الشيخ عبدالله آل ثاني

جدَّدت المعارضة القطرية أمس دعمها بيان الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني لتوحيد الصف القطري سواء في الخارج أو في الداخل، مؤكدة أنه وجد قبولاً واسعاً، ولافتة إلى أن الشيخ عبدالله بن علي يقود تصحيح المسار في خطوة جبارة. وقال المتحدث باسم المعارضة خالد الهيل إن البيان يهدف إلى توحيد الصف القطري، بما في ذلك المعارضون في الخارج والراغبون بالإصلاح في الداخل.
وأضاف في مقابلة مع "سكاي نيوز عربية" أن البيان عبارة عن لم شمل للشعب القطري بخلاف "تنظيم الحمدين" الذي شرد القطريين، خاصة أن النظام القطري أعطي فرصا كثيرة.  ورأى الهيل أن الخطوة التالية ستكون مهمة وفارقة للشعب القطري، مشدداً على أن الأمور لم تعد كما كانت في السابق. وقال في تصريحات أخرى لـ"العربية"، إن البيان يشكل خطوة رائعة انتظرها القطريون منذ فترة، لافتاً إلى احتياج القطريين إلى من يصحح المسار لا من يؤزمه. وأشار إلى أن للشيخ عبدالله بن علي شعبية كبيرة منذ الثمانينات، مؤكداً أنه لم يفكر أبداً في مصالحه الشخصية، وإنما تفكيره ينصب في تصحيح المسار.
وكان الشيخ عبد الله بن علي آل ثاني دعا عقلاء وحكماء الأسرة الحاكمة في قطر وأعيان البلد إلى الاجتماع من أجل التباحث لحل الأزمة القطرية، التي بلغت حد التحريض المباشر على الخليج العربي وتدفع بالوضع إلى الأسوأ، وإلى مصير حال دول دخلت في نفق المغامرة، وانتهت إلى الفوضى والخراب والشتات وضياع المقدرات، مؤكداً السعي لإعادة الأمور إلى نصابها ولتقوية اللحمة الخليجية.
إلى ذلك، أعرب عضو لجنة الشؤون الخارجية والدفاع والأمن القومي في البرلمان البحريني النائب جمال بو حسن، عن تقديره واحترامه لدعوة الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني لبحث أزمة قطر وإعادة الأمور لنصابها، مؤكداً أن بيانه مملوء بالحكمة والحل الأمثل للأزمة،  مشيراً إلى أن هذه الدعوة تحمل الطابع الوطني. وتوقع في تصريحات أن يحاول الإعلام القطري إحراج عبدالله بن علي وبث الأكاذيب وتحويل البيان إلى آخر سلبي، والتشكيك في نواياه.
من جهته، قال عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية أحمد عبدالحليم، إن بيان عبدالله بن علي، للقطريين ودعوته لعقد اجتماع وطني لبحث الأزمة القطرية في المنطقة يعطي مؤشراً بأن هناك عملية جديدة تحدث، مشيراً إلى أن التحركات الجديدة في المنطقة لا تمثل أي فاعلية ضد النظام القطري الموجود حالياً. وأضاف في مداخلة هاتفية لبرنامج "صباح أون" على فضائية "أون لايف" أنه لا بد من تدعيم هذا الاتجاه والتحركات الجديدة لكي تكون هناك أعداد كبيرة من المؤيدين، وبالتالي يمكن أن يحدث التغيير المطلوب من داخل قطر وليس من الخارج، وهذا ما سيؤدي لثبات التغيير فيما بعد. وأشار إلى أن مصر لن تتدخل في الشؤون الداخلية القطرية، وأن السياسة المصرية ترفض المساس بالدول واستقلال قرارها.
وأعلن عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية جمال يوسف، إن الأصوات القطرية المعارضة لسياسات تميم بن حمد، هي معارضة من داخل الأسرة الحاكمة، للعمل في اتجاه محاولة حل المشكلات الناتجة عن مقاطعة الدول العربية لقطر، وأضاف في تصريح لـ"صدى البلد" أن أمير قطر حاول بكل الطرق إطالة عمر المواجهة في محاولة منه للتمسك بنظام الحكم، لكن خروج أصوات معارضة من الأسرة الحاكمة عطل خططه، مؤكداً أن ظهور عبدالله بن علي على الساحة الخليجية يؤشر لاقتراب رحيل تميم، خصوصاً أنه أقرب للتفاهم القطري السعودي الخليجي.
وأوضح أن الأسرة الحاكمة هي التي ستقوم بعزل تميم ونظامه، وهذا سيظهر إذا اجتمع أفرادها بوجود تميم، فإن أمير قطر سيكون لديه النية لاحتواء المعارضين له، وإذا تم الاجتماع من دونه، فإن هذا يؤكد أن الأسرة الحاكمة قررت التخلي عن تميم. وقال عن آليات انتقال السلطة في قطر حال استمرار نظام تميم في سياساته إن العمل العسكري سيكون وسيلة ذلك إذا اختار نظام تميم المقاومة عسكرياً، إلى جانب وجود احتمال رضوخ تميم لمطالب الأسرة الحاكمة بتنحيه، لافتاً إلى أن احتمال الحرب الأهلية في قطر مستبعد لأن قطر دويلة يقوم الحكم فيها على نظام عشائري قبائلي يعتمد على المبايعة. وقال سفير مصر السابق لدى الدوحة محمد مرسي، إن ظهور معارضة قطرية قوية أصبح مصدر إزعاج لحكومة تميم، كما أنه سيولد المزيد من الضغط على النظام القطري للعدول عن سياسته التي تضر بالأمن الإقليمي لدول الخليج.