أنقرة ـ جلال فواز
يختبأ على الأقل 300 مقاتل بريطاني من تنظيم "داعش" المتطرف في تركيا، وسط مخاوف من محاولتهم الهرب والعودة إلى البلاد، ومن ثم شن هجمات متطرفة هناك، حيث تدفق الآف الجهاديين إلى تركيا، بعد فقدان التنظيم سيطرته على مدينة الرقة، في سورية والموصل في العراق هذا العام.
وحذرت مصادر أمن غربية من زيادة خطر الأعمال المتطرفة في أوروبا مع محاولة عودة الجهاديين إلى بلادهم، ووفقا لصحيفة التايمز البريطانية، هناك نحو 300 جهادي يختبأون تركيا يعتقد أنهم بريطانيين، ونقلت الصحيفة قول ضابط مخابرات سوري كردي، كيوان أكسهاليل، أن الـ850 بريطاني الذين التحقوا بداعش في سورية لم يهبروا جميعهم من البلاد.
وحذر تقرير صدر في أكتوبر/ تشرين الأول من أن بريطانيا قد تكون موطنا لعدد أكبر من الجهاديين العائدين من سورية مقارنة بأي بلدان أخرى، وأكد تقرير للمدير السابق لمكافحة الإرهاب العالمي في المخابرات البريطانية ريتشارد باريت، أن السعودية وتركيا وتونس من أكثر البلدان التي سافر مواطنيها للقتال في صفوف داعش، أكثر من المملكة المتحدة.
وسافر نحو 850 بريطاني للمشاركة في الحرب في الشرق الأوسط، ويعتقد أن نصفهم قد عاد إلى المملكة المتحدة، وهو ما يعني أن أكثر من 400 لا يزالوا في الخارج، ولكن تعد هذه الأرقام أعلى مقارنة بدول أخرى، حيث عام 300 إلى ألمانيا و271 إلى فرنسا.
ولفت التقرير إلى وجود عدد من النساء المتورطات في الهجمات المتطرفة، حيث إن قرابة ربع التخطيط للهجمات في أوروبا والتي بدأت في عام 2017 وحتى شهر مايو / آيار، متورط بها سيدات.
وفي الوقت نفسه، يتبقى عدد قليل جدا من مقاتلي داعش في العراق وسورية، وتقود الولايات المتحدة تحالفا دوليا لمقاتلة التنظيم المتطرف، وأعلنت العراق وسورية النصر على داعش، في الأسابيع الأخيرة، وذلك بعد عام واحد من تحالف جيش الدولتين وكذلك التحالفات الأجنبية المتنوعة والقوى المحلية التي ساهمت في السيطرة على عدة قرى ومدن خصصتها "داعش" مقرا للخلافة.
وقادت الولايات المتحدة التحالف الدولي الذي يتضمن شن هجمات جوية على داعش منذ عام 2014، بالتعاون مع الجيش العراقي والقوات الكردية وجماعات عربية في سورية، وقال رئيس التحالف " وفقا لألتزام التحالف وكفاءة شركائنا في العراق وسورية، تشير التقديرات إلى أن أقل من ألف داعشي يتواجدون في منطقتنا المشتركة الخاصة بالعمليات، ويتم القبض عليهم في المناطق الصحراوية في شرق سورية وغرب العراق".
ولا تشمل هذه الأرقام مناطق غرب سوريا التي تقع تحت سيطرة الرئيس السوري بشار الأسد وحلفائه، وأكدت روسيا حليفة الأسد أن المعركة الرئيسية مع داعش في سوية انتهت، وقال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إن المهمة الرئسية في سورية باتت تدمير جبهة النصرة، ولفت التحالف الأميركي إلى أن المقاتلين قد أعتقلوا أو قتلوا على مدى السنوات الثلاث الماضية، ولكنه لم يؤكد ما إذا كان بعض المقاتلين قد هربوا إلى دول أخرى.