واشنطن _يوسف مكي
تعتقد وكالات الاستخبارات الأميركية بأنّ كوريا الشمالية زادت من إنتاج الوقود اللازم لصنع أسلحة نووية في عدة مواقع سرية خلال الأشهر الأخيرة، وتُحاول إخفاء هذه الأشياء، بينما تسعى إلى الحصول على تنازلات في المحادثات النووية مع الولايات المتحدة.
تُكثّف من تخصيب اليورانيوم
وقالت شبكة التلفزيون الأميركية "إن بي سي" إن أحدث تقييم للمخابرات الأميركية يتعارض في ما يبدو مع وجهة نظر الرئيس دونالد ترامب، الذي قال في تغريدة بعد قمة لم يسبق لها مثيل 12 يونيو/حزيران، مع رئيس كوريا الشمالية، كيم جونغ أون "لم يعد هناك تهديد نووي من كوريا الشمالية".
ونقلت الشبكة عن 5 مسؤولين أميركيين لم تذكر أسماءهم قولهم إن كوريا الشمالية كثفت خلال الأشهر الأخيرة إنتاج اليورانيوم المخصب لأغراض صنع الأسلحة النووية، حتى أثناء قيامها بمحادثات دبلوماسية مع الولايات المتحدة، وذَكَرَت أن تقييم المخابرات يخلص إلى أن كوريا الشمالية لديها أكثر من موقع نووي سري فضلا عن منشآتها المعروفة لإنتاج الوقود النووي في يونغبيون.
ونقلت شبكة تلفزيون "إن بي سي" عن مسؤول قوله "هناك دليل قاطع على أنهم يحاولون خداع الولايات المتحدة".
ورفضت وكالة المخابرات المركزية التعليق على تقرير القناة التلفزيونية، وفي المقابل، قالت وزارة الخارجية إنها لا تستطيع تأكيد ذلك، ولم تعلق على مسألة المخابرات، لم يرد البيت الأبيض على طلب التعليق على الخبر.
شكوك بشأن جدية مفاوضات كوريا
ويثير تقرير "إن بي سي" مزيدا من التساؤلات بشأن استعداد كوريا الشمالية للدخول في مفاوضات جدية بشأن التخلي عن برنامج أسلحة يهدد الولايات المتحدة، على الرغم من صورة ترامب المتحمسة لنتائج القمة.
ونقلت الشبكة عن مسؤول كبير في المخابرات الأميركية قوله إن قرار كوريا الشمالية قبل القمة بتعليق التجارب النووية والصاروخية كان غير متوقع، وأن حقيقة أن الجانبين كانا يتحدثان كانت خطوة إيجابية.
كوريا تخدع الجميع
وقال جيفري لويس، مدير برنامج منع انتشار الأسلحة في شرق آسيا بمعهد ميدلبوري للدراسات الدولية في كاليفورنيا إن "هناك قنبلتين في التقرير، مضيفا "كان من المفهوم منذ فترة طويلة أن كوريا الشمالية لديها منشأة غير معلنة واحدة على الأقل لتخصيب الوقود النووي إلى جانب يونغبيون، وهذا التقييم يقول إن هناك أكثر من موقع سري واحد، هذا يعني أن هناك ما لا يقل عن ثلاثة مواقع، إن لم يكن أكثر".
ويرى لويس أن التقرير يشير أيضًا إلى أن الاستخبارات الأميركية لديها تقارير تشير إلى أن كوريا الشمالية لم تكن تنوي الكشف عن موقع أو أكثر من مواقع التخصيب.
ووافقت كوريا الشمالية في القمة على "العمل من أجل نزع السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية"، لكن البيان المشترك الذي وقعه كيم وترامب لم يعط تفاصيل عن كيفية أو متى ستسلم بيونغ يانغ أسلحتها النووية.
وقال وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، الأسبوع الماضي إنه من المحتمل أن يعود إلى كوريا الشمالية في محاولة لتوضيح الالتزامات التي تم التعهد بها في اجتماع ترامب وكيم.
ونقلت صحيفة "فاينانيشال تايمز"، الخميس، عن مسؤولين أميركيين قولهم إن بومبيو يخطط للسفر إلى كوريا الشمالية الأسبوع المقبل، لكن وزارة الخارجية رفضت تأكيد ذلك.
ورفضت كوريا الشمالية قبل القمة التخلي عن الترسانة النووية من جانب واحد التي وصفتها بأنها رادع أساسي ضد العدوان الأميركي.
وقال ترامب الأسبوع الماضي إن كوريا الشمالية فجرت أربعة من مواقعها الاختبارية الكبيرة، وأن عملية الإخلاء الشامل للأسلحة النووية بدأت بالفعل، لكنّ المسؤولين قالوا إن مثل هذا الدليل لم يكن موجودا قبل القمة.