صنعاء _خالد عبدالواحد
تمكنت قوات الجيش اليمني ، بدعم من التحالف العربي الذي تقوده السعودية من إحراز تقدمًا ميدانيًا كبيرًا ، في محافظة الحديدة غربي البلاد، بعد ساعات من إطلاق القوات الشرعية عملية (النصر الذهبي) ، لتحرير مدينة الحديدة وميناءها الاستراتيجي، وباتت على بعد 7 كيلومترات فقط من مطار المدينة، إثر معارك عنيفة ضد المسلحين الحوثيين، وقال مصدر عسكري لـ "العرب اليوم"، إن القوات الحكومية، بدعم من القوات المشتركة العربية، بإسناد جوي من مقاتلات التحالف تتقدم باتجاه مفرق النخيلة، فيما تدور اشتباكات عنيفة عند سوق السمد شرق النخيلة، وأضاف المصدر ، بأن مسلحي جماعة الحوثيين انسحبوا، من المواقع باتجاه مدينة الحديدة، بعد مقتل وإصابة العشرات من مسلحي الجماعة.
وأكدت المصادر أن طيران التحالف العربي دمر عددًا من العربات العسكرية والاليات القتالية، وأشار المصدر إلى أن عمليات القصف والتمشيط ما تزال مستمرة منذ فجر الأربعاء، حتى اللحظة، باتجاه ساحل النخيلة والطريق الساحلي بمديرية الدريهمي حتى الدوار الكبير عند مدخل قرية منظر، بمحافظة الحديدة، وفي السياق ذاته أعلنت القيادة العامة للقوات المسلحة الإماراتية، مقتل 4 من جنودها بمعركة تحرير الحديدة ضمن قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن، الذي تقوده السعودية، ووفق ما أوردته وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية، فإن الجنود الأربعة هم الملازم أول بحري خليفة سيف سعيد الخاطري، والوكيل علي محمد راشد الحساني، والرقيب خميس عبدالله خميس الزيودي، والعريف عبيد حمدان سعيد العبدولي.
ودعا الرئيس اليمني، الجيش الوطني والمُقاومة الشعبية مدعومة بقوات التحالف العربي،إلى اللجوء للحسم العسكري لتحرير مدينة وميناء الحديدة، بعد أن وصلت الأمور في المحافظة إلى درجة الكارثة الإنسانية، التي لا يمكن السكوت عليها، جراء الممارسات الحوثية وتعنتها في التوصل إلى حل سياسي ينهي الأزمة في اليمن. وقال الرئيس عبدربه منصور هادي" كنّا ولا زلنا نسعى للحل السلمي المستند على المرجعيات الأساسية الثلاث المتمثلة في المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل وقرارات مجلس الأمن الدولي رقم 2216 " ،وأكد هادي أن حكومته قدمت الكثير من التنازلات لتجنب الحل العسكري " وقال إنه لا يمكن أن يسمح باستغلال معاناة أبناء الشعب اليمني وجعله رهينة لإطالة أمد هذه الحرب التي أشعلتها مليشيا الحوثي الانقلابية ".
أكدت الحكومة اليمنية من جهتها أن تحرير محافظة الحديدة غربي البلاد، سيشكل الخطوة الأولى على طريق تأمين الملاحة في باب المندب، وقالت الحكومة في رسالة بعثتها إلى مجلس الأمن أن تحرير الحديدة سينهي التدخل الإيراني في اليمن، وأشارت إلى أن الحوثيين يستخدمون ميناء الحديدة لتهريب الأسلحة الإيرانية، وبينت الحكومة لمجلس الأمن أنها استنفذت كل الوسائل الدبلوماسية والسياسية لإخراج الحوثيين من الحديدة، وشددت على ضرورة تحرير الحديدة ومينائها من الحوثيين في ظل المعاناة الإنسانية للشعب ورفض الميليشيات للحلول السلمية، مؤكدة، عزمها مواصلة تحرير كل مناطق اليمن من ميليشيات الحوثي
وأعلن المتحدث باسم التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، العقيد الركن تركي المالكي، الأربعاء ، إن الحوثيين أفشلوا كافة الجهود السياسية لتسليم الحديدة، مؤكداً أن الميليشيات تجاهلت المهلة الممنوحة للخروج من الحديدة.وأضاف أن القوات اليمنية المشتركة، تتقدم في عدة محاور، أبرزها محور مطار الحديدة، مشيراً إلى أن الميليشيات زرعت كمية كبيرة من الألغام في محيط الحديدة. وقال في مداخلة تليفونية : تقدمنا نحو الحديدة يتم بتأنٍّ بسبب الألغام التي زرعتها ميليشيات الحوثي وحفاظاً على المدنيين، مشيراً إلى أن ميليشيات الحوثي رفضت خروج الأهالي من الحديدة. وتابع "لدينا خطة متكاملة للتعامل مع كافة السيناريوهات على الأرض"، مضيفاً: "لدينا أسرى من الحوثيين من كافة الجبهات" مضيفًا: لدينا خطط بشأن الجانب الإنساني والإغاثي في الحديدة، مشدداً على أن الحديدة ستكون نقطة انطلاق لتحرير بقية محافظات الساحل الغربي.
من جهته أكد رئيس الدائرة الاعلامية لحزب التجمع اليمني للإصلاح علي الجرادي، أن تحرير محافظة الحديدة، يقطع مجاري التنفس للانقلاب ويجعله معزولا ومحاصرا من كل اتجاه"، وقال الجرادي في تدوينة له على تويتر إن " الماساة الانسانية هي بقاء اليمنيين رهائن لدى مليشيات الانقلاب"، وأوضح أن إصرار المليشيات على عدم الرضوخ للمرجعيات الدولية انتحار جماعي وتدمير للبلاد، مؤكدًا أن سقوط الانقلاب حتمي ". السفير السعودي لدى الولايات المتحدة الأميركية الأمير خالد بن سلمان، أكد أن المملكة العربية السعودية في مقدمة الدول الداعمة لليمن، وأن عمليات التحالف لتحرير مدينة الحديدة هي استمرار لدعم المملكة ودول التحالف للشعب اليمني الشقيق ونصرة لإرادته الحرّة في وجه ميليشيات الفوضى والدمار المدعومة من إيران.
وقال في سلسلة تغريدات عبر حسابه في "تويتر" إن أهمية تحرير الحديدة من سيطرة المليشيا تأتي في ضوء الخطر المتزايد الذي تشكله على أمن البحر الأحمر، وهو ممر مائي أساسي للاقتصاد العالمي، تمر عبره حوالي ١٥٪ من خطوط التجارة الدولية، وسبق أن هاجم الحوثيون سفنًا عسكرية ومدنية تابعة للمملكة والإمارات والولايات المتحدة، وغيرها من الدول، وشدد على أن السبيل الأمثل لمعالجة مسألة الحديدة والأوضاع الإنسانية فيها وفي اليمن .
وأكد، أن رفع المعاناة عن اليمن بشكل مستدام يستلزم تحريره من براثن الميليشيا، حيث إنهم يعطلون توزيع المساعدات الإنسانية ويقومون بنهبها في المناطق الخاضعة لهم.
المبعوث الأممي، يدعو لضبط النفس
دعا المبعوث الأممي لليمن، مارتن غريفيث، أمس الأربعاء، إلى ضبط النفس، وتجنيب مدينة الحُديدة، غربي البلاد، المواجهة العسكرية" وقال إن التصعيد العسكري في الحديدة مقلق للغاية، لتأثيره على الصعيدين الإنساني والسياسي"، وأضاف" نحن على اتصال بالأطراف(المتصارعة) لتجنب المزيد من التصعيد"، ودعا أطراف النزاع، إلى ممارسة ضبط النفس والانضمام إلى الجهود السياسية لتجنيب الحديدة مواجهة عسكرية.
جسر جوي
أكدت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن ليز جراندي ، بأن المنظمة الدولية سلمت المواد الغذائية وغيرها من إمدادات الإغاثة الحيوية لميناء الحديدة غربي اليمن الأربعاء رغم القصف البحري والضربات الجوية التي تعرضت لها المدينة، وقالت جراندي إن مكتبها يضع خيارات لضمان إيصال المساعدات لملايين اليمنيين في حالة تعرض الحديدة للحصار بما في ذلك الجسر الجوي.
وأضافت "نوزع الطعام والإمدادات الخاصة بالتغذية والصحة العامة ومواد الإيواء. وتابعت" لدينا سفينة تفرغ حمولتها من الطعام حتى مع حدوث القصف.. وقالت إن الأمم المتحدة تتخذ بالفعل خطوات في حالة حدوث حصار بما في ذلك إمكانية إقامة جسر جوي وأطلقت القوات الشرعية، الأربعاء، عملية عسكرية، لتحرير مدينة الحديدة، بعد نفاذ المهلة المحددة التي أعطتها القوات الشرعية، للحوثيين للانسحاب من المدينة، دون قتال.