احتفل أنصار عمران خان قرب مقر إقامته في إسلام أباد يوم

تجمع مؤيدو عمران خان للرقص وترديد الهتافات للاعب الكريكت السابق، وزعيم حزب "تحريك إنصاف" الباكستاني، في إسلام آباد، في وقت متأخر من يوم الخميس، بعد إعلان نصره الانتخابي في خطاب متلفز، بعد إعلان النتائج النهائية للانتخابات العامة المثيرة.

وأصبح خان مستعدًا ليتولى رئاسة الوزراء الدولة النووية، وسط اتهامات بتزوير الانتخابات من قبل الأحزاب الرئيسية الأخرى.

تعود شعبيته منذ عقود 
ويتجول عمران خان في المدينة المنورة بقدمين حافيتين، كما أظهرته الصور   أثناء زيارته لمعالم هذه المدينة المقدسة، ليس مؤكداً أكان فعله هذا تقديساً لها أم انه يا ترى جزءٌ من حملته الانتخابية، لكن المؤكد أن عمران خان لاعب الكريكت المحبوب في باكستان أضحى على بعد خطى يسيرة من اعتلاء سدة الحكم في بلاده .

وتعود شعبية خان وشهرته في باكستان لمطلع تسعينات القرن المنصرم وتحديداً في العام ١٩٩٢، إذ جلب لباكستان الإنجاز الأعظم في رياضة الكريكت الرياضة الأكثر شعبيةً هناك، استطاع خان ورفاقه في ذلك العام الفوز بكأس العالم للكريكت.

ولم تتصاعد مكانة خان السياسية بشكل كبير إلا بعد العام 2011م على الرغم من أنه قد أنشأ حركته تحريك إنصاف في العام 1996, واكتسب لاحقاً تأييدًا متزايدًا بسبب مواقفه من مسائل شائكة في المجتمع الباكستاني, فقد رفض الضربات العسكرية الأميركية داخل باكستان, ودعا لإيقاف المساعدات الأميركية متهماً اياها أنها تنمي الفساد، وفي العام 2012، انسحب خان من مؤتمر  اقيم في الهند بسبب حضور الروائي المثير للجدل “سلمان رشدي” وقال "إن رشدي تسبب في ألم بالغ للمسلمين" .

تصرفاته مثيرة للجدل
وتعرض خان على الرغم من ذلك إلى انتقادات شديدة لإحضاره بعض شخصيات الأحزاب القديمة المثيرة للجدل، بجانب محاولة استرضاء الأحزاب الإسلامية، حيث اكتسب لقب "طالبان خان".

وقال مشرف الزيدي معلق سياسي باكستاني في هذا السياق "إن  باكستان بلد منقسمة إلى حد كبير، وأنصح خان بالتصرف بطريقة لا تزيد من تفاقم الوضع" ولكن وفقا لزيدي، "السيد خان معروف في كثير من الأحيان بأنه ضعيف وفي بعض الأحيان انتقامي".

وأشار "بعض النتائج التي نراها اليوم ستضع فرمل اليد على عدد من المزاعم المتعلقة بالتزوير، حيث رفضت الكثير من الأحزاب النتيجة فور ظهورها".

وسيحتاج حزب خان الآن لتشكيل ائتلاف، على الرغم من الظهور بأنه فاز بعدد كبير من المقاعد، ولدى أنصار السيد خان آمالًا كبيرة في أن تحقق ما وعد به، حيث قال سليم أفريدي، أحد مؤيديه، 32 عامًا "نحن بحاجة إلى قائد مثله، لا نريد لصوصاً أو مافيا على شكل نواز شريف أو آصف علي زرداري".

وقال جواد خان، 19 عاما، من وزيرستان "لقد وعد بأن يمنح حوالي 10 ملايين وظيفة للباكستانيين، سيفعل ذلك وسيكون تغيرا كبيرا"؛ ولكن بعض تحركات السيد خان على مدى السنوات القليلة الماضية ربما ردعت بعض المؤيدين السابقين.

دوره السياسي بين الماضي والحاضر
وأثار البعض المخاوف بشأن موقف خان من السياسة الخارجية، ومن الممكن أن يتحول إلى الأسوأ في علاقات باكستان مع جيرانها وحلفائها، وفي البدايات اقتصر دوره السياسي في المعارضة ضد الأحزاب والشخصيات الحاكمة كآصف زرداري و برويز مشرف, رغم أن خان دعم الانقلاب العسكري الذي قاده الاخير عام 1999، هُزم خان وأعضاء حركته بالكامل في انتخابات 1997، لكنه فاز بمقعد واحد في انتخابات عام 2002، وأصبح عضوًا في البرلمان، وفي عام  2006 أُخضع للإقامة الجبرية بأوامر من الرئيس الباكستاني حينها برويز مشرف، وعندما فرض الأخير حالة الطوارئ في العام 2007 تعرض خان للسجن أسبوعا نتيجة اشتراكه في المظاهرات المناهضة لمشرف، قاطعت حركته انتخابات عام 2008، وفي العام الذي يليه تم وضع عمران خان قيد الاقامة الجبرية بأوامر من الرئيس الباكستاني حينها آصف علي زرداري، وأثناء استعداده لخوض الانتخابات العامة في العام 2013م وقبل 4 أيام من موعدها المقرر وحين كان على وشك أن يخطب في حشدٍ من انصاره شرق لاهور سقط مع حراسه الشخصيين من فوق رافعة آلية كانت تحمله باتجاه المنصة, تسبب سقوطه بجروحٍ في الرأس وكسر في العمود الفقري, وعلى الفور انتشرت عبر وسائل التواصل عبارات الدعاء والمواساة له, وتوقفت بعض الحملات الانتخابية لمنافسيه تعاطفاً معه، وبعد الحادثة بأسبوعين خرج خان من المستشفى, لكن حركته احرزت تقدماً في تلك الانتخابات .

واتخذ خان بعض المواقف المحافظة فيما يتعلف بحقوق المرأة، والمداافعة عن حقوق حرية العقيدة، ويقول زيدي إنه من غير المرجح أن تتخذ باكستان الآن خطوة تجاه هذه المسائل المثيرة للجدل.