طوكيو - علي صيام
أعلنت السلطات اليابانية وفاة 5 أشخاص وإصابة أكثر من 100 آخرين بجروح، إثر موجة الثلوج الحادة التي تضرب آسيا، بينما رصدت تايوان 90 حالة، كما سجَّلت بلدان القارة درجات حرارة متدنية بلغت مستويات قياسية، وذلك بالتزامن مع بدء تعافي المدن الأميركية من أعنف عاصفة ثلجية مرت بالبلاد.
وسُجِلت وفيات بسبب الطقس في تايوان وألغيت مئات الرحلات في مختلف أنحاء المنطقة وعلق عشرات آلاف الأشخاص في جزيرة سياحية في كوريا الجنوبية، وتسبَّبت موجة الصقيع في هونغ كونغ "الأقسى منذ 59 عامًا" في فوضى أعلى قممها، كما تدنت درجات الحرارة في تايبه إلى 4 درجات مئوية، وهي أقسى موجة برد منذ 44 عامًا، كما تحدثت وسائل إعلام تايوانية عن 90 حالة وفاة بسبب ذلك.
وفي اليابان توفي 5 أشخاص وأصيب أكثر من 100 آخرين بجروح، الأحد الماضي، مع تساقط كثيف للثلوج وتدني درجات الحرارة غرب ووسط المناطق، كما ذكر مسؤولون محليون.
ورصدت وسائل إعلام محلية الكثير من الوفيات إثر انخفاضٍ حادٍ في حرارة الجسم أو مشاكل في القلب بسبب الشعور المفاجئ ببرودة الطقس، مشيرة إلى أن السلطات دعت المواطنين لاسيما كبار السن إلى الحفاظ على الدفء والبقاء بعيدًا عن البرد.
وشهدت جزيرة أمامي الصغيرة تساقط الثلوج للمرة الأولى منذ العام 1901 كما أعلنت مصلحة الأرصاد الجوية اليابانية، وفي الصين سُجلت أدنى درجات حرارة في مختلف أنحاء البلاد بين الجمعة والأحد الماضيين، وفي منغوليا، بلغت درجات الحرارة رقمًا قياسيًّا، السبت الماضي، وهو 46.8 درجة تحت الصفر.
أما في هونغ كونغ فقد أغلقت المدارس الابتدائية ودور الحضانة بعدما تدنت الحرارة إلى مستويات غير مسبوقة منذ 60 عامًا، وتم إلغاء سباق الماراثون لمسافة 100 كلم بعدما انزلق المتنافسون بسبب الثلوج والرياح العاتية، وذكر مسؤول في السباق أن مئات الأشخاص الفضوليين علقوا على القمة وتم استدعاء رجال الإطفاء لإنقاذهم.
كما علق نحو 90 ألف شخص في جزيرة جيجو السياحية الكورية الجنوبية بعد تساقط أكبر كميات ثلوج منذ 3 عقود، ما أدى إلى إغلاق المطار لليوم الثالث على التوالي، وتأثرت الجزيرة التي يطلق عليها "هاواي الكورية" والمعروفة بشواطئها ومناخها المعتدل عادة، بموجة صقيع تشهدها كوريا الجنوبية انخفضت معها درجات الحرارة إلى 6,1 درجة تحت الصفر.
ولم يسجل تساقط ثلوج في العاصمة سيول لكن درجات الحرارة انخفضت الأحد الماضي، إلى 18 درجة تحت الصفر، الأمر الذي لم تشهده منذ 15 عامًا، وأصدرت وكالة الأرصاد الجوية الكورية الجنوبية، السبت الماضي، للمرة الأولى منذ 5 أعوام نشرة تحذر فيها من صقيع العاصمة، وفي فيتنام بلغت الحرارة 6 درجات مئوية ليلاً، وذكرت وسائل الإعلام الرسمية أنها الأسوأ منذ عقدين.
وعادت الحياة تدريجيًّا إلى مدن نيويورك وفيلادلفيا وواشنطن في أعقاب عاصفة ثلجية تاريخية خلفت 25 قتيلاً، وشهد الأحد الماضي عمليات واسعة النطاق لإزالة الثلوج بعد العاصفة جوناس، التي صحبها تساقط كميات كبيرة من الثلوج بلا انقطاع لأكثر من 36 ساعة في 10 ولايات يقطنها نحو 85 مليون نسمة.
واضطر مجلس النواب الأميركي إلى إلغاء عمليات الاقتراع طوال الأسبوع، بينما أرجأ مجلس الشيوخ التصويت حتى مساء الأربعاء الماضي بدلاً من الثلاثاء الماضي.
ويعد نائب الرئيس الأميركي جو بايدن أبرز ضحايا العاصفة، إذ لم تتمكن الطائرة التي أعادته من زيارة قام بها إلى تركيا من الهبوط في واشنطن؛ بسبب تراكم الثلوج ما اضطرها إلى التوجُه نحو ميامي.
وخلافًا لنيويورك ستبقى مدارس واشنطن مغلقة وأيضًا الخدمات الإدارية في العاصمة ومكاتب الحكومة الاتحادية، بحسب السلطات.
هذا وأطلق خبراء الطقس في بريطانيا تحذيرات من موجة فيضانات قد تجتاح البلاد، بعد موجة من العواصف الثلجية التي ضربت الولايات المتحدة وأجزاء من آسيا، وذكروا إنه من المتوقع أن ترتفع نسبة المياه إلى مستوى 20 سنتيمترًا.
واجتاحت موجة من الفيضانات عدة مناطق في بريطانيا نهاية ديسمبر/كانون الأول الماضي، حيث تمت الاستعانة بقوارب لنقل السكان إلى مناطق آمنة، وأصدرت السلطات إجمالاً نحو 335 تحذيرًا من وقوع فيضانات أشد خطرًا.
كما امتدت موجة الطقس السيء إلى بلدان المتوسط؛ حيث أعلنت السلطات المصرية إغلاق مينائي الإسكندرية ودمياط، لارتفاع سرعة الرياح والأمواج وهطول الأمطار، وتشهد مدينة الإسكندرية موجة طقس باردة، منذ أكثر من يومين، تصاحبها أمطار ورياح شديدة، وانخفاض ملحوظ في درجات الحرارة، ضمن نوة الفيضة الكبرى التي تتعرض لها السواحل المصرية.
وأغلقت المدارس الرسمية والخاصة في لبنان أبوابها بسبب العاصفة الثلجية "تالاسا"، التي تضرب البلاد محمّلة بالثلوج والصقيع، حيث غطت الثلوج المناطق اللبنانية، بداية من ارتفاع 600 متر عن سطح البحر، وحاصرت الثلوج والجليد الكثير من المناطق والقرى الجبلية اللبنانية، مع تدنٍ ملحوظ في درجات الحرارة.
واكتست مرتفعات الطفيلة الأردنية بحلّة بيضاء من الثلوج، جراء تأثر المنطقة بعاصفة ثلجية مصاحبة للمنخفض الجوي العميق الذي يؤثر على المملكة، ما أدى إلى تساقط الثلوج على فترات بسماكة وصلت إلى نحو 10 سم، لاسيما على المرتفعات الجنوبية خاصة القادسية وبصيرا ومناطق العيص وأبوبنا والحلا والرشادية، والتي يزيد ارتفاعها عن 1000 متر فوق سطح البحر.