لندن ـ سليم كرم
تواجه رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، تهديدًا لقيادتها وسط تصاعد الغضب من جانب معسكر مؤيدي خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بسبب سياسة حكومتها المتبعة في عملية مغادرة الكتلة الأوروبية.
ماي تخالف وعودها
وهاجم النواب الرافضون للاتحاد الأوروبي خطة وافق عليها مجلس الوزراء البريطاني، يوم الجمعة، حيث يعتقد الكثيرون أنهم مستعدون لتقديم الخطابات اللازمة لبدء الصراع، كما تشير التقارير إلى أن مناهضي الاتحاد الأوروبي يعتزمون نشر مسودة بيان تطالب ماي بمغادرة منصبها، وأن يحل محلها، جاكوب ريس موغ.
ومع استمرار التداعيات، وصف وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون، اتفاق يوم الجمعة بالبذيء، ومن المرجح أن تواجه السيدة ماي ردة فعل غاضبة عندما تتحدث أمام اللجنة 1922 لنواب حزب المحافظين، يوم الأثنين.
ويعتقد مؤيدي خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وفقًا لما ورد بجريدة "الإندبندنت" البريطانية أن استراتيجية الحكومة تخالف وعود رئيسة الوزراء بإخراج المملكة المتحدة من السوق الموحدة للاتحاد الأوروبي، والولاية القضائية لمحكمة العدل الأوروبية.
المطالبة برئيس وزراء جديد
ويقال "إنهم صاغوا رسالة تتهمها "بالاستسلام التام"، وادعوا أن وعودها السابقة كانت ذريعة ومهزلة تهدف إلى خداع الناخبين، ويقال إن الرسالة تختم بقولها"في مصلحة بلدنا ومستقبل حزب المحافظين، نشعر أن الوقت قد حان لوجود زعيم جديد".
واقترح أحد النواب المناهضين للاتحاد الأوروبي، أندرو بريدجن، أن يتولى ريس موغ زمام الأمور بدلًا من السيدة ماي، قائلا إن مؤيدي خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي لن يدعموا وزراء الحكومة الذين دعموا خطة يوم الجمعة الماضية.
وقال في رسالة بالبريد الإلكتروني، يوم الأحد "لن يتم خداع أعضاء الحزب الشعبي، وسيحاول البعض الحفاظ على آمالهم في بقاء القيادة على قيد الحياة، من خلال الإدعاء بأنه ليس هناك وقت للاستقالة، وأن عليهم واجب البقاء لضمان عدم التنازل عن شروط خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بشكل أكبر، ولكن كل ذلك لا يترك سوى منافس واحد ذو مصداقية لخلافة السيدة ماي، وهو جاكوب ريس موج".
وهاجم بريدجن بوريس جونسون على وجه التحديد قائلاً "نحن بحاجة إلى بوريس لمحاكاة بطله تشرشل، وبدلاً من ذلك قدم لنا نسخة حديثة من نيفيل تشامبرلين".
احتمال خسارة الانتخابات العامة
وقال السير بيل بيل كاش، وهو قيادي آخر مناهض للاتحاد الأوروبي، إنه لم يقدم رسالة تدعو إلى تنظيم مسابقة قيادية، لكنه حذر من أنه إذا قرر الناس وضع تلك الرسائل في حسبانهم، فستحتاج فقط إلى 48 ساعة لتنفيذها.
ورفضت ماي على الرغم من ذلك، الحديث عن تحدي القيادة، قائلة "إن التحدي الوحيد الذي يجب القيام به الآن هو أن يتحرك الاتحاد الأوروبي بشأن هذا الموضوع، وأن يجلس حول الطاولة ويناقشها معنا"، ودعت قادة الاتحاد لأوروبي إلى مشاركة مقترحاتهم وإسقاط "نهجهم الجامد"، ووعدت ناخبي خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بأنها لن تخذلهم.
وتحظى رئيسة الوزراء بدعم بعض وزرائها الممؤيدين لبقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي، مثل المستشار فيليب هاموند، ووزير النقل كريس غرالينغ، ولكن تصاعد علامة الغضب بين مؤيدي خروج بريطانيا من الاتحاد ربما تكلف حزب المحافظين خسارة الانتخابات العامة المقبلة، وفقًا لاين دوكان سميث، زعيم حزب المحافظين السابق، حيث قال" إن ماي وعدت سابقًا بإخراج بريطانيا من السوق الموحدة واتحاد الجمارك، وإذا استوعب العامة أن الحكومة لن تفعل ذلك، أخشى أنها ستعاني من عواقب ذلك في الانتخابات المقبلة".