الملك سلمان بن عبدالعزيز والملك عبد الله الثاني

تسارعت أمس الإثنين، اللقاءات العربية رفيعة المستوى للتشاور في ردود الفعل إزاء قرار الرئيس دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمةً لإسرائيل، وأفادت مصادر ديبلوماسية في عمان، بأن الملك عبد الله الثاني سيلتقي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان في الرياض، للبحث في المستجدات على الساحة العربية، بعد قرار الرئيس الأميركي، وتنسيق المواقف قبيل قمة منظمة المؤتمر الإسلامي غداً في إسطنبول.

وعُقدت في القاهرة الإثنين، قمة بين الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ونظيره الفلسطيني محمود عباس، للبحث في كيفية مواجهة القرار الأميركي. وينتقل عباس إلى إسطنبول للمشاركة في القمة الإسلامية، وتحدثت مصادر في رام الله عن انتقال الفلسطينيين من وضع دفاعي إلى الهجوم إزاء مواقف الإدارة الأميركية من الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي والقدس المحتلة، مشيرة إلى أنّ عباس سيقول “لا كبيرة لأي دعوة أو خطة سلام أميركية، بعدما أخرج الراعي الأميركي نفسه من دائرة الوسيط، وانحاز بالمطلق إلى جانب دولة الاحتلال الإسرائيلي” باعترافه بالقدس عاصمةً لإسرائيل.

وقال مسؤول مقرب من الرئيس الفلسطيني، “اليوم يستطيع عباس أن يقول لا لمشروع ترامب، مستعيناً بدعم دولي واسع من أوروبا إلى الصين وروسيا وأعضاء مجلس الأمن، والدول العربية، وفي مقدمها السعودية ومصر”، وكشف المستشار السياسي لعباس نبيل شعث أنّ “مناقشات مجلس الأمن والمواقف الدولية التي تتوالى تباعاً، أظهرت أن العالم يرفض الموقف الأميركي وينحاز إلى الموقف الفلسطيني”.

وواجه رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو في اليومين الماضيين رفضاً أوروبياً واسعاً لقرار ترامب، إذ خاطبته وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني أمس، قائلةً إن “الحل الواقعي الوحيد للصراع بين إسرائيل والفلسطينيين يستند إلى دولتين مع القدس عاصمة لهما وفق حدود 1967. هذا موقفنا، وسنواصل احترام التوافق الدولي إلى أن تتم تسوية وضع المدينة بالتفاوض”. وعقد نتانياهو أمس لقاءً ثنائياً مع موغيريني تلاه اجتماع مع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي، وأوضحت موغيريني بعد اجتماع وزراء الخارجية مع نتانياهو أن “لا وجود لأي مبادرة سلام جديدة، كما لا وجود لأي محاولة لاستئناف مفاوضات السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين من دون تدخل من جانب الولايات المتحدة”.

ونصحت موغيريني بـ “أن لا يكون لدى الولايات المتحدة أي وهم بأن مبادرتها تكفي بمفردها لتحقيق النجاح”، قائلةً إن ثمة حاجة إلى إطار دولي وإقليمي لمواكبة معاودة انطلاق المفاوضات، وأضافت أن “الاتحاد الأوروبي سيضاعف جهود التعاون مع الأطراف الدولية والشركاء في المنطقة، وفي مقدمهم مصر والأردن، من أجل إحياء مسيرة السلام على رغم الصعوبات القائمة”، مشيرةً إلى دعوة وجهتها إلى عباس للتحدث إلى وزراء خارجية دول الاتحاد في 28 كانون الثاني (يناير) المقبل، وفي واشنطن اتهم جارود ايغن، أحد كبار مساعدي نائب الرئيس الأميركي مايك بنس، السلطة الفلسطينية بـ “التخلي” عن فرصة مناقشة عملية السلام في الشرق الأوسط، برفضها لقاء بنس خلال زيارته المقبلة المنطقة.

وقال المسؤول إن نائب الرئيس يتطلع إلى لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي والرئيس المصري خلال زيارته في وقت لاحق من الشهر الجاري. إلا أنه بدا وكأنه يؤكد أن بنس لن يلتقي أي مسؤول في السلطة الفلسطينية التي أغضبها قرار ترامب، ومن المقرر أن يبدأ مجلس النواب الأردني اليوم مراجعة الاتفاقات الموقعة بين الأردن وإسرائيل، بما فيها اتفاقية وادي عربة للسلام المبرمة في 1994 باتجاه إسقاطها أو إلغائها، وتوالت التظاهرات أمس، في كبريات المدن الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة احتجاجاً على قرار ترامب.