قوات علي صالح والحوثيون يخرقون الهدنة الأمنية

كشفت مصادر في الجيش الوطني وسكان محليون، الخميس، أن قصفًا عنيفا شنه الحوثيون والقوات العسكرية الموالية للرئيس السابق، علي عبدالله صالح على عدة مواقع في مدينة تعز بعد بدء سريان وقف إطلاق النار.

وقالت المصادر لوكالة الأنباء الألمانية "د.ب.أ"، إن الحوثيين وقوات صالح خرقوا الهدنة منذ بدء سريانها، لافتين إلى أن الخروقات تمثلت في استمرار القصف العنيف على مواقع المقاومة والأحياء السكنية شرق وغرب المدينة بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة.

ويأتي ذلك بينما ساد هدوء حذر في مختلف جبهات القتال في المحافظات اليمنية التي تشهد مواجهات مسلحة بين الحوثيين وقوات صالح من جهة، وقوات الجيش والمقاومة الشعبية، من جهة ثانية، ودخل اتفاق وقف إطلاق النار في اليمن حيز التنفيذ، الأربعاء، بعد ترحيب طرفي الصراع في اليمن بها.

وقال بيان للتحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن في ساعة متأخرة من الأربعاء، إن قواته سوف تلتزم بوقف إطلاق النار اعتبارًا من الساعة 23:59 من الأربعاء ولمدة ثلاثة أيام، بناء على طلب الرئيس عبدربه منصور هادي. وأعلن التحالف أنه سيستمر في الحظر والتفتيش الجوي والبحري والاستطلاع الجوي لأي تحركات للحوثيين والقوات الموالية لهم،

وخرقت جماعة الحوثي المتمردة في اليمن الهدنة الدولية التي اتفقت عليها جميع الأطراف اليمينة بوساطة الأمم المتحدة، وذلك في الدقائق الأولى لبدء سريانها، الخميس، على الرغم من أن قيادة التحالف العربي أعلنت، منذ قليل، الالتزام بوقف إطلاق النار في اليمن لمدة 3 أيام.

وقصفت المليشيا أحياء سكنية في تعز والضالع مع بدء سريان الهدنة؛ ما يؤكد أن الجماعة المتمردة ناقضة للعهود، وأورد موقع "يمن برس" وصحف يمينة، أن جماعة الحوثي خرقت الهدنة في اليمن، المتفق عليها لمدة 3 أيام، بقصف جوي على مواقع للجيش في تعز والضالع.

وقال إن هناك عشرات الخروقات لمليشيا الحوثي وصالح فى مختلف جبهات القتال في الساعة الأولى من الهدنة، وسبق خرق الهدنة ما كتبه الناطق الرسمي باسم جماعة الحوثي ورئيس وفدها المفاوض في مشاورات الكويت محمد عبد السلام، واعتبر أن استمرار الغارات الجوية مضيعة للوقت.

وقال في تغريدة على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر" إنه يجب وقف إطلاق النار الشامل برًا وبحرًا وجوًا وفك الحصار والحظر الجوي، وجاء حديث الناطق باسم المليشيا ردًا على الدعوة التي أطلقتها كل من أمريكا وبريطانيا والأمم المتحدة بشأن وقف إطلاق النار في اليمن خلال أيام بدون شروط.

من جهته أعلن  اللواء الركن أحمد عسيري أن قيادة التحالف ستتصدى بكل حزم لأي محاولة من جماعة الحوثي لخرق الهدنة، وقال في تصريحات في الدقائق الأولى مع بدء سريان الهدنة، إن الحل العسكري مؤقت في اليمن حتى إيجاد حل سياسي، مشيرًا إلى أن الحكومة اليمينة تسيطر على 80% من الأراضي اليمينة.

وكانت قيادة قوات التحالف العربي في اليمن أعلنت، الأربعاء، التزام التحالف بوقف إطلاق النار، ابتداء من الساعة 11.59، ولمدة 3 أيام، وأكدت قيادة التحالف، في بيان لها صدر قبل بدء سريان الهدنة بدقائق، أن الملك سلمان بن عبد العزيز، استجاب لطلب الرئيس عبد ربه منصور هادي، بوقف إطلاق النار في اليمن.

وكان من المفترض أن تبدأ الهدنة الأمنية في اليمن، الليلة، بعدما أعلنت عنها الأمم المتحدة لثلاثة أيام قابلة للتمديد، بعد أن وافقت الحكومة اليمنية الشرعية وبقية الأطراف عليها المتنازعة في اليمن، في وقت أعلن مصدر عسكري يمني، الأربعاء، عن مقتل 30 من مليشيات "الحوثي وصالح" في عملية للجيش اليمني في ميدي في محافظة حجة، ومقتل مدني وإصابة 3 آخرين في قصف عشوائي للمليشيات على أحياء سكنية في مدينة تعز.

وقال الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، الأربعاء، إن إدارته ستتعامل بـ"إيجابية" مع الهدنة المرتقبة خلال الساعات المقبلة، وأوضحت وكالة "سبأ" الحكومية، أن عبر الرئيس اليمني عبر عن موقفه هذا خلال لقاء عقده اليوم مع سفيري الولايات المتحدة الأميركية ماثيو تولر، والمملكة المتحدة، إدموند فيتون براون في مقر إقامته المؤقتة في العاصمة السعودية الرياض. وقد أبدى حرص حكومته على احلال وتحقيق السلام، من أجل تخفيف تداعيات الحرب والحصار الذي وصل حدًا لايطاق في العديد من مدن البلاد.

وقال هادي:"انطلاقا من مسؤولياتنا الوطنية تجاه وطنًا وشعبنا تعاملنا على الدوام بمصداقية وإيجابية مع مختلف مساعي المجتمع الدولي وقراراته ذات الصِّلة ومحطات المشاورات المختلفة من بيل إلى جنيف وصولًا إلى الكويت".

وتابع: "للأسف، نسف الانقلابيون مجمل تلك الجهود ولا نتوقع منهم اليوم إلا مزيداً من المراوغه والتسويف والمماطلة"، مجددًا التأكيد على "التمسك بخيارات السلام والتعامل الإيجابي مع مشروع الهدنة والتقيد بمحدداته باعتبار السلام خيارنا الذي لن نحيد عنه".

وعبر سفيرا واشنطن ولندن عن حرص بلديهما على ضرورة إدخال المساعدات الإنسانية وفك الحصار على المدن والمناطق المحاصرة، مؤكدين حرص المجتمع الدولي الإيجابي في التعامل بحزم مع الخروقات باعتبار الهدنة وفرص السلام لن تتكرر على الدوام.

وكان الرئيس هادي أشاد "بالمواقف المشرفه لابناء محافظة صنعاء وإقليم ازال في العمل الجاد لنصرة قضايا الوطن واستحقاقاته الوطنية من خلال بناء الدولة الاتحادية الجديدة ترجمةً وتطبيقاً لمخرجات الحوار الوطني الشامل"، وجاء ذلك خلال استقباله اليوم محافظ صنعاء اللواء عبدالقوي احمد عُبَّاد شريف، وذلك للوقوف على آخر التطورات والمستجدات في إطار محافظة صنعاء في مديرياتها المختلفة وبجوانبها المتعددة وعلى مختلف الصعد، مطلعًا على الجهود التي يضطلع بها المحافظ بالتنسيق والتعاون والتكامل مع مختلف المكونات الشعبية والاجتماعية والقوى الوطنية الداعمة للشرعية والرامية لاستعادة الوطن وتحرير كل مناطقه مِن القوى الانقلابية الباغية.

وعبر محافظ صنعاء عن تقديره للدعم والجهود التي يقدمها الرئيس عبدربه منصور هادي  في سبيل استعادة مجد الوطن اليمني وقطع دابر القوى الانقلابية التي أرادت شرًا بوطننا ومجتمعاته وألحقت أضرارًا جسيمة ببنيته التحتية ونسيجه الاجتماعي عبر ثقافة الاقصاء الفئوي والمناطقي المقيت.

ووصل مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد إلى العاصمة الروسية موسكو، الاربعاء، وبحث مع مسؤولين روس سُبل عودة المشاورات اليمنية، ومؤكدةً ضرورة استعادة الدولة اليمنية.

وقال بيان للخارجية الروسية إن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف التقى المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن، وركز الجانبان خلال المحادثات على قضايا الحل السياسي في اليمن، ووقف النزاع الداخلي الدموي المستمر، الذي يشارك فيه التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية.

وأضاف البيان أنه يوجد توافق عام على أن إحلال السلام والاستقرار واستعادة الدولة في اليمن، سيتطلب حلاً تفاوضياً مقبولاً من الأطراف، مع الأخذ بعين الاعتبار مصالح جميع القوى الاجتماعية والسياسية الكبرى في البلاد.

يأتي ذلك فيما أعلن مصدر عسكري عن مقتل 30 من مليشيات "الحوثي وصالح" بعملية للجيش في ميدي في محافظة حجة، وأعلن، الأربعاء عن  وفاة مدني وإصابة 3 آخرين في قصف عشوائي للمليشيات على أحياء سكنية في مدينة تعز، وشهدت جبهات القتال في محافظتي حجة وصعدة شمال اليمن تصعيدًا عسكريًا مع اقتراب موعد سريان الهدنة المقرر في الساعة الأولى من فجر الخميس، وأدى قصف الإنقلابيين للأحياء الشمالية من مدينة تعز إلى مقتل عدد من المدنيين.

فيما أعلن الجيش اليمني عن انطلاق عملية عسكرية، الأربعاء، في منطقة ميدي لاستعادة السيطرة عليها، وفي منطقة البقع الحدودية شمال شرق محافظة صعدة، تواصلت المواجهات تحت غطاء من طائرات التحالف. وكانت طائرات التحالف دمرت الليلة الماضية قافلة تعزيزات عسكرية للميليشيات كانت في طريقها من مركز محافظة صعدة لدعم الميليشيات.