بيروت ـ ميشال حداد
لم يخف المدعو طارق حوشية، لبناني الجنسية، إقدامه على خنق الديبلوماسية البريطانية ريبيكا دايكس في منطقة الاشرفية ونقل جثتها إلى طريق المتن السريع شرقي العاصمة بيروت، ورميها في مكان غير مسكون لإخفاء جريمته والعمل على تمويه الاعتداء بطريقة محترفة. وأعلنت المصادر أن الجاني أفاد أنه حين أقل المجني عليها من شارع الجميزة إلى الاشرفية لم تكن لديه نية للاعتداء عليها، لكنها كانت ثملة وفاقدة للتركيز و قد مازحها لأكثر من مرة، وحين تجاوبت اعتقد أنها سهلة المنال، ومن الممكن ان يمارس الجنس معها دون أي مانع، إلا أنها وحين توقف في مكان مظلم و انتقل للجلوس بالقرب منها في المقعد الخلفي، فوجىء بمقاومتها وقيامها بضربه بعد أن بادر إلى ملامستها بطريقة غير أخلاقية .
وأشار حوشية إلى أنه استطاع أن يجردها من ملابسها الداخلية ومارس الجنس معها بالقوة، وهو يضع يده على رقبتها بغية اسكاتها وحين انتهى من فعلته، استعان بحبل كان معه ولفه حول عنقها لتهديدها، لكن المشاجرة التي وقعت بعد الاغتصاب بينهما جعله يشد على المشنقة الصغيرة التي بيده حتى فقدت الضحية وعيها و بل فارقت الحياة .
حويشة لم يؤكد أنه كان تحت تأثير الكحول أو المخدرات بل أوضح انه لا يحتسي المشروبات الروحية خلال عمله في شركة "أوبر"، التي تعتمد على شبكة الانترنت لخدمة زبائنها. وأوضح في اعترافاته أن المغدورة قاومته بشدة حين شعرت أنه يريد ممارسة الجنس معها لكنه كان اقوى منها جسدياً وسيطرة عليها من الجولة الأولى حتى قتلها ورمى جثتها وعاد إلى منزله في الاشرفية وتحديداً شارع البدوي.
وكان يترقب نشرات الأخبار كي يعلم ماذا حل بالقضية و قد أجرى بعد ساعات مسحاً دقيقاً للمسار الذي سلكه من الاشرفية إلى طريق المتن السريع و علم أن هناك كاميرات لغرفة التحكم المرورية، لكن الموضوع لم يخيفه لاعتقاده ان اللقطات لن يتم استخدامها من قبل رجال الأمن . وطارق حوشيه سرق محفظة الضحية ايضاً و رمى بحقيبتها في مكب للنفايات قبل ان يختبىء في منزله، وقال إنه لم يخبر أي احد بفعلته مع العلم أن مراقبة هاتفه المحمول دلت على وجود مكالمات بينه و بين بعض الاشخاص ومن الممكن أن تشملهم التحقيقات لمعرفة مضمون المحدثات مع الجاني .
وكشفت صديقه القتيلة ريبيكا ديكيس عن معاناتها بعد أن اختارت الحانة التي زارتها فيها "الدبلوماسية البريطانية" قبل أن يقتلها سائق "أوبر" في بيروت. وقالت الصحافية بيثان ماكرنان أنها كانت قد اقترحت حانة زارتها السيدة ديكيس البالغة 30 عاما قبل اختطافها في العاصمة اللبنانية مساء الجمعة. وأفادت الأنباء أنه تم العثور على جثة العاملة بالسفارة في عربة للقمامة على جانب الطريق مساء السبت، قبل اعتقال سائق سيارة الأجرة طارق هيسو في مداهمة الساعة 3 صباحا يوم الاثنين. وكشفت السيدة ماكرنان عن تعرضها لحادثين مآساويين خلال أربعة أشهر، إذ أنها كانت تعرف أيضا المراسلة السويدية كيم وال التي عثر عليها ممزقة بعد أن كانت تستقل غواصة مخترع دنماركي في أغسطس / آب.
وكتبت السيدة مكيرنان على "تويتر": "للمرة الثانية في 4 أشهر، وأنا أتعامل مع قضايا القتل المروعة لصديقة. "أنا ما زلت حزينة على لكيم وال والآن أنا أفكر في كيف اقترحت هذه الحانة بعينها يوم الجمعة. أنا آسفة جدا، بيكي" . ويقال إن السيدة ديكيس كانت تغادر من حفل في الملهى الليلي التجريبي في بيروت قبل أن تُفقد. وذكرت وكالة الأنباء اللبنانية أن هيسو اعترف بأنه أقل الدبلوماسية في سيارة الأجرة التى حاول فيها اغتصابها، ثم خنقها قبل يتخلص من جسدها.
وعُثر على جثة الطالبة السابقة بطريق سريع مساء اليوم، على بعد عدة أميال من الملهى الليلي حيث شوهدت آخر مرة على قيد الحياة. وقال المحققون لـ"الديلي ميل" إن هيسو يبلغ 35 عاما، لكن مسؤول أمني كبير آخر في لبنان قال إن المشتبه فيه يبلغ من العمر 41 عاما، وتم القبض عليه بتهمة تتعلق بالمخدرات في الفترة من 2015 إلى 2017.
وأوضحت الوكالة أن المشتبه فيه التقط السيدة ديكيس من حي الجميزة في بيروت المعروف بمطاعمه وحاناته ثم توجه إلى حي قريب حيث عاشت لكنها لم تنزل هناك. كما كشفت صديقتها السيدة مكيرنان، وهي مراسلة في الشرق الأوسط مع صحيفة "ذا إنديبندنت"، أنها تعرف الصحافية السويدية كيم وال. وكانت الشرطة الدنماركية قالت الشهر الماضي إن الغواصين عثروا على ذراع ثان في المنطقة حيث تم اكتشاف باقي جثة السيدة وال بعد أن قتلت على متن غواصة المخترع.
وذكرت شرطة كوبنهاغن في بيان لها أن الذراع الثاني الذي عثر عليه في كوجي قبالة كوبنهاغن قد تم قياسه بنفس الطريقة التي عثر عليها الذراع اليسرى قبل أسبوع. وتعد قضية كيم وال قضية مروعة صدمت الجماهير، استغرقت السلطات الدنماركية فيها شهرا للعثور على أجزاء من وال ذات 30 عاما منذ اختفائها بعد إجراء مقابلة مع المخترع الدنماركي بيتر مادسن، 46 عاما، على غواصة محلية الصنع في 10 أغسطس / آب.