المفوضية الأوروبية

فشلت محاولات بريطانيا لتجاوز المفوضية الأوروبية في محادثات خروج بريطانيا من خلال التعامل المباشر مع الدول الأعضاء، في الوقت الذي تصطفّ فيه الحكومات الوطنية لدعم الموقف الرسمي للاتحاد الأوروبي، وكانت الجمهورية التشيكية، وهي حليف بريطاني تقليدي، الأخيرة التي صدقت على خط بروكسل الجمعة، بعد ساعات فقط من استبعاد كبير المفاوضين ميشيل بارنييه موافقة الاتحاد الأوروبي على خطة جمارك لعبة الداما "تشيكيرز". 

تيريزا ماي تلتقي رئيس وزراء التشيك
وأصبح حزب مؤيّدي خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في الحكومة مرهونا بفكرة أن المفوضية الأوروبية هي الحاجز للتقدم في محادثات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وأن الدول الأعضاء ستوافق على تقديم تنازلات لبريطانيا، فقط إذا سمح لهم بذلك.

وعلى الرغم من عدم وجود أدلة على هذا التحليل، حاولت الحكومة عبثا القيام بمبادرات مباشرة إلى دول الاتحاد الأوروبي الأخرى، بنجاح محدود، ومن المقرر أن تلتقي رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، رئيس الوزراء التشيكي أندريه بابيس الجمعة، لكن قبل الزيارة، ردد السيد بابيس مخاوف اللجنة بشأن اقتراح تشيكرز في المملكة المتحدة، وقال: "هناك مشكلة واضحة مع حقيقة أن الاتحاد الأوروبي لن تكون لديه آلية للسيطرة على حدوده وسيتم تفويضه دون أي سيطرة من الاتحاد الأوروبي إلى دولة ثالثة، والتي ستكون هي بريطانيا بعد مارس/آذار من العام المقبل".

وبيّن السيد بابيس أيضا أن مقترحات المملكة المتحدة بشأن لوائح السوق الموحدة تفتقر إلى توازن معين بين الحقوق والواجبات.

وتعدّ الجمهورية التشيكية أحدث دولة عضو في الاختلاف مع بريطانيا، كما قالت مصادر على دراية بالموقف الفرنسي للمملكة المتحدة إن المسؤولين في باريس حائرون من السبب في أنه من المتوقع أن يقبل الاتحاد الأوروبي خطة جمركية بريطانية معقدة للغاية ومحفوفة بالمخاطر ومرهقة له ولأعماله دون فائدة.

فرنسا تدعم موقف بارنيه والمفوضية الأوروبية
وقالت ناتالي لويسو وزيرة الشؤون الأوروبية الفرنسية "يجب أن لا يكون هناك خطأ، ميشيل بارنييه لا يمثل اللجنة فقط، هو المفاوض الخاص بالاتحاد الأوروبي، ويحصل على تفويضه ومبادئه التوجيهية من رؤساء الدول والحكومات، وناقشناها بانتظام على مستوى الوزراء، ونلتقي ميشال بارنييه على أساس منتظم، وهكذا يفعل رؤساء الدول والحكومات، لذلك لا يوجد فرق بين ما يقوله ميشال بارنييه وما يمكن أن نقوله بشكل فردي ككل دولة عضو".

وفشلت الحكومة البريطانية في ترجمة أوراقها بشأن سياسة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي إلى لغات أخرى في الاتحاد الأوروبي لتشجيع الدول الأعضاء على التعامل معها، في وقت سابق من هذا الشهر بعد أن وصفت بعض الترجمات بأنها غير قابلة للقراءة، وقال المسؤولون إن أسئلتهم المتعلقة بالورقة لا تتعلق باللغة بل بالأحرى محتواها، وأنهم مرتاحون للنسخة الإنجليزية.
ولم تختلف ردود معظم قادة البلدان على خطة التجارة في خروج بريطانيا إلا من حيث النغمة وليس المحتوى، في مؤتمرات قمة المجلس الأوروبي في بروكسل، تم منع تيريزا ماي من مناقشة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي مباشرة مع جميع نظرائها، وتم السماح لرئيسة الوزراء بالتحدث إليهم بإيجاز على العشاء، دون أي رد أو جدل.