القدس المحتلة_ ناصر لاسعد
تخشى إسرائيل، من استخدام "داعش" للأسلحة الكيميائية ضد مواطنيها في أوروبا، خاصة أن العديد من اليهود سيسافرون إلى أوروبا خلال عطلة عيد الفصح في أبريل/نيسان المقبل، مما يجعلهم أهداف محتملة وسهلة للتنظيم المتطرّف، وحذّر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي لمكافحة التطرّف، مطلع الأسبوع الجاري، من أنّ "داعش" قد يقوم بالتخطيط إلى تنفيذ هجمات كيماوية في أوروبا في الأشهر المقبلة، ويعتزم المكتب إصدار تحذير عام من السفر إلى عشرات الآلاف من الإسرائيليين الذين يخططون لقضاء عطلهم هناك.
ويشعر المكتب بقلق خاص بسبب الخسائر التي تكبدها "داعش" في العراق وسورية، وخوفًا من عودة المقاتلين الأجانب هناك إلى ديارهم في أوروبا وتنفيذ هجمات على غرار هجوم الشاحنة الذي تم في برلين في كانون الاول/ديسمبر الماضي، وأسفر عن مقتل 12 شخصًا، بما في ذلك داليا الياكيم وهو سائح من هرتسليا، وجرح 56 آخرين.ويعتقد أن تنظيم "داعش" حصل على الأسلحة الكيميائية، من سورية والعراق وليبيا وربما في أماكن أخرى، وبالإضافة إلى هذا السيناريو، كتب الخبراء أن "داعش" حاول استخدام هذه الأسلحة ضد إسرائيل وإمدادها إلى أتباعها هناك أو في الضفة الغربية لتنفيذ الهجوم.
وأشار الخبراء إلى أن أي هجوم على إسرائيل، يمكن أن يُستخدم لحشد الدعم من زوايا جديدة في العالم الإسلامي، وطمس معارضة الآخرين إلى "داعش"، مشيرين إلى أنّ التنظيم المتطرّف قد يفكر في استهداف اليهود أو السياح الإسرائيليين كأهداف له في أوروبا، حيث تتميز بأنها "أهداف وثيقة" على عكس "القاعدة"، والتي ركّزت على "أهداف بعيدة" مثل الولايات المتحدة.
واستخدم "داعش" الأسلحة الكيميائية في العراق وسورية، 52 مرة على الأقل، وفقا لتقرير نشر في نهاية العام الماضي، عن طريق مركز لجمع المعلومات الاستخبارية مقره لندن، وهناك بعض الالتباس حول استخدام الأسلحة الكيميائية مرة أخرى في أوائل مارس/آذار خلال معركة الموصل، ولكن ليس هناك شك أنه استخدمها مرات عديدة في الماضي.
وبيّن الدكتور اعل كارمون من المعهد الدولي لمكافحة التطرّف - هرتسليا، أن احتمالًا ضعيفًا في هذه المرحلة، من وجود أي هجوم كيماوي في أوروبا، ولم يأخذ احتمالات الهجوم على إسرائيل على محمل الجد، والحقيقة هي أنه حتى "داعش" أثارت اهتمامًا كبيرًا بين عرب إسرائيل وبين الفلسطينيين في الضفة الغربية، وأنه لم يحقّق نجاحّا يذكر فيما يخص الهجمات الفعلية أو تشكيل وجود دائم هناك، وعلاوة على ذلك، لم يسيطر "داعش" على الحدود مع إسرائيل مباشرة، مع الجانب السوري من الجولان التي تسيطر عليها الجماعات الأخرى خلال معظم فترة الحرب الأهلية.
ويمكن أن يحاول "داعش" اطلاق الأسلحة الكيميائية في إسرائيل باستخدام صاروخ، ولكن قدرته لمثل هذه العملية غير واضحة، وإسرائيل لديها قدرات قوية للدفاع الصاروخي، وأخيرا، على عكس الغرب الذي ابتليت به "داعش" مع الضربات الجوية، كانت إسرائيل حريصة على عدم تركيز هجماتها على التنظيم المتطرّف، حيث أنها كانت تقوم بين الحين والأخر بغارات جويّة ضد القوات المعارضة لـ "داعش" بما في ذلك حزب الله ونظام الأسد، وفيما يتعلق بالهجوم على أوروبا، يقول كارمون إنه حتى لو حدث ذلك، فإنه يمكن أن يكون هجوم بدائي جدا أو يمكن أن يكون مجرد تهديدات دون هجوم، مشيرًا إلى أنه أكثر قلقًا بشأن أي هجوم على منشأة كيميائية، مثل الهجوم الذي شنّه الإسلاميين المتطرفّين على مصنع الغازات الصناعية والكيماويات في 26 حزيران/يونيو 2015، قرب ليون، فرنسا، ففي ذلك الهجوم، قام رجل واحد بتفجير سيارة تسير بسرعة عالية خلال بوابات الموقع ومن ثم إلى انفجار قنابل الغاز، مما تسبب في حدوث انفجار هائل.وأوضح كارمون أن تركيا، وخاصة بالقرب من الحدود مع سورية أو العراق، يمكن أن تكون هدفا أسهل بكثير لـ "داعش" بسبب التوترات الثنائية، وأن عددًا أقل من الإسرائيليين يسافرون هناك في هذه الأيام.
وأظهر "داعش" ميلًا لتشجيع الهجمات البسيطة ولكن الهجمات القاتلة التي تتطلّب التخطيط، محدودة نوعًا ما، لأنها تدخل إلى مرحلة يائسة جديدة، ولكن في نهاية المطاف، لن يكون هجومًا بالأسلحة الكيميائية المتطوّرة مما سيسفر "إن حدث" على عدد منخفض من الضحايا كأي عدد يُقتل بقنبلة عادية أو تبادل لإطلاق النار في منطقة مزدحمة.