لندن _كاتيا حداد
دخلت رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، أزمة جديدة تخص خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، بعد فشل محاولتها للتنازل مع المتمردين الموالين للاتحاد الأوروبي في حزب المحافظين، والذين يقولون إن السيدة ماي وعدتهم بأن الخطط التي من شأنها أن تمنح البرلمان المزيد من السلطة؛ لإغلاق صفقة عدم خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، مقترحها لا يرتقي بما تم التعهد به.
ما تم الاتفاق عليه تغير
وقال وزير العدل السابق، دومنيك غريف، إنه قضى الصباح في التفاوض مع الوزراء، والموافقة على صيغة تعديل جديد، لكنه لفت إلى أن ما تم طرحه في وقت لاحق من بعد ظهر اليوم قد تم تعديله، واتهم متمرد آخر موالي للاتحاد الأوروبي، وكبير أعضاء حزب المحافظين، الحكومة بإضافة ما هو غير متوقع إلى التعديل، بعد ساعات من المفاوضات مع السيد غريف، في حين اتهم نواب آخرون مؤيدون لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، بتهديد الحكومة بسبب تنازلاتها.
ويعني هذا أن رئيسة الوزراء تواجه الآن احتمال طرح مقترحاتها من قبل مجلس اللوردات في الأسبوع المقبل، وبعد ذلك من المرجح أن يدفع ذلك المتمردين الموالين للاتحاد الأوروبي بتصويت في مجلس العموم، والذي يمكن أن يسمح بتدخل البرلمان في اتخاذ قرار خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، إذا لم يتم التوصل لاتفاق، بحلول نوفمبر/ تشرين الثاني.
وأضاف غريف" غيرت الحكومة فجأة كلمات في الجزء الأخير من التعديل، والذي اعتقد أنه تم الاتفاق عليها قبل أن أغادر.".
حكومة ماي من مأزق إلى مأزق
وأثار هذا التعديل الخلاف، حيث إذا فشلت الحكومة في إبرام اتفاق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في وقت لاحق من هذا العام، يعني أنه من غير المحتمل أن تتمكن السيدة ماي من إخراج المملكة المتحدة من أوروبا دون صفقة.
وكان من المتوقع أن تخسر السيدة ماي التصويت على الخطة يوم الثلاثاء الماضي، ولكنها تمكنت من كسبها في اللحظات الأخيرة، وتجنب هزيمة كبرى، وبعدها وعدت بتقديم مقترحات ذات حل وسط، وقد غادر أعضاء البرلمان الاجتماع يعتقدون أن البرلمان سيحصل على سلطة الموافقة أو الرفض في حال عدم التوصل إلى اتفاق مع الاتحاد الأوروبي، ولكن ما نُشر يوم الثلاثاء، لم يمنحهم تصويتًا ملزمًا.
ولفت عضو البرلمان بيكونزفيلد " ما تم الإعلان عنه، ليس ما اتفقنا عليه، حيث يخفض فاعلية البرلمان، اعتقدت أننا نجحنا في حل الأزمة، ولكن يؤسفني أن ذلك لم يحدث، وأنا آسف بشأن ذلك، ما اتفقنا عليه كن ترتيبًا معقولًا، كان جيداً ومرنًا"، واصفَا اقتراح الحكومة النهائي بغير المقبول، ولم يتصور إمكانية تغييره في اللحظات الأخيرة.
ماي قد تتجرد من سلطتها
وقالت سارة ولاستون، عضو البرلمان والتي ترأس اللجنة الصحية " لنكون واضحين، سيتعين علينا تعديل الشيء غير القابل للتعديل، بعد الموافقة على التعديل المعدل."، وفي هذه الأثناء، قال السير كير ستارمر، وزير خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في حكومة الظل "ببساطة تعديل الحكومة ليس جيدًا بما فيه الكفاية، تراجعت تيريزا ماي في كلمتها، وقدمت تعديلاً لا يتناسب مع التصويت الهادف".
وإذا لم تحصل ماي على اتفاق بحلول شهر نوفمبر/ تشرين الثاني، سيتعين عليها إخبار البرلمان بالخطوة التالية الواجب وضعها في تصويت البرلمان، ثم إذا لم تحصل بعدها على صفقة بحلول شباط / فبراير، فعليها أن تتخذ أي خطوات يقررها البرلمان بعد التصويت في كل من الغرفتين العلوية والسفلية في مجلس اللوردات والعموم.
وإذا مرر اللوردات الخطة الأصلية لغريف، ومن ثم مررها مجلس العموم، ستُجرد ماي فعليًا من سلطتها، ويتوقع البعض في ويستمنستر بالفعل أن يؤدي ذلك إلى حدوث أزمة دستورية من شأنها أن تعجل بانهيار حكومة ماي.