واشنطن ـ يوسف مكي
اعتقدت وكالات المخابرات الأميركية في البداية أن كوريا الشمالية، بعيدة كل البعد عن تطوير الصواريخ القادرة على الوصول، إلى الولايات المتحدة خلال الأعوام القليلة المقبلة، ولكن توقعاتهم كانت خاطئة، فحين تولى الرئيس دونالد ترامب، منصبه منذ نحو عام، أكدت الوكالات للإدارة الجديدة أنها تحتاج إلى 4 سنوات للخروج بخطة تبطء أو توقف تطوير كوريا الشمالية للقنبلة الذرية والقادرة على الوصول إلى أميركا.
وتصور مسؤولي الوكالة أن قائد الدولة الشرق آسيوية يواجه مشكلات كثيرة والتي ربما تمكن ترامب وإدارته من الحصول على الوقت الكافي للتفاوض أو النظر في التدابير المضادة.
وتوقعت المخابرات أن الحاكم الصغير لكوريا الشمالية ليس لديه الخبرة الكافية، كما أنه منشغل بجيشه، ولكن حين بدأ المسؤولين الأميركيين بالنظر إلى برامج الأسلحة الكورية عن قرب، وجدوا أنهم أفترضوا أشياء خاطئة، خاصة بشأن التطور السريع للأسلحة والتي بدت أقوى، حيث الرؤوس الحربية المميتة.
ومن بين الافتراضات الخاطئة، رأى المسؤولين أن كوريا الشمالية تحتاج للكثير من الوقت لتوصول إلى حل علوم الصواريخ، مثلما فعلت العديد من الدول خلال الحرب الباردة، كما أخطأوا في الحكم على كيم، والذي جعل من برنامج تطوير الأسلحة أولوية قصوى أكثر من والده أو جده.
ويعتقد أحد المسؤولين أن الزعيم الكوري لن يكون قادرا على مهاجمة الولايات المتحدة حتى 2020 أو 2022، وأكد الجنرال ماكماستر، مستشار ترامب للأمن القومي، في لقاء مع صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، يوم السبت الماضي، أن تطوير برنامج أسلحة كوريا الشمالية كان أسرع من الوقت المحدد له، وأسرع مما أعتقد الناس، وأضاف" علينا فعل كل ما نفعله ولكن بقدر أكبر من الاستعجال، وعلينا أيضا تسريع جهودنا لحل مشكلة الصراع القصيرة".
وقال المتحدث باسم مدير المخابرات الوطنية برين هالي، إن مجتمع الاستخبارات لم يضع في حسبانه السرعة التي عمل بها كيم في تطوير برنامج أسلحته، ووصلت كوريا الشمالية مؤخرا إلى مرحلة اختبار ثمانية صواريخ متوسطة، وفي 29 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، أطلقت بيونغيانغ صواريخ بالستية عابرة للقارات، يمكنها الوصول إلى واشنطن، ولكن المسؤولين الأميركيين قالوا إن الصواريخ سقطت جزئيا فرابة الساحل الياباني.
وعلى الرغم من فشل توقعات الاستخبارات، أكد ماكماستر أن الرئيس ترامب غير قلق، قائلا " ليس لديه التوقعات بأن كل شيء تقدمه الاستخبارات مثالين فهو يفهم الطبيعة البشرية"، وقال ترامب الجمعة الماضية، إنه على استعداد للحديث مع كيم هاتفيا ولكن دون شروط مسبقة.