صنعاء - خالد عبدالواحد
أكّد المبعوث الأممي لدى اليمن، مارتن غريفيث، الأربعاء، أن الأمم المتحدة تسعى إلى إعادة تفعيل عملية السلام وبناء الثقة بين الأطراف، مشيرًا أنه طلب 3 أيام للمشاورات قائلًا"أتمنى ألا تمتد إلى 3 أشهر.
وأوضح أن إطلاق سراح السجناء من بين أهم إجراءات بناء الثقة، موضحًا أن وقف إطلاق النار ليس شرطًا لبدء المشاورات.
وقال " سنبدأ المشاورات مع وفد الحكومة اليمنية ولن نهدر الوقت، ونأمل أن نرى الطرفين اليمنيين على طاولة مشاورات واحدة.
ويؤكد مراقبون يمنيون فشل المفاوضات فيما يرى أخرون أن الحل الوحيد في فوهات البنادق لاستعادة بقية الاراضي اليمنية من المليشيات الحوثية.
وكشف المحلل السياسي اليمني، محمد مصطفى ،لـ" صوت الامارات " أن الحوثيين غير جادين في تحقيق عملية السلام في اليمن.
وأوضح مصطفى أن عقد جلسة من المفاوضات بعد ركود كبير في العملية السياسية ، واشتعال المعارك سيمثّل نجاحًا للأمم المتحدة ".
وأشار أن المفاوضات لن تنجح في انتزاع أي تنازلات جديدة " مؤكدًا أن الأشخاص الذين يمثلون الحكومة الشرعية، أو الحوثيين ليسوا بذات الكفاءة، أو يمتلكون القرارات للقبول بالنتائج أو رفضها".
مفاوضات جنيف لاتمثلنا
تداول العشرات من الصحافيين والإعلاميين اليمنيين، والناشطين في مواقع التواصل الاجتماعي ، تغريدة "مفاوضات جنيف لاتمثلنا"، واعتبروها غير منصفة للشعب اليمني الذي يتجرع عبء الحرب منذ ثلاثة أعوام.
وقال الكاتب الصحافي اليمني ، والمقرب من الرئيس الراحل علي عبدالله صالح ، في تغريدة على "تويتر"الحوثي قرصان قاتل غير معني بمعاناة الناس، ويكفي المليشيات من ذهابها إلى جنيف الصور التي تسوق بها نفسها في الداخل لضمان مزيد من التغرير بأنصارها".
"وتابع كامل الخوداني "الجماعة ترى في فرصة إضافية لسرقة الوقت، واكتساب مزيد من الخبرة في المراوغة والخداع، لكنها في النهاية ستحترق بنيران جرائمها".
وقال الخوداني "مفاوضاتكم هذه لن يقبلها الشعب اليمني الذي ضحى بالكثير من اجل استعادة دولته".
وأردف القيادي في حزب المؤتمر قائلًا "لن نذهب ونمد أيدينا مع من تلطخت أيديهم بدماء الشهداء الذين ضحوا بارواحهم من اجل ان نعيش أحراراً". وزاد قائل "وما أخذ بالقوة إلا يسترد إلا بالقوة".
ووصل الفريق التابع للحكومة الشرعية، المشارك بالمشاورات التي ترعاها الأمم المتحدة، في جولتها الرابعة، بين الحكومة اليمنية ومليشيات الحوثي الانقلابية إلى جنيف .
وأكّد مدير مكتب الرئاسة اليمنية، الدكتور عبدالله العليمي، أن المشاورات تهدف كغيرها من سابقاتها من الجولات، إلى بحث السبل والآليات لتطبيق قرار مجلس الأمن الدولي 2216 وأهدافه المتمثلة في إنهاء الانقلاب واستعادة الدولة ونزع سلاح الميليشيا ثم استئناف العملية السياسية وفقًا للمرجعيات المقررة.
وشدد العليمي في تغريدات له على تويتر" أنه من دون ذلك فلن يكون سلام ولا استقرار.وقال إن التزام الحكومة اليمنية في كل محطة مِن محطات البحث عن السلام بالإيجابية والجدية، والالتزام بالمواعيد المحددة، سعيًا منها لما يخدم أبناء الشعب اليمني ويعزز فرص السلام
وأوضح العليمي أن الوفد الحكومي سيضع معاناة اليمنيين في قائمة أولوياته باعتبارها المقدمة الضرورية والمؤشر الجدي في مسار المشاورات ، ملتزما احترام ارادتهم وحفظ حقوقهم واستعادة دولتهم ، الإجراءات الانسانية لبناء الثقة محور ارتكاز هذه الجولة من المشاورات.
عرقلة حوثية
وبدأت جماعة الحوثيين ، خطوات عرقلة مفاوضات جنيف، برفضها مغادرة العاصمة صنعاء من دون تحقيق أحد شروطها.و قال مصدر في الجماعة لـ"العرب اليوم"، إن وفد الحوثيين اشترط مغادرة صنعاء للذهاب إلى جنيف مقابل تنفيذ شرطين,وتمثّل الشرط الأول للحوثيين، نقل عدد من الجرحى الحوثيين إلى العاصمة العمانية مسقط على متن طائرة الوفد، فيما كان الشرط الثاني بنقل قيادات تابعين للحوثيين من مسقط إلى صنعاء.
بنود المفوضات
يرى محللون سياسيون أن المفاوضات التي ستشهدها جنيف خلال الساعات المقبلة، مجرد تجربة، لمدى مرونة اطراف النزاع ومدى تقبل الطرفان للبنود التي ستناقش على المائدة. وسيتناول الجدول ملفات عدة منها ملف الأسرى والمعتقلين والمختطفين والمخفيين قسرًا، وفتح ممرات آمنة لإيصال المساعدات الإنسانية للمدنيين المتضررين من الحرب، وإعادة فتح مطار صنعاء، والإفراج عن جثة الرئيس الراحل علي عبدالله صالح.
وقال وزير الاإعلام اليمني معمر الأرياني إن الرئيس عبدربه منصور هادي أصدر توجيهاته للوفد المفاوض عن الحكومة الشرعية بوضع قضية الإفراج عن جثمان الرئيس السابق علي عبدالله صالح وإطلاق أبناءه وقيادات المؤتمر وجميع القيادات والصحافيين والناشطين الأسرى والمعتقلين على رأس أولوياتهم في مشاورات جنيف".
وهي ملفات لم يتفق عليها اطراف الصراع ، في المفاوضات السابقة في الكويت ومدينة جنيف، خلال الأعوام الماضية.
ويأتي هذا بالتزامن مع معارك عنيفة بين القوات الحكومية، ومسلحي جماعة الحوثيين، في مختلف جبهات القتال ، تركزت في محافظة الحديدة غربي البلاد، وصعدة معقل جماعة الحوثيين اقصى شمال اليمن.
و كثفت جماعة الحوثيين، من ضرباتها الصاروخية على المملكة العربية السعودية، حيث أطلقت نحو 10 صواريخ باليستية نحو الأراضي السعودية خلال الأسبوع الماضي ، مايرجح انتصار الحرب على عملية السلام ".
مشاركة المجلس الانتقالي
وأكّد مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن مارتن غريفيث، أن الأطراف الجنوبية ستشارك في العملية السياسية، في إشارة إلى المجلس الانتقالي الجنوبي.
وقال في بيان إنه منذ توليه المنصب في مارس/آذار الماضي، أكد باستمرار أنه لن يكون هناك سلامًا في اليمن يتطلب الاستماع إلى مختلف الجهات الفاعلة، بما فيها الجنوبية، والتأكد من مشاركتها في جهود التوصل إلى تسوية سياسية مستدامة. وقال إنه أجرى، في الأشهر القليلة الماضية، مشاورات مع العديد من المجموعات الجنوبية، للتوصل إلى توافق في الآراء بشأن مشاركتهم الفعالة في العملية السياسية. واصفًا انفتاحهم على الحوار بـ«المشجع». وحث غريفيث جميع الأطراف في البلاد على العمل معًا لخلق بيئة مواتية للمفاوضات، من أجل إنهاء الحرب وتحقيق الاستقرار في الاقتصاد، وتقديم الخدمات الأساسية للشعب.
تسليم المرتبات
غاب ملف تسليم المرتبات في بنود التفاوض،
و زادت أسعار المواد الغذائية 14% خلال الثلاثة الايام الماضية ، فيما ارتفعت موجة الغضب الشعبي في مختلف الأراضي اليمنية، قبيل انطلاق مفاوضات جنيف".
وقال المحلل السياسي اليمني، محمد سنان المعروف إن الملف الاقتصادي هو المقلق والمرهق لليمنيين جميعًا وكذا له تبعات تقلق المجتمع الدولي لذا في اعتقادي".
وأضاف سنان" أن المبعوث الأممي لليمن ماترتن جريفث سوف يجنب الملف السياسي وسوف يفتتح المشاورات القادمه عبر إثبات حسن النوايا من قبل الأطراف اليمنية عبر الملف الإقتصادي والإنساني كون هذا الملف لا خلاف عليه من جميع الأطراف اليمنية والدولية ".
وتابع "المطلوب من مارتن عودة إرساء هيبه القرار الأممي بشأن الملف الإقتصادي وتدارك الوضع المعيشي المتردي للإنسان اليمني في الغذاء والدواء مع إنتشار الكثير من الاؤبئه منها الكوليرا والدفتيريا وحمى الضنك وغيرها من الأمراض المهددة للإنسان اليمني".
واردف "لزامًا على المبعوث الأممي الوقوف على الملف الاقتصادي وعوده صرف رواتب الموظفين بانتظام وتجنيب المنافذ البحريه خاصه ميناء الحديده ومطار صنعاء وغيرها من الموانئ البحريه والجوية في سبيل إيصال المساعدات الإغاثيه والإنسانية وإنعاش الإقتصاد اليمني والريال اليمني المتهاوي أمام العملات الأجنبيه.