إحراق السيارات من قبل حركة الشباب أمام فندق سفاري في العاصمة الصومالية مقديشو

تُعد حركة الشباب أكثر الجماعات الجهادية فتكًا في أفريقيا بخاصة في الصومال، ولكنها معروفة بهجماتها الوحشية على كينيا، وتأسست الحركة في العام 2006، وبدأت المجموعة كونها الذراع المتشددة لاتحاد المحاكم الإسلامية، وهو تحالف من المحاكم الشرعية المتشددة في جنوب الصومال الذين سعوا إلى منافسة البرلمان الفيدرالي الانتقالي من أجل السيطرة على البلاد.

أعلنت ولائها لتنظيم القاعدة
وكسبت حركة الشباب في البداية التأييد الشعبي، بالتعهد بتحقيق الأمن لأمة لم تكن لديها حكومة مستقرة منذ 20 عامًا، قبل أن تفقد قناعها، عندما رفضت المساعدات الدولية في الظروف الصعبة والأسوأ لشعها، عندما ضرب الجفاف الأرض، وحدثت المجاعة في العام 2011.

وطُرد حركة الشباب من مقديشو في نفس العام من قبل قوات من الاتحاد الأفريقي، وهو تحالف عسكري يتألف من جنود من أوغندا وكينيا وإثيوبيا وبوروندي، ومن مدينة كيسمايو الساحلية في عام 2012، مما شكّل ضربة كبيرة منذ قطعها من تجارة الفحم أيضًا.

وكانت المجموعة تابعة لتنظيم القاعدة منذ 2012 عندما تعهد زعيمها السابق أحمد عبدي غودان، بطاعة نظيره أيمن الظواهري في عام 2012، وقد قُتل جوبدان بعد ذلك في غارة بطائرة أميركية من دون طيار، ويقود حركة الشباب الآن، أحمد عمر، المعروف أيضًا باسم أبو عبيدة، ولديه ما بين 7000 و9000 جندي مشاة في قيادته.

ويعتقد أيضًا أن المليشيا لها صلات بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وبوكو حرام في الجزائر ونيجيريا، وليس لدى حركة الشباب صلات مع داعش، كما أنها رفضتها، وهو القرار الذي تسبب في وجود صدع بين صفوفها وأدى إلى تشكيل فصيل منشق اسمه "جابه شرق إفريقيا" الذي يعترف بزعيم داعش، أبو بكر البغدادي، كونه "الخليفة الشرعي لجميع المسلمين".

كينيا أبرز ضحايا الحركة
 أصبحت حركة الشباب تعرف الآن كمنظمة متطرفة من قبل المملكة المتحدة والولايات المتحدة والنرويج وأستراليا ونيوزيلندا والإمارات العربية المتحدة.

كانت واحدة من أبشع فظائعها قصفها لمطعم في كمبالا، أوغندا، في 11 يوليو/ تموز 2010، وتم تنسيقه ليتزامن مع نهائي كأس العالم لكرة القدم بين إسبانيا وهولندا، والانتقام لعمليات أوغندا ضدها كونها جزء من الاتحاد الأفريقي، حيث قتل أربعة وسبعون شخصًا يشاهدون المباراة في تلك الليلة.

وكانت كينيا ضحية لغالبية اعتداءات حركة الشباب خارج الصومال، بخاصة الهجوم على مركز "ويستغيت" للتسوق في نيروبي في العام 2013، والذي أسفر عن مقتل 62 مدنيًا وخمسة جنود وأربعة مسلحين ملثمين، كما استهدفوا بلدة منتجع مبيكيتون، والمعلمين الذين يسافرون من، وعاملي المحاجر، وجامعة غاريسا في البلاد، حيث قتل 148 في العام 2015، معظمهم من الطلاب المسيحيين الذين تم التعرف عليهم من بين 700 شخص احتجزوا كرهائن.

و نصبت المجموعة كمينًا لحافلة أخرى متجهة جنوبًا من مانديرا إلى نيروبي في نفس العام نفسه، أحبطت محاولتهم استخدام نفس التكتيك عندما رفض الركاب الامتثال لأوامر تقسمهم إلى جماعات مسيحية ومسلمة، وهو عمل تحد شجاع.

واستهدفت المجموعة أيضًا قاعدة عسكرية كينية بالقرب من منطقة العدي في الصومال في يناير/ كانون الثاني 2016، مما أسفر عن مقتل 180 جنديًا.

وكان أسوأ هجوم هو التفجير الانتحاري بالشاحنة الذي نفذته خارج فندق سفاري في مقديشو في 14 أكتوبر / تشرين الأول 2017، وهو الأكثر تدميرًا في تاريخ الصومال، والذي دمر العديد من المباني المجاورة وخلف 587 قتيلًا و 316 جريحًا بين الأنقاض.

وتبع ذلك حصار دام 12 ساعة في فندق ناسا هابلود في نفس المدينة بعد أسبوعين، عندما قتل 25 آخرون بعد انفجار سيارة مفخخة أمام أبواب المنتجع وألحق أضرارًا بالمبنى المكون من ثلاثة طوابق، مما سمح للمسلحين بالدخول، وأصيبت أم وأطفالها الثلاثة، أحدهم طفل  برصاصة في الرأس أثناء الحادث.

سمعتها سيئة في تطبيق الشريعة

و أصبحت حركة الشباب سيئة السمعة لرجمها "الخطاة" حتى الموت، كما أُعدمت أم حبيبة إسحق، البالغة من العمر 30 عامًا، على هذا النحو في مدينة ساكو في أكتوبر / تشرين الأول 2017 بعد اتهامها بأنها غير مخلصة لزوجها، كما قامت المجموعة بقطع أيدي اللصوص ونفذت قطع الرأس في السعي وراء العدالة.

وجاءت أحدث هجمات حركة الشباب على شكل سيارة مفخخة انفجرت خارج البرلمان في مقديشو في مارس/ آذار من هذا العام، وأخرى خارج وزارة الداخلية بعد أربعة أشهر.

ويمثل كل هذا مصدر قلق إضافي للمجتمع الدولي بالنظر إلى أن قوات الأمن المحلية الصومالية التي تفتقر إلى الخبرة، ومن المقرر أن تتولى مسؤولية حفظ السلام في البلد من الاتحاد الأفريقي البالغ 21 ألف فرد بحلول عام 2020.

وتشعر الولايات المتحدة، التي تحتفظ بـ 500 جندي في الصومال، بقلق خاص إزاء التغيير الوشيك لمن سيتولى أمن البلاد.

ووافق الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، على خطة البنتاغون لزيادة العمليات ضد حركة الشباب في مارس/آذار من العام الماضي، كما أن الجيش الأميركي نفذ 30 ضربة جوية في البلاد في العام الماضي، على أمل زيادة إضعاف المتطرفين قبل أن يتم تسليم السلطة.

والتزمت بالقضايا البيئية، حيث احتلت حركة الشباب مؤخرًا العناوين الرئيسية لحظر الأكياس البلاستيكية التي تستخدم مرة واحدة على أساس أنها تمثل "تهديداً للناس والمواشي"، وهو إعلان تم إعداده من خلال منفذها الإعلامي الرئيسي "إذاعة الأندلس"، الذي يبث باللغات الصومالية والعربية والسواحيلية والإنجليزية.

وكانت حركة الشباب قد تحدثت في وقت سابق ضد قطع الأشجار بالصومال لإطاحتها بالأشجار النادرة، ونددت بالرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، لفشله في القيام بالمزيد لمعالجة تغير المناخ خلال فترة وجوده في منصبه، مما دفع بالمجموعة إلى السخرية وأطلق عليهم لقب "الجهاديون أصدقاء البيئة "