قوات حركة طالبان

قال مواطنون أفغان في العاصمة الأفغانية إنهم سمعوا  إطلاق رصاص ابتهاجا بتقدم قوات حركة طالبان لإخضاع آخر جيوب المقاومة ضدّها  مع تضارب في المعلومات حول سيطرة طالبان بالكامل على وادي بانشثير.  ونقلت مصادر أفغانية ان الحركة قولها إن طالبان "سيطرت بالكامل على آخر جيوب المقاومة ضدها". ونقلت الوكالة عن متحدث عسكري باسم الحركة: "لقد هزم مثيرو الشغب وباتت المنطقة تحت سيطرتنا".

ولم تصدر طالبان أي إعلان رسمي، كما صرح أحد سكان بانشير عبر الهاتف أن هذه المعلومات زائفة. من جهته، شارك أمر الله صالح، أحد قادة جبهة المقاومة الوطنية ضد طالبان، مقطع فيديو لإثبات أنه لا يزال في وادي بانشير. وقال إن التقارير الإعلامية التي تحدثت عن فراره غير صحيحة، مضيفاً: "لا شك أننا في وضع صعب، نحن تحت هجوم من طالبان. لكننا لن نستسلم. سنصمد من أجل أفغانستان".

وشهدت منطقة بانشير شمال شرقي أفغانستان قتالاً محتدماً بين قوات حركة طالبان من جهة وقوات ما يعرف بجبهة المقاومة الوطنية من جهة أخرى. 
ولم يتسن تأكيد تلك التقارير بعد، إذ قالت جبهة المقاومة الجمعة إنها تسيطر على كافة مداخل بانشير، وإن طالبان خسرت المئات من مقاتليها.
وتعدّ بانشير الولاية الوحيدة التي لم تكن قد سقطت في أيدي طالبان، وقد لجأ إليها آلاف المقاتلين المعارضين، بحسب ما يعتقد مراقبون.

وتضم جبهة المقاومة كلا من أمر الله صالح، النائب السابق للرئيس الأفغاني، وعناصر سابقة في قوات الأمن الأفغانية، فضلا عن ميليشيات محلية.
ويقود الجبهة أحمد مسعود، نجل أحمد شاه مسعود، الذي قاد قوات التحالف الشمالي ضد الغزو السوفيتي في الثمانينيات وحركة طالبان في التسعينيات من القرن الماضي.  

ماذا قال الجانبان؟

قال المتحدث باسم طالبان، ذبيح الله مجاهد، إن مسلحي الحركة زحفوا إلى وادي بانشير بعد فشل المفاوضات، بحسب ما نقلت وكالة رويترز للأنباء.
وقال فهمي داشتي، المتحدث باسم جبهة المقاومة الوطنية، إن المفاوضات فشلت لأن الجانبين اتخذا مواقف متناقضة تماماً. وأضاف داشتي لبي بي سي أن جبهة المقاومة تقاتل مسلحي طالبان على جبهتين، وأن الجبهة قتلت 350 من مقاتلي الحركة وأسرت عددا آخر.
ويصعب التحقق من مصداقية تصريحات كلا الجانبين.

وعلى الأرض، ترصد تقارير قيام مسلحي طالبان بمطاردة وقتل أشخاص كانوا مسؤولين في الحكومة الأفغانية أو ضباطا كبارا في الشرطة. وتتناقض هذه التقارير مع الصورة المعتدلة التي حاولت الحركة تصديرها للرأي العام وقت سيطرتها على البلاد. بانتظار حكومة  ولا تزال أفغانستان تنتظر الجمعة إعلان حكومتها الجديدة بعد قرابة ثلاثة أسابيع من عودة طالبان إلى السلطة، فيما لا تزال الحركة تواجه جيب مقاومة في وادي بانشير.

كان ينتظر أن يعلن الجمعة عن السلطة التنفيذية الجديدة، لكن ناطقاً باسم طالبان كشف لوكالة فرانس برس أنه لن يتم الإعلان عن تشكيلتها قبل السبت على أقرب تقدير. وعادت طالبان إلى السلطة بعدما أطاحها تحالف بقيادة الولايات المتحدة قبل عشرين عاما، ووعدت بتشكيل حكومة "جامعة". لذلك فإن تشكيل حكومة جديدة سيكون بمثابة اختبار للرغبة الحقيقية في التغيير التي أظهرتها الحركة الإسلامية التي اتسم عهدها الاول (1996-2001) بسياسة وحشية تجاه النساء والمعارضين.

في غضون ذلك، زار الرئيس الأمريكي جو بايدن جنودا كانوا قد أصيبوا في هجوم دموي استهدف مطار كابل حيث كان الجنود يساعدون في عمليات إجلاء أمريكيين وأفغان من البلاد. وقد سقط 13 جنديا أمريكيا بين نحو 170 قتيلا جراء الهجوم. وجاءت زيارة بايدن بعد أربعة أيام من مغادرة الجنود الأمريكيين أفغانستان التي شهدت انهيار حكومتها المدعومة من الغرب أمام قوات حركة طالبان في زمن قياسي. ويواجه بايدن انتقادات بسبب قراره سحب القوات الأمريكية من أفغانستان، فضلا عن الطريقة التي أشرف بها على تطورات الأحداث خلال الأسابيع القليلة الماضية

وقال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، يوم الجمعة، إن الخارجية الأميركية على "اتصال مستمر" بالأميركيين الموجودين في أفغانستان ويرغبون في مغادرة البلاد. وأوضح الوزير الأميركي، في تصريح للصحفيين بمقر الوزارة في واشنطن، أن معظم أولئك الأفغان يحملون الجنسية الأميركية.
وأضاف أن الوزارة تبذل جهودا منذ وصول الرئيس الأميركي، جو بايدن، للسلطة في يناير لتسريع إجراءات التأشيرات الخاصة للأفغان الذين عملوا مع القوات الأميركية خلال الحرب التي استمرت 20 عاما، موضحا أن الآلاف منهم ما زالوا في أفغانستان.

وأردف بلينكن "نحن على تواصل مع الأفغان المعرضين للخطر، بالإضافة إلى شركائنا الأجانب في أفغانستان". ثم نبه إلى وجود العديد من التحديات اللوجستية التي تواجه إخراج من تبقى من الأميركيين في أفغانستان. وطالب بلينكن، حركة طالبان باحترام تعهداتها في مجال مكافحة الإرهاب وضمان حقوق الإنسان وتشكيل حكومة شاملة. وأشار إلى أن بلينكن، إلى أن الخارجية الأميركية أصدرت تصاريح خاصة تسمح بدخول المساعدات الإنسانية إلى أفغانستان.

قد يهمك ايضاً

مقتل 20 عنصرا من "طالبان" في هجوم لقوات الأمن في أفغانستان

طالبان تسيطر على منطقة قريبة من كابل