لندن - كاتيا حداد
حذرت الحكومة البريطانية مواطنيها و أجهزتها الأمنية من خطر وقوع هجمات هائلة وغير مسبوقة من قبل تنظيم داعش، الذي يسعى إلى تجنيد المزيد من النساء والمراهقين لتنفيذ الاعتداءات التي يخطط لها، ولذلك بدأت الشرطة البريطانية استخدام علماء النفس المدربين للتعامل مع أولئك المعرضين لخطر التأثر بأفكار التنظيم.وذكر المفوض المساعد لشرطة العاصمة لندن، مارك رولي، أن دعوات التنظيم قبل أعوام قليلة، لمن سيصبحون متطرفين، إلى مهاجمة الشرطة والجيش أصبحت أكثر شمولية، بحيث يخطط داعش لمهاجمة نمط الحياة الغربي، وهو ما اتضح جليًا من
وقع هجمات إرهابية كتلك التي شهدتها فرنسا في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي.
وأوضح رولي أن التركيز لم يعد مقتصرًا على الشرطة والجيش كرمز للدولة، وإنما اتسعت دائرة اهتمام التنظيم وبات لديه طموحات بتنفيذ هجمات مروعة وغير مسبوقة تختلف عن تلك الاعتداءات التي تم إحباطها، وأن داعش الذي يسعى إلى تجنيد مزيد من المتطرفين عبر الدعاية التي يقوم بها، يحاول تنفيذ هجمات أوسع نطاقًا.
ويحاول تنظيم داعش إدخال العناصر المنتمية إليه ممن تلقت التدريبات العسكرية في سورية إلى شمال أوروبا من أجل تنفيذ الهجمات، ولكنه شدد على أن بريطانيا تضع ضمن أولوياتها القصوى بذل جهود مشتركة في سبيل البحث عن أيّة روابط ممكنة من هذه الشبكات أو شبكاتٍ أخرى، بحسب ما قاله رولي.
وارتفع عدد المعتقلين من المتطرفين المشتبه بهم خلال الأشهر الثلاثة الماضية بنسبة 57% مقارنةً بالثلاثة أعوام التي سبقتها، بينما وجهت بالفعل اتهامات إلى نحو نصف عدد المعتقلين، وفي العام الماضي، فإن أكثر من ثلاثة أرباع (77%) المعتقلين كانوا من أصول بريطانية، وأشار رولي إلى أن عدد الفتيات والسيدات والمراهقين الذين تم اعتقالهم للاشتباه بعلاقتهم بتنظيم داعش، كان بمثابة الاتجاه الجديد، حيث أن 14% من المقبوض عليهم من النساء، و13% تتراوح أعمارهم ما بين العشرين عامًا وأقل، وهو ما يعني نجاح الترويج الذي يقوم به داعش في استقطاب هؤلاء السيدات والفتيات والشباب.
و قدمت شرطة " إسكتلنديارد" البريطانية حوالي 20 عائلة ونحو 50 شابًا للمحاكمة العام الماضي بسبب مخاوف من التطرف، كما بدأت الشرطة في استخدام علماء النفس المدربين والذين بإمكانهم تقديم المشورة سواء بشأن كيفية التعامل مع أولئك المعرضين لخطر التأثر من قبل المتطرفين حال وقوع هجوم، بينما يجرى أيضًا زيادة عدد الضباط المدربين على استخدام الأسلحة النارية في بريطانيا، في أعقاب الهجمات الدامية التي جرت أحداثها في باريس وأسفرت عن مقتل 129 شخصًا خلال هجمات تم التنسيق لها من قِبل المتطرفين.