فلوريدا ـ رولا عيسى
صدر أمر بإلقاء القبض على الشاب البالغ 19 عامًا، منفّذ عملية إطلاق النار على مدرسة في ولاية فلوريدا، دون كفالة وذلك خلال أول ظهور له في المحكمة، يوم الخميس، حيث وجهت له 17 تهمة رسمية بالقتل العمد، ولم يتحدّث الشاب الذي قتل 17 شخصًا وأصاب 12 آخرين في حادثة إطلاق نار في مدرسة مارجوري ستونيمان دوغلاس الثانوية في باركلاند في ولاية فلوريدا، يوم الأربعاء، فقط قال للقاضية بطريقة مهذبة "نعم سيدتي"، وفي الغالب كان ينظر إلى الأرض.
وارتدى كروز بدلة برتقالية اللون، وكانت كلتا يديه وكاحليه مقيدين، أثناء أخذه إلى المنصة للتحدث إلى القاضي في بث مباشر تم تسجيله من سجن برواد كونتري، وسط وجود مسؤولي السجن ورجال الشرطة، وكان يقف بجانب محاميه، والتي كانت تحاول منحه الشعور بالراحة من خلال وضع يده حول كتفه، وطلب أعضاء النيابة العامة احتجاز كروز بدون سند، ولم يعترض محامي كروز على ذك، ومن غير الواضح متى ستكون جلسة الاستماع التالية، على الرغم من تحديد قاض الجلسة.
وهدد كروز بالانتحار، وتم إلقاء القبض عليه بعد فترة قصيرة من حادث إطلاق النار بعد ظهر يوم عيد الحب، وفي البداية تم نقله إلى المستشفى لتلقي علاج التنفس، وسرعان ما أطلق سراحة واستلمته الشرطة التي استجوبته طيلة الليل، في محاولة تكوين فكرة عن إطلاق النار المروع على المدرسة، وهو ثالث أعنف حادث في تاريخ الولايات المتحدة، ودفعت عملية إطلاق النار النشطاء إلى دعوة الكونغرس مجددا إلى تجديد سياسات السيطرة على الأسلحة في البلاد، ومن جانبه، قال الرئيس دونالد ترامب، في مؤتمر صحافي يوم الخميس، إن المشكلة الحقيقية هي الحاجة إلى معالجة الصحة العقلية وليس سياسة السيطرة على الأسلحة.
وبدأت التفاصيل تظهر عن منفّذ الهجوم، وهو يتيم توقّف عن الحصول على العلاج الصحي النفسي منذ عام، وله علاقات عنصرية بمجموعة "تفوق الجنس الأبيض"، ورسم الطلاب في مدرسة مارغوري ستونيمان دوغلاس الثانوية صورة لمراهق غريب ومزعج يبيع السكاكين في صندوق الطعام، وتفاخر بقتل الحيوانات، وفي النهاية طرد من المدرسة لقتاله وحمله الرصاص في شنطة المدرسة.
وقال مسؤول في مكتب التحقيقات الفيدرالي "اف بي آي"، إنه تم تحذيرهم مرتين وليس مرة واحدة بشأن مطلق النار، وجاءت أحد التحذيرات في سبتمبر/ أيلول الماضي، من رجل شرطة في ولاية مسيسيبي والذي حذر الفيدراليين من رسالة عبر الإنترنت كتبها كروز، يقول فيها إنه سيصبح مطلق نار محترف على المدارس، ويقول بن بنيت إنه حذر مكتب التحقيقات الفيدرالي من تعليق شاركه كروز على أحد مقاطع الفيديو في سبتمبر/ أيلول، مضيفًا أن المكتب ردّ سريعًا على البيان المتعلّق، لمعرفة ما إذا كان يعرف شيئًا عن الشاب الصغير، ولم يسمع شيئا جديدا من المكتب حتى نفذ كروز عملية إطلاق النار يوم الأربعاء، وفي المؤتمر الصحافي صباح يوم الخميس، قال مسؤول في المكتب إنه تتبع التقرير ولكن لم يكن قادرًا على التعرّف على الشخص الذي قام بالتعليق، ولم يسمع عنه المكتب حتى حادث إطلاق النار، ولم تقدّم السلطات أيّ تفاصيل فورية عن كروز، ولم يذكر المسؤولين أيضا أسباب طرد كروز من المدرسة، ولكن زملائه قالوا إنه بسبب شجار كبير مع صديقته السابقة، وتم إلقاء القبض عليه ووجدوا رصاص أسلحة في شنطة المدرسة، وسرعان ما بدأت السلطات في تفتيش حسابات التواصل الاجتماعي لكروز لمحاولة الربط بين دوافعه لفعل ذلك، وأفادت الشرطة أن بعض الأشياء التي نشرها كروز كانت مقلقة جدا، ففي إحدى المشاركات على موقع انستاغرام نشر معنى كلمة "الله أكبر" في اللغة العربية، وعلق على الصورة "حسنا على الأقل نعلم ما تعنية وهي كلمة يقولها الشخص العربي المتطرّف".
وذكرت وكالة أنباء "أي بي سي" الإخبارية، أنّ كروز على علاقة بجماعة قومية بيضاء تسمى "جمهورية فلوريدا"، وأكّد المتحدّث أنه عضوًا بها، وتصف المجموعة نفسها بأنها منظّمة حقوقية مدنية تقاتل من أجل حقوق أصحاب البشرة البيضاء في ولاية فلوريدا، وقال قائد المجموعة جوردان غيريب، إن كروز تم إحضاره إلى المجموعة من قبل شخص آخر، وشارك في تدريبات مع المجموعة، مؤكدا أنه لم يتم إصدار أوامر لكروز بإطلاق النار، وأن المنظمة ليست متطرفة، وتعرّض كروز لضربة كبيرة في نوفمبر/ تشرين الثاني، حين توفيت والدته، ليندا كروز، 68 عاما، بسبب الالتهاب الرئوي، وكانت والدته هي الشخص الوحيد القريب منه.
وأحضر كروز إلى المنزل بندقية من طراز "AR-15"، واحتفظ بها في خزانة مقفلة والذي امتلك مفتاحها، وذلك في العام الماضي، بعد اجتيازه الفحص الأساسي للحصول عليها، وأكد المسؤولين إنه تم شراء البندقية بشكل قانوني، ويسمح القانون الفيدرالي للأشخاص الذين يبلغون من العمر 18 عامًا شراء الأسلحة، وقرّر كروزعدم الذهاب إلى المدرسة يوم عيد الحب ليتمكّن من تنفيذ عملية إطلاق النار.