الكويت ـ خالد الشاهين
شنَّت مليشيات "الحوثي وصالح" صباح اليوم الأحد، هجوما مباغتا على معسكر "لواء العمالقة" التابع للجيش اليمني في مديرية حرف سفيان في حافظة عمران قبل اقتحامه والسيطرة عليه.
وأفادت مصادر عسكرية أن المليشيات بنقل أسلحة المعسكر إلى أماكن مجهولة ، منوها أنها لم تكتفي بالاقتحام والنهب فقط وإنما أقدمت على قتل العديد من الجنود الذين كانوا متواجدين داخل المعسكر . وقال مصدر يمني، إن القيادي الحوثي مصلح الوروري عضو المجلس السياسي يتولى عمليات تصفية جنود وضباط لواء العمالقة الرافضين للسيطرة الحوثية.
وكانت اندلعت في وقتٍ متأخرٍ من مساء السبت موجهات بمختلف أنواع الأسلحة بين الحوثيين وقبائل الصبيحة على الحدود بين مديريتي الوازعية والمضاربة. وقالت مصادر قبلية إن اشتباكات عنيفة اندلعت بين الحوثيين والقبائل في جبهة الأغبرة والمنصورة والمشبك دون أي تقدم يذكر للحوثيين تجاه المضاربة".
وأعلنت قوات الجيش اليمني، السيطرة على أحد المعسكرات المهمة التابعة لتنظيم "القاعدة" وضبط سيارات مفخخة ومصنع للعبوات الناسفة والمتفجرات ومخازن أسلحة في محافظة حضرموت، شرقي البلاد.
وأوضح بيان صحافي صادر عن قيادة المنطقة العسكرية الأولى، التي تضم جزء الوادي والصحراء في حضرموت، أنها بدأت مطلع الأسبوع عملية عسكرية حاسمة بدعم لوجيستي وإسناد جوي ضد العناصر "الإرهابية" في منطقة وادي سر، انتهت بالسيطرة على أحد أهم المعسكرات.
ووفقاً للبيان، فقد انتشرت وحدات الجيش على مداخل وادي سر البالغة مساحته أكثر من 80 كيلومتراً، ووصلت بعد اشتباكات محدودة إلى معسكر تدريبي لـ"الإرهابيين"، في منطقة سودف.
هذا وأعلن أن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أجرى، اتصالاً هاتفياً بقائد المنطقة العسكرية الأولى، اللواء عبد الرحمن الحليلي، هنأه فيه على "الانتصارات" التي حققها أفراد المنطقة في وادي سر.
وشدد هادي، "على ضرورة الحفاظ على هذه الانتصارات ومواصلة العمليات العسكرية النوعية ضد أماكن وتجمع العناصر الإرهابية والتصدي لهم ولكل من يحاول إقلاق الأمن والاستقرار وتعكير صفو الحياة". وأكد "تقديم كافة أوجه الدعم العسكري للمنطقة العسكرية الأولى لما من شأنه مواصلة الانتصارات على العناصر الإرهابية، وتطهير سيئون من تواجد العناصر الإرهابية".
وفي تعز أكد الناطق باسم المجلس العسكري في المحافظة العميد منصور الحساني استمرار القصف العشوائي للأحياء المدنية في تعز، مبينا بأن مدينة تعز تعيش وضعا ومأساويا.
وقال الحساني في تصريحات لصحيفة "عكاظ" السعودية: إن "القصف العشوائي مستمر على أحياء ثعبات والضباب والشماسي والديم في صبر، بالإضافة إلى مواقع الجيش الوطني والمقاومة من قبل أتباع الحوثي والرئيس السابق علي عبدالله صالح". وأوضح أن "هناك قتلى وجرحى في صفوف المدنيين، فضلا عن تفجير ثلاثة منازل في الجحملية وصالة بما فيها بيت الفن الثقافية".
وفي مشهد أثار استياء واسعاً لدى عامة اليمنيين، رفع أنصار الحوثي صور بشار الأسد في مسيرات خرجت السبت بالعاصمة اليمنية صنعاء، بمناسبة ذكرى مقتل زعيمهم السابق بدر الدين الحوثي.
وقد خرج المئات من أنصار الانقلابيين في صنعاء حاملين صور بشار الأسد وأعلام سورية، ورُفعت لوحات ضخمة في شوارع صنعاء تمجد به. واعتبر يمنيون ذلك إساءة بالغة للشعب اليمني الواقف مع أبناء سورية الذين يتعرضون لأبشع المجازر على يد آلة الحرب التابعة لنظام الأسد وآخرها مجازر حلب التي استخدم فيها نظام الأسد البراميل المتفجرة لتدمر مدن بكاملها على من فيها، وهو ما أسفر عن مقتل المئات من النساء والأطفال، بالإضافة الى استهداف المراكز الصحية والمستشفيات في جريمة لم يشهد لها التاريخ مثيلاً.
ورأى ناشطون على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي أن ما يجري في صنعاء يُبين "حقيقة موقف الانقلابيين وأنصارهم الذين يُعدون أدوات بيد إيران التي تسعى الى تفتيت المنطقة وإداخلها في دوامة من الصراعات المذهبية بهدف تحقيق أهدافها على المدى البعيد".
وفي الكويت، أقرَّ الوسيط الأممي اسماعيل ولد الشيخ أحمد، بوجود عقبات في وجه المشاورات الجارية بين الحكومة اليمنية الشرعية ووفد "الحوثي وصالح"، مشيراً إلى أن "المواقف لا تزال متباعدة بين الطرفين". لكنه قال إن "أجواء الجلسة أمس السبت كانت "إيجابية وبناءة، وأن كلا الورقتين اللتين قدمهما الوفدان تضمنتا الالتزام الكامل بالقرار 2216 وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة ومبادرة التعاون الخليجي ومخرجات الحوار الوطني".
وقال ولد الشيخ احمد في مؤتمر صحافي عقده مساء السبت في ختام المشاورات المباشرة، انها "بداية مشجعة تؤسس لارضية صلبة وحل تفاهمي". وذكر أن "مشاروات الكويت يجب أن تضع الإطار العام للحل السياسي للأزمة اليمنية، ولن نخرج من الكويت دون التوصل إلى حل نهائي"، لافتا أن "أي اتفاق يتم التوصل إليه، سيحتوي ضمانات كافية لتنفيذه".
وأكد المبعوث الدولي، أن "الأمم المتحده تراقب التطورات الأمنية بشكل متواصل، وأنه وبرغم الهدوء النسبي في بعض المناطق اليمنية، هناك خروقات مروّعة في مناطق أخرى، ومنها مدينة تعز، وسط البلاد".
وكشف ولد الشيخ أنه لم تتم ملاحظة أي طلعات جوية للتحالف العربي خلال الـ5 أيام الماضية، مشيرا أن" الهدنة ـ التي يدفع المدنيون ثمن تراخيها ـ من أولويات مشاورات الكويت".
وكانت الأطراف اليمنية المشاركة في محادثات السلام، قد عقدت أمس، جلستي مشاورات مباشرة لمناقشة رؤاها للمرحلة القادمة، مع دخول المشاورات يومها العاشر. وقالت مصادر مقربة من أروقة المشاورات للأناضول، إن الجلستين الصباحية والمسائية، ناقشتا رؤية وفدي التفاوض، للملفات السياسية والأمنية في المرحلة القادمة.
ووفقا للمصادر، فقد طالب الإطار العام لرؤية الحكومة، بالبدء في إجراءات بناء الثقة، والمتضمنة إطلاق سراح المعتقلين والمحتجزين والمختطفين والسجناء السياسيين، وفتح الممرات الآمنة لكل المدن، والوقف الفوري لكل الأعمال القتالية، والترتيبات العسكرية والأمنية وتتضمن الانسحاب وتسليم السلاح .
كما شددت الرؤية الحكومية، على ضرورة استعادة الدولة والتوقف عن جميع الأعمال التي تندرج ضمن سلطة الحكومة، وانسحاب قوات الميلشيا من المؤسسات الحكومية وإلغاء كل ماترتب على "الانقلاب" .
وقال رئيس الوفد الحكومي، عبدالملك المخلافي" قدمنا تصوّرًا للحل الشامل عبر إطار عام متتالي المسارات، يبدأ ببناء الثقة والانسحابات وتسليم السلاح واستعادة الدولة وينتهي بإستناف المسار السياسي"، في تغريدات على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر". وأضاف، "تصورنا مستند لمرجعيات الأمم المتحدة، والنقاط الخمس الصادرة عن القرارا الأممي 2216".
وتنص النقاط الخمس المذكورة، بالترتيب على: انسحاب الحوثيين وقوات صالح من المدن التي سيطرت عليها منذ الربع الأخير من العام 2014، وبينها العاصمة صنعاء، وتسليم الأسلحة الثقيلة للدولة، واستعادة مؤسسات الدولة، ومعالجة ملف المحتجزين السياسيين والمختطفين والأسرى، والبحث في خطوات استئناف العملية السياسية.
وفي المقابل ذكرت المصادر، أن الإطار العام لرؤية الحوثيين وحزب صالح، نص على ثلاث نقاط رئيسية، أولها " تشكيل سلطة تنفيذية توافقية، واستئناف الحوار السياسي، إضافة إلى مناقشة الجانب الإنساني".
و قالت رؤية الحوثيين وصالح، - اطلعت الأناضول على ملامحها-، إن "الحكومة التوافقية المرتقبة هي من يحق لها تشكيل لجنة أمنية توافقية ، يكون من مهام هذه اللجنة، الإشراف على تسليم الأسلحة الثقيلة، والانسحاب من كل الأطراف مع ضمان محاربة تنظيمي القاعدة وداعش".