عدن ـ عبدالغني يحيى
أبدى وزير خارجية اليمن عبد الملك المخلافي، خلال مداخلته في جلسة للجمعية العامة للأمم المتحدة عن اليمن، الجمعة، استعداد الحكومة اليمنية، للتعاون في كل المجالات بما يخفف معاناة اليمنيين، لكنه عاب على المجتمع الدولي اتهامه للجميع بدون تمييز بعرقلة الحل، وحثهم على الإشارة بوضوح إلى الأطراف التي تعرقل بدلا من وضع الجميع في خانة واحدة.
المخلافي أعرب عن أمله في أن يكون هناك اهتمام بالطفولة في اليمن وتقديم المساعدات اللازمة لهم خاصة مع تفشي ظاهرة تسربهم من المدارس واستقطابهم من قبل الميليشيات للمشاركة في الحرب. وكشف الدكتور عبدالله الربيعة، رئيس مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، خلال الجلسة، ان مجمل الإعانات التي قدمتها السعودية لليمن تخطت 221 مليون دولار، وتركزت على الغذاء والدواء والتعليم والبنية التنموية.
وأكد أن السعودية استجابت بشكل مباشر لمؤتمر المانحين في جنيف، وساهمت بشكل عاجل مع المنظمات الطبية وقدمت 75 مليون دولار لمحاربة داء الكوليرا في اليمن.
وأنهى رئيس الوزراء اليمني الدكتور أحمد عبيد بن دغر، جولته التي شملت محافظتي المهرة وحضرموت، والتقى خلالها عددًا من المسؤولين والقيادات الإدارية والعسكرية، والتعرف على هموم المواطنين وافتتح عددا من المشروعات الخدمية والتنموية. وقال بن دغر "جاءت هذه الزيارات بناء على توجيهات الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية، واهتمام الحكومة بتحسين مستوى الخدمات الأساسية في المحافظات، والتعرف على هموم المواطنين.
وأضاف أن "المحافظات المحررة خرجت من عنق الزجاجة، بعد الشلل الذي أصابها جراء الحرب الهمجية التي شنتها ميليشيا الحوثي وصالح على الدولة، وعناصر تنظيم القاعدة على المكلا، وبوحدة الصف وتضافر الجهود ها هي اليوم تشهد تنفيذ عدد من المشروعات في الكهرباء والمياه والصحة والتعليم والطرقات".
وأشار بن دغر إلى أنه رغم الظروف الصعبة التي تعيشها بلادنا جراء الحرب الهمجية التي شنتها ميليشيا الحوثي وصالح، وتدميرها للمؤسسات المدنية والعسكرية والبنية التحتية، فإن الحكومة قد وضعت لبنة الأساس وبدأت من الصفر، وبفضل الجهود التي بذلت وتعاون المخلصين والأوفياء من أبناء اليمن استطعنا إعادة عجلة التنمية، ووفرنا الخدمات ولو في حدها الأدنى، وصرفنا المرتبات لجميع الموظفين المدنيين، وبالاعتماد على مواردنا المحدودة، ونعمل جاهدين على انتظام صرف مرتبات العسكريين.
ونوه رئيس الوزراء اليمني إلى ضرورة التفاف جميع أبناء المجتمع خلف القيادة الشرعية، لمواجهة الميليشيا الانقلابية التي ما زال خطرها يهدد الأمن والاستقرار، ويجب الحفاظ على الثوابت الوطنية والدفاع عنها. وقال "نحن اليوم بين قوسين أو أدنى من نصر محقق سيحافظ على الجمهورية، وسنرغم الحوثي وصالح على العودة إلى مرجعيات الحل المتمثلة في المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني، وقرار مجلس الأمن الدولي 2216، سلماً أو حرباً".
وكان بن دغر قد ترأس في مدينة الغيظة عاصمة محافظة المهرة، اجتماعاً للقيادات الأمنية والعسكرية، بحضور محافظ المحافظة محمد عبد الله كده. وفي الاجتماع استمع رئيس الوزراء إلى شرح من القادة الأمنيين والعسكريين في قيادة محور الغيظة، وإلى نائب رئيس هيئة الأركان العامة اليمني اللواء الركن صالح الزنداني، ونائب وزير الداخلية اليمني اللواء الركن علي ناصر لخشع، على الحالة الأمنية المطمئنة في المحافظة، والمهام التي تقوم بها الوحدات الأمنية والعسكرية للحفاظ على مقدرات الوطن.
وأكد رئيس الوزراء على ضرورة العمل المشترك والتنسيق الكامل بين كافة الوحدات الأمنية والعسكرية، وتفعيل العمل الاستخباراتي لمواجهة الإرهاب ومكافحة التهريب، وحفظ الأمن والاستقرار في المحافظة. وقال بن دغر "إن محافظة المهرة ثغر اليمن الشرقي، نموذج لباقي محافظات الجمهورية في الحفاظ على استتباب الأمن والاستقرار وبسط السكينة العامة"، منوهاً إلى أن المهرة كانت ولا تزال صمام أمان لليمن، بحفاظها على الوحدة والجمهورية، من موقعها الجغرافي المهم لليمن والجزيرة العربية والمملكة العربية السعودية وسلطنة عمان، على وجه الخصوص، الأمر الذي حتم عليهم القيام بواجبهم في حماية المحافظة وجيرانها. وأضاف "أن اليوم هو يوم العار على الجيش والأمن والسياسيين الذين انحازوا إلى مشروع الإمامة، اليوم الذي سقطت فيه (جمهورية سبتمبر) بصنعاء، أو تكاد، وعلينا مسؤولية استعادتها (صنعاء) واستعادة الجمهورية بالقوة من الانقلابيين، أو أن يجنحوا للسلم"، وأضاف أن التعامل مع المؤسسات الأمنية والعسكرية هو تعامل وطني، بمنظوماتها الكاملة، وعليها تقع مسؤولية هزيمة الانقلاب.
وأشار إلى أن الحكومة تواجه إرهابا واقعيا، وإرهابا اعتدى وانقلب على الدولة، وهذا لا بد من مواجهته، لا تنازل عن القيم الكبرى في الجمهورية والوحدة، فهما قضيتان رئيسيتان يتبعهما اليمن الاتحادي الذي به نؤسس لبناء جيش وطني يحمي الحدود.
وأكد أن الإرهاب آفة اجتماعية يعاني منها العالم أجمع، وعلينا التعاون، ولا توجد خليه إرهابية إلا وفيها من جميع الدول، وعملت في بعض الدول وحصلت على تدريبات خارجية، ويجب أن يوجد تعاون مشترك لمكافحة عناصر القاعدة واجتثاثها. وأمر رئيس الوزراء بصرف ثلاثين مليون ريال يمني لتغذية الجيش للشهرين المقبلين، وثلاثين مليون ريال يمني للأمن للشهرين المقبلين.