسبوك" إن غارات جوية لمقاتلات الدعم الدولي لعملية "البنيان المرصوص" تدمر منصة إطلاق صواريخ لعصابة "داعش"، وآلية ثقيلة "بولدوزر Fork Hand" اليوم الثلاثاء في سرت.
وأصيب أربعة أشخاص بينهم امرأة وطفل الثلاثاء جراء قصف طائرة حربية تابعة لعملية الكرامة بقيادة اللواء المتقاعد خليفة حفتر ببرميل متفجر، حي "السيدة خديجة" عند المدخل الغربي لمدينة درنة شرق ليبيا. وقال شهود عيان إن الطائرة أفرغت حمولتها من البراميل المتفجرة فوق الحي السكني، المصنوع من اللوح، مما نتج عنه أضرار بليغة بباقي بيوت الحي. وذكروا أن المسجد الرئيسي بالحي السكني، والمدرسة لحقهما أضرار بليغة نتيجة الشظايا المتناثرة من القصف.
وتواصلت اليوم ردود الفعل على التدخل الأميركي الجوي في قصف مواقع وتجمعات "داعش" بطلب من المجلس الرئاسي الليبي. وقال الرئيس الأميركي، باراك أوباما، الثلاثاء، إن دعم معركة الحكومة الليبية ضد تنظيم "داعش"، يصب في مصلحة الأمن القومي الأميركي. وذلك بعد يوم من إعلان حكومته تنفيذها ضربات جوية في ليبيا.
ونقلت وكالة "رويترز" عن أوباما قوله إن "الضربات الجوية نفذت لضمان أن تتمكن القوات الليبية من إنجاز مهمة قتال الجماعة المتشددة وتعزيز الاستقرار". وأضاف أن غياب الاستقرار في سورية والعراق "ساعد في تفاقم بعض التحديات التي شهدناها في ما يتعلق بأزمة المهاجرين في أوروبا".
أما موسكو فقد أبدت اعتراضها على الضربات الجوية الأميركيفي ليبيا، وانتقد السفير الروسي في ليبيا، إيفان مولوتكوف، تلك الضربات معتبراً أنها "تفتقر للأسس القانونية"، مطالبًا باتخاذ قرار من مجلس الأمن في هذا الشأن.
ونقلت وكالة "أنترفاكس" الروسية، عن مولوتكوف، اليوم الثلاثاء، قوله إن “تلك الضربات تفتقر إلى الأسس القانونية.
في المقابل، رفض ممثل في الخارجية الأميركية في تصريح للوكالة نفسها، دون أن تذكر اسمه، اتهامات مولوتكوف. وقال "تستطيع الولايات المتحدة أن تستخدم القوة ضد تنظيم داعش في ليبيا، وذلك بمثابة إجراءات دفاعية ذاتية في إطار النزاع المسلح المستمر مع التنظيم".
وفي باريس، رحّب وزير الخارجية الفرنسي، جون مارك ايرو، بخطوة حكومة الوفاق الليبية طلب المساعدة الدولية المتمثلة في الضربات الجوية التي شنتها الولايات المتحدة ضد تنظيم "داعش" في مدينة سرت، أمس الإثنين، معربا عن استعداد باريس لتعزيز تعاونها مع حكومة الوفاق في مكافحة الإرهاب.
وجاء ذلك في اتصال هاتفي أجراه الوزير الفرنسي مع رئيس حكومة الوفاق الليبية، فايز السراج، اليوم الثلاثاء، ونشرت تفاصيله وزارة الخارجية الفرنسية. وحسب ما جاء في البيان، فقد أكد ايرو على دعم فرنسا الكامل لحكومة الوفاق التي يقودها السراج في جهودها الساعية لتوحيد ليبيا واستعادة مؤسساتها.
وفيما رحب بخطوة حكومة الوفاق طلب المساعدة الدولية في محاربة تنظيم "داعش"، أعرب الوزير الفرنسي عن استعداد بلاده لتعزيز تعاونها مع حكومة الوفاق في جميع المجالات وفي مقدمتها الأمن ومقاومة الإرهاب.
وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية الاثنين أنها نفذت ضربات جوية محددة ضد أهداف لـ”داعش” في مدينة سرت بناء على طلب من حكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج، وهو ما أكدته الأخيرة في وقت سابق. وقال بيان صادر عن المتحدث باسم الوزارة بيتر كوك، اليوم وبطلب من حكومة الوفاق الوطني، "نفذ جيش الولايات المتحدة ضربات جوية محددة ضد داعش في سرت، لدعم القوات التابعة لحكومة الوفاق الساعية لهزيمة التنظيم في معقله الرئيس في البلاد".
ولاقت الضربات الأمريكية على مواقع لـ”داعش” في سرت، والتي يسيطر عليها منذ عام ونصف، ترحيباً من قوات “البنيان المرصوص” الموالية لحكومة الوفاق والتي تقاتل التنظيم في المنطقة، لكنها فتحت الباب أمام جدوى التدخل العسكري الأجنبي في البلاد، خاصة بعد مقتل 3عسكريين فرنسيين قبل أيام، في حادث إسقاط طائرة شرقي البلاد، كانوا يساعدون قوات جيش برلمان طبرق في حربها على تنظيمي “أنصار الشريعة” و”داعش ” و كتائب ثورية هناك.