"حمزة" نجل أسامة بن لادن

أكدت مصادر مقربة من عائلة أسامة بن لادن، أن إيران تدخلت لإرسال ابنه حمزة، الذي كان يقيم في طهران مع والدته السيدة خيرية صابر، إلى أفغانستان، وليس إلى السعودية مثلما حدث مع بقية أبناء بن لادن، الذين كانوا في قبضة "الحرس الثوري الإيراني". وأوضحت المصادر أن عددًا من أبناء بن لادن وزوجاتهم وأطفالهم عادوا من طهران إلى السعودية، فيما كشف عمر، الابن الرابع لزعيم "القاعدة" السابق، الذي بذل جهودًا كبرى لإرجاع إخوته من طهران، وأن خمسة من أخوته من أمه السيدة نجوى الغانم الزوجة الأولى لابن لادن كانوا يقيمون في طهران، وهم محمد وبكر وفاطمة وإيمان وعثمان.

العودة إلى بلادهم
وقال إن اتصالات مع جهات عليا في السعودية سهلت عودتهم لاحقاً إلى بلادهم. وأوضح نجل بن لادن أن شقيقه حمزة لو سمحت له طهران بالمغادرة والسفر إلى السعودية أو قطر، لتغير التاريخ ولم يصبح مطاردًا الآن. وكان عمر كشف لـ"الشرق الأوسط"، من قبل، عن وجود 6 من أشقائه وزوجة والده أم حمزة (السيدة خيرية صابر) و11 من أحفاد بن لادن في العاصمة طهران منذ نهاية 2001. وأكد أن شقيقه الأصغر حمزة متزوج من ابنة أبي محمد المصري، وليس من ابنة محمد عطا أو محمد الإسلامبولي، كما يتردد. وقد بثت "سي آي إيه" صور حفل الزفاف في إيران، ويظهر فيها حمزة وأبو محمد المصري ولياً للعروس.

الرجل الثاني في "القاعدة"
ويعد أبو محمد المصري عبد الله أحمد عبد الله المكني "أبو محمد الزيات"، الرجل الثاني في "القاعدة"، المطلوب أميركيًا، الذي كان يعيش في إيران حتى فترة قريبة، قبل أن تفرج عنه طهران ضمن صفقة مع خمسة من قيادات التنظيم، مقابل تحرير دبلوماسي إيراني كان مختطفًا في اليمن عام 2015. وأبو محمد المصري أحد المؤسسين الأوائل لتنظيم القاعدة، ففي السنوات الأولى التي أُسست فيها "القاعدة" كان هو خبير التنظيم في صناعة المتفجرات والعبوات الناسفة والصواريخ بجميع أنواعها، كما تولى مسؤولية ما يُعرف بـ"اللجنة الأمنية" في التنظيم، كما كان عضوًا في المجلس الاستشاري لـ"القاعدة".

وأبو محمد المصري متهم في العديد من القضايا الإرهابية، وهو من أخطر قيادات التنظيم، ومن ضمن تلك الاتهامات أنه أشرف على تفجير سفارتين للولايات المتحدة؛ واحدة في كينيا والثانية في تنزانيا، وذلك عام 1998، وقد أسفرت تلك التفجيرات عن مقتل 231 شخصًا، بينهم 12 أميركيًا. وأبو الفرج اليمني كان مسؤولا عن اللجنة الشرعية لتنظيم "الجهاد المصري"، الذي تسلمته السلطات المصرية من دولة خليجية، في أغسطس/آب 2002، بعد الحكم عليه غيابيًا، بالسجن 10 سنوات، في قضية العائدون من ألبانيا.

وحمزة بن لادن الذي نشرت "الشرق الأوسط" صورة حفل زفافه عام 2017، نقلا عن وثائق "سي آي إيه"، هو نجل خيرية صابر؛ إحدى زوجات أسامة بن لادن، وهي التي كانت تعيش مع زوجها في المجمع السكني الذي أقام فيه في أبوت آباد، قرب أكاديمية عسكرية كبيرة وقت مقتله عام 2011. وقال هاني السباعي مدير مركز المقريزي للدراسات في لندن وخبير الحركات الأصولية، لـ"الشرق الأوسط"، إن أبو محمد المصري في حدود الـ55 من العمر، وكان يتبنى مع آخرين من جماعة "الجهاد" فكرة عدم مهاجمة أميركا والغرب، بل قتال "العدو القريب" أي الدول العربية، وكان يؤيده في هذا الاتجاه ثروت صلاح شحاتة (أبو السمح) نائب الظواهري السابق، ومرجان مصطفى سالم مؤسس "السلفية الجهادية" (توفي 2015 بسجن العقرب).

وأضاف السباعي أن أبناء الجهاديين تزوجوا من بعضهم البعض في أفغانستان وإيران لسنوات بسبب الظروف المحيطة بهم، فنجد أن ثلاثاً من بنات أيمن الظواهري تزوجن من مغربي وفلسطيني ومصري من أبناء الحركة الإسلامية، وكذلك في إيران، عقدت عدة زيجات بين أبناء الإخوة المحسوبين على تيار (الجهاد) و(القاعدة)، مشيرا إلى أن بنات أبو الفرج اليمني، وهو محمد شرف المصري، تزوجن من إخوة في الحركة الجهادية.

أدبيات جماعة الجهاد المصري
وقال السباعي إن أبو محمد المصري، كان من المنادين بالحفاظ على أدبيات جماعة الجهاد المصري، التي شارك في تأسيسها أيمن الظواهري، قبل انضمامها إلى الجبهة العالمية لقتال اليهود والصليبيين؟ وعلى الرغم من علاقة النسب بين أبو محمد المصري وزعيم تنظيم القاعدة ومؤسسه.  وكان بن لادن يؤمن بنظرية قتال العدو البعيد المتمثل في أميركا والدول الغربية، ولا يؤمن بنظرية قتال العدو القريب.

وعقب تصفية بن لادن في 2011 على يد القوات الأميركية، تولى أيمن الظواهري زمام الأمور، وتغيرت استراتيجية التنظيم بالكامل،  وكانت الـ"غارديان" نقلت عن أحمد العطاس؛ الأخ غير الشقيق لأسامة بن لادن، خلال حوار مع عليا الغانم والدة أسامة، قوله: "سمعنا أنه تزوج بابنة محمد عطا... لسنا متأكدين أين، وربما حدث هذا في أفغانستان"، مشيرا إلى أن الأجهزة الأمنية الغربية ركزت خلال العامين الماضيين على تحديد مكان حمزة بن لادن.

ونقلت الـ"غارديان" عن شقيقين لابن لادن، تأكيدهما أنهما علما بأن أسامة كان يستعد بصورة رسمية لأن يجعل حمزة يحل محله في زعامة تنظيم القاعدة، للانتقام لمقتل سعد بن لادن، الذي كان ينظر له على أنه سيكون زعيم تنظيم "القاعدة" المقبل.